رداً على أحمد عبد المعطى حجازى ((ليس زعيما فحسب بل رحمة للعالمين))

  • 122

عندما يطل علينا كاتب المفروض أنه مسلم يطعن فى جملة كُتبت مفادها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الزعيم الذي توحدت تحت لوائه الأمة العربية واتخذت القرآن دستوراً فيقول: إن هذا يمثل هتافات الإرهابيين.

نقول: سنزيدك من الشعر بيتاً فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس زعيماً فقط وإنما نبياً مرسلاً مؤيداً من الله تعالى أرسل للعالمين، وليس للعرب فقط وهنا لن استشهد له بالأيات ولا بالقرآن لأنه لو كان يؤمن بهما - إيمانا صحيحا - لما قال ما قال ولكنى سأستشهد بأقوال المستشرقين الذين أنصفوا النبي صلى الله عليه وسلم كما لم ينصفه هذا الكاتب(المسلم) لعله يقتنع بكلامهم مادام القرآن والسنة غير مقنعين له.

فقد قال د.زويمر – مستشرق كندي في كتابة الشرق وعاداته:

إن محمداً كان لاشك من أعظم القادة المسلمين الدينين ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان معلماً قديراً وبليغاً وفصيحاً ومغواراً ومفكراً عظيماً ولا يحوز أن تنسب إليه ما ينافي هذه الصفات وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء.

وقال الأستاذ سيديو - أحد أعضاء جمعية العلماء الفرنسية -:

بعد ظهور النبي الذي جمع قبائل العرب أمة واحدة لها مقصد، ظهرت للعيان أمة كبيرة مدت جناح ملكها من نهر تاج في أسبانيا إلي نهر جاج في الهند ورفعت أعلام التمدن في أقطار الأرض أيام كانت أوربا مظلمة بجهالات أهلها في القرون الوسطى.

وقال توماس كاريل – من أشهر الكتاب الإنجليز:

كان عصره وقومه حطباً يابساً ميتاً أصابه هذا الشهاب فأشعله و أضاء به نارًا مقدسة هادئة ويقول: الحقيقة الكبرى هي أنه رجل صادق و نبي مرسل . و قال: و ما كلمته إلا صوت حق صادق و ما هو إلا شهاب أضاء للعالم أجمع، لقد أصبح أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلي من يظن أن دين الإسلام كذب أو أن محمداً خداع ومزور، فإن الرسالة التي أتي بها ذلك الرسول مازالت السراج المنير مدة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون (عدد المسلمين فى عصر الكاتب) و قال هل رأيتم قط أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يوجد ديناً و ينشره؟ عجباً و الله إن الرجل الكاذب لا يستطيع أن يبني بيتاً من الطوب ثم يوضح أن الذي بنى أمة يدين فيها الملايين بهذا الدين لقرون عديدة و لا يزالون لا يمكن أن يكون كاذباً أبداً و قال : و ما كان محمد بعاشق قط و لا شاب قوله شائبة لعب و لهو فكانت المسائل عنده مسألة حياة و بقاء أما التلاعب بالأقوال و العبث بالحقائق فما كان من عادته قط.

وقال تولستوي: أديب وكاتب روسيا الأعظم:

لا ريب أن هذا النبي من كبار المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق وجعلها تجنح للسلام وتكف عن سفك الدماء وتقديم الضحايا ويكفيه فخراً أنه فتح طريق الرقي والتقدم و هذا عمل عظيم لا يفوز به إلا شخص أوتي حكمة و علماً و رجل مثله جدير بالاحترام و الإجلال.

وقال بورسوث سميث – في كتابه (محمد والمحمدية) لندن 1874م –:

لقد كان محمد قائداً سياسياً وزعيماً دينياً في آن واحد لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين كما لم تكن له فيالق مثل القياصرة ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد وعائد ثابت إذ كان لأحد أن يقول أنه حكم بالقوة الإلهية فـإن محمداً استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.

وقال برنارد شو – الكاتب الإنجليزي الساخر –:

إن العالم أحوج ما يكون إلى رجل في تفكير محمد هذا النبي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على خضم جميع المدنيات خالداً خلود الأبد وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (أوربا).

وقال آن بيزيت – صاحب كتاب (حياة وتعالم محمد) –:

من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل أحد رسل الله العظماء ورغم أنني سوف أعرض فيما أروى لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذا الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي لعظيم.

وقال مونتجومري وات – في كتابه (محمد في مكة 9 1956م ):

إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيداً وقائداً لهم إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه.

وقال سنرستن الاسوجي – أستاذ اللغات السامية ومحرر مجلة العالم الشرقي -:

إننا لم نصف محمداً إذ أنكرنا ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا فلقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية مصراً على مبدئه ومازال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين فأصبحت شريعته أكمل الشرائع وهو فوق عظماء التاريخ.

وقال البروفسور رما كريشنا راو في كتابه – محمد النبي –:

لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها ولكن كل ما في استطاعتي أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة فهناك محمد النبي ومحمد المحارب ومحمد رجل الأعمال ومحمد رجل السياسة ومحمد الخطيب ومحمد المصلح ومحمد ملاذ اليتامى وحامي العبيد ومحمد محرر النساء ومحمد القاضي كل هذه الأدوار الرائعة في كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلاً.

وقال المفكر الفرنسي- لامارتين (1790-1869) في كتابه – تاريخ تركيا - الجزء الثاني:
فهو – أي النبي – فيلسوف وخطيب ومشرع وهادي الإنسان إلى العقل ومؤسس دين لا مرية فيه ومنشأ عرين دولة في الأرض وفاتح دولة روحية في السماء فأي رجل أدرك من العظمة والإنسانية مثلما أدرك .. وأي رجل بلغ من مراتب الكمال مثلما بلغ أ.هـ

ربما يستغرب الكثير لماذا الاستشهاد بهؤلاء فقط؟ أقول: حتى يتسنى لهذا الكاتب أن يصفهم بالإرهابيين لأنهم قالوا: إن محمد صلى الله عليه وسلم ليس قائداً أو زعيماً فقط بل رسولاً ومصلحاً وداعية ورجل حرب ورجل سياسية وحامى العبيد ومحرر النساء والقاضى والزوج والتاجر والبطل، فهل يستطيع نعتهم بذلك ؟
أقول : لن يستطيع لأنهم ليسوا مسلمين فقلمه أشهر على الإسلام وأهله فقط وبيننا وبينه الله تعالى فكل نفس بما كسبت رهينة.

والله من وراء القصد ,,