نظرة الإسلام للمال

  • 1995

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول وبعد:

ينظر الإسلام للمال على أنه عصب الحياة وقوامها من ناحية، وعلى أنه فتنة واختبار من ناحية أخرى، فراعى الإسلام حقوق الأفراد وذمتهم المالية؛ فمن مقاصد الشريعة حفظ المال. ولذلك أمرت بكتابة الدين وحرمت السرقة والربا والرشوة والغرر والميسر ووضعت ضوابط للبيع والشراء والمشاركة والمؤاجرة، ونهت عن إضاعة المال وكل ما يفضي إلى أكل أموال الناس بالباطل ووضعت نظاما للزكاة وللوقف وكل ما يجعل الأموال مستثمرة ومحفوظة وفي زيادة وذلك لقوة المجتمع المسلم.

بل وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه نعم المال الصالح للرجل الصالح، بل قال الفاروق عمر رضي الله عنه: (اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن هذا المال حلوة خضرة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى" رواه البخاري.

ومن زاوية أخرى بين الإسلام أن هذا المال فتنة قال تعالى: (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) الأنفال. أي: اختبار وامتحان قد لا ينجح فيه الإنسان، وليس إمداد الله لعباده بالأموال مسارعة في الخيرات منه سبحانه لهم، (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لايشعرون) المؤمنون، بل هو سبحانه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولذلك لاينبغي ان تنظر أخي المسلم للمال علي أنه غاية بل هو وسيلة لتحقيق العبودية والفوز بمرضاة رب البرية، فعليك أن تاخذ المال من حله وأن تضعه في حله وأن تعرف حق الله في هذا المال وأن لا تتطلع لما في يد غيرك، ولتعلم أنك ستحاسب عل هذا المال من أين اكتسبته؟ وفيم أنفقته؟ ومالك ما قدمت ومال ورثتك ما أخرت، و(ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت)، (ماعندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذي صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل . اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا والحمد لله رب العالمين