قائد بلا أضحية

  • 140

يأتي عيد الأضحي كل عام ليوقظ في القلب كثيرا من المعاني السامية وكان أبرزها على الإطلاق "التضحية"، فسمي العيد باسمها وكان إبراهيم عليه السلام هو القدوة التي ضربت أروع الأمثلة في التضحية والصبر عليها؛ قال تعالى "إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين".

فكان عليه السلام أمة، أي إماما وقدوة للعالمين، وكانت التضحية هي السمة البارزة في حياته عليه السلام. وتتجلي هذه التضحية في امتثاله للأمر بذبح ابنه عليه السلام فاستحق أن يكون القدوة والأسوة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولأمته قال تعالى: "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم"، وكان محمد صلى الله عليه وسلم أفضل المتبعين لإبراهيم عليه السلام، فكان خير قائد لخير أمة وكانت التضحية هي السمة البارزة له، فكان يختار لنفسه الأصعب من الأعمال ويقول لأصحابه "وأنا علي جمع الحطب"، ليؤكد على أن القيادة لا تكون إلا بتضحية وصبر عليها، وأنه كلما زادت المسؤلية كلما زادت التضحية.


لذا كان لازما على من تصدر للقيادة أو دفع إليها أن تظهر عليه هذه التضحية أكثر من غيره ليصلح أن يكون قدوة لأتباعه، أما أن يعيش القائد بلا تضحية وتراه يرتب أولوياته دون النظر للمصلحة العامة، ويلزم أتباعه بما لايلتزم هو به، بل ويطالبهم بالتضحية التي لايرون منه القيام بشيء منها فهذا ليس بقائد لأنه قد فقد السمة الأساسية للقيادة ألا وهي التضحية، وإذا كانت الأضحية هي السمة الأساسية في عيد الأضحي فقائد بلا تضحية كأضحى بلا أضحية.