وصى هارون الرشيد الأحمر النحوي ، حين بعث إليه لتأديب
ولده محمد الأمين فقال :
إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه ، وثمرة قلبه
،
فصير يدك عليه مبسوطة ، وطاعتك عليه واجبة ،
فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين ،
أقرئه القرآن ، وعرفه الآثار ، وروه الأشعار ، وعلمه
السنن ، وبصره مواقع الكلام ،
وابدأه وامنعه الضحك ، إلا في أوقاته ،
وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم إذا دخلوا عليه ، ورفع مجالس
القواد إذا حضروا مجلسه ،
ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم منها فائدة تفيده إياها
من غير أن تخرق به فتميت ذهنه ،
ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه ،
وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة ، فإن أباها فعليك
بالشدة والغلظة !.