• الرئيسية
  • الأخبار
  • "حلايب وشلاتين" تطفو على السطح من جديد وسط تصاعد حدة الخلافات والنزاعات السياسية

"حلايب وشلاتين" تطفو على السطح من جديد وسط تصاعد حدة الخلافات والنزاعات السياسية

  • 114
صورة أرشيفية

منطقة حلايب تقع على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر، توجد بها ثلاث بلدات كبرى هي (حلايب وأبو رماد وشلاتين)، وأغلبية السكان ينتمون لقبائل البشاريين والحمد أواب والشنيتراب والعبابدة؛ وشهدت منطقة حلايب نزاعات حدودية طوال تاريخها، فهي المنطقة الحدودية الجنوبية لمصر المتاخمة للسودان، تارة يقال إنه تحت السيادة المصرية بكاملها، وتارة أخرى يقال إنها منقسمة بين مصر والسودان، فهنا تقيم فيها مصر انتخاباتها البرلمانية، وهناك تعلن المفوضية القومية للانتخابات السودانية ضمها للدائرة الانتخابية، ويظل النزاع عليها مستمرا.
وتقع منطقة حلايب أو "مثلث حلايب" علي البحر الأحمر بمساحة تزيد علي 20 كم، وتشمل حلايب وشلاتين وأبو رماد وهي تتبع مصر إداريا، إلا أنها محل نزاع بين مصر والسودان، فهذا المثلث يقع داخل الحدود السياسية المصرية وفق اتفاقية الحكم الثنائي بين مصر وبريطانيا عام 1899 ، وعاد الاحتلال البريطاني عام 1902 ليجعل المثلث تابعا للإدارة السودانية لأنه أقرب للخرطوم، وجعل منه محل نزاع بين البلدين.

وتشهدت منطقة حلايب نزاعات متواصلة في الآونة الأخيرة، آخرها حينما طالعتنا بعض الصحف السودانية بخبر اعتماد حلايب المصرية ضمن الدوائر الجغرافية في انتخابات 2015، كما كان الوضع عليه في 2010 أي قبل قيام الثورة المصرية.

فالخلافات بين البلدين حول إدراج منطقة حلايب ضمن الدوائر الانتخابية السودانية أو المصرية، لا تبرز إلا في حالات الخلاف السياسي بين حكومتي الخرطوم والقاهرة، أما في أوقات الهدوء السياسي فلا تثار هذه المشكلة؛ إذ يدخل مثلث حلايب بشكل أسبوعي إمدادات من البلدين باعتبار أن هناك قوة من الجيش المصري وقوة من الجيش السوداني وكلاهما يحتاج إلى دعم وإمدادات مستمرة.
وذكر موقع "سودان تريبيون" أن المفوضية القومية للانتخابات بالسودان، أعلنت اعتزامها إجازة ترسيم الدوائر الجغرافية للانتخابات بحلول منتصف سبتمبر الجاري، وكشفت عن إبقاء الوضع الجغرافي لمنطقتي آبيي وحلايب على ما كان عليه في انتخابات العام 2010 باعتبارهما منطقتين تابعتين للسودان.

وأكد رئيس اللجنة العليا للانتخابات السودانية بولاية البحر الأحمر عبد القادر محمد توم، استمرار العمل في ترسيم الدوائر الجغرافية بالولاية وفقا للقانون الجديد، مؤكدا اعتماد منطقة حلايب دائرة جغرافية تتبع للولاية كوضعها في انتخابات العام 2010.

وقال الفريق عبد الله الحردلو، مسئول ملف الدوائر الجغرافية بالمفوضية للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن المفوضية ستنظر في ترسيم الدوائر؛ ومن ثم إجازتها ورفعها لرئاسة الجمهورية وتسليمها للأحزاب السياسية، موضحا فتح باب الطعون قبل الاعتماد النهائي لترسيم الدوائر.

وقال الدكتور محمد جمعة باحث بمركز الأهرام للدرسات الاستراتيجية ، إن قرار اللجنة الانتخابية في السودان بوضع منطقة حلايب ضمن الدوائر الانتخابية في انتخابات 2015، إجراء ليس جديدا، مضيفا أنه تم اتخاذ هذا الإجراء في عام 2010.
وأوضح "جمعة" أن هذا القرار سياسي بحت، جاء حفظا للحقوق السودانية فيما يتعلق بسيادة السودان علي حلايب وشلاتين، قائلا إن تجاهل هذه المنطقة يعني الاعتراف بأنها منطقة خارج الحدود السودانية.
وأضاف أن توقيت وأهداف القرار ترجع لكون السودان تعطي رسالة للداخل السوداني بأنه لا تفريط في حلايب، الهدف الثاني: الحفاظ علي المطالب السودانية بأحقيتها للمثلث وتقوية موقف الحكومة السودانية.
ومن ناحيته، قال الخبير الاستراتيجى اللواء علاء عز الدين مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة السابق، إن الوطن العربي في حالة تشرذم واقتتال بسبب الشائعات التي تروج لها الإدارة الأمريكية؛ وبالتالي فالوطن العربي مخترق إلي حد كبير. مضيفا أن هناك شائعات عن تورط مصر والإمارات في قصف ليبيا، وتدخل السعودية ضد بشار الأسد، ثم إعطاء السيسي للفلسطينيين دولة في سيناء، وأخيرا فتح مشكلة حلايب وشلاتين.

حلايب وشلاتين تخضع للسيادة المصرية، ولا تستطيع أي دولة الاقتراب منها، أو قطع جزء من أراضيها طبقا للدستور المصري، مؤكدا أن كل ما يصدر من مصادر غير حكومية مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.

وأشار الخبير العسكري إلي أن فتح مشكلة حلايب وشلاتين الآن يقصد بها إثارة الرأي العام لفتح النزاع بين مصر والسودان وإحياء أزمات الماضي.
ويستعد السودان لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 2015، حيث شرعت مفوضية الانتخابات في التحضير لها، وأعلنت الجدول الزمني بضم منطقتي حلايب وشلاتين إلى دوائرها الانتخابية في الانتخابات المقبلة في السودان. (بحسب أخبار تم تداولها على المواقع والصحف السودانية).