• الرئيسية
  • الأخبار
  • داعية اسلامي: حالات التصدع في الأسرة المصرية تحتاج إلى تضافر الجهود وصدق النيات لمواجهتها

داعية اسلامي: حالات التصدع في الأسرة المصرية تحتاج إلى تضافر الجهود وصدق النيات لمواجهتها

  • 115
زين العابدين كامل الداعية الإسلامي

كامل يضع روشتة علاج للحد من ظاهرة الطلاق التي استرت في المجتمع

قال زين العابدين كامل الداعية الاسلامي، إن الله شرع لعباده الزواج لبقاء النسل ولتحقيق الاستخلاف في الأرض، ولكن العلاقة الزوجية قد يشوبها أحيانا ما يعكرها، حتى يؤدي إلى ضرورة انتهائها، فجعل الله من الطلاق والخلع حلاً لمثل هذه الأحوال، لافتاً إلىأن الطلاق أصبح ظاهرة عامة في بلاد المسلمين، حتى تحول إلى مشكلة اجتماعية ونفسية، لاسيما وأن هذه الظاهرة قد دمرت البيوت وأحدثت خللا فى العلاقات الاجتماعية.

وأكد كامل، في تصريحات لـ"لفتح"، أن تلك الأزمة خطيرة بالفعل تحتاج إلى تضافر الجهود وصدق النيات لمواجهة حالات التصدع فى الأسرة المصرية، مبيناً أن الطلاق " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء، إضافة إلى الآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة.

وأوضح الداعية الإسلامي، أن بعض نصوص قوانين الأحوال الشخصية زادت من حدة الخلاف بين الزوجين، مطالباً بإعادة النظر فى النص الخاص بولاية القاضى عن إيقاع الخلع جبرا نيابة عن الزوج، لأن الأصل فى الخلع عقد رضائى يعتمد على تراضى الزوجين وموافقتهما وليس على الإلزام، مع ضرورة الإبقاء على الخلع باعتباره نظاما إسلاميا معروفا يطبقه المسلمون حتى قبل صدور هذا القانون.

وأشار كامل، إلى أن من أسباب الطلاق انتشار "عادات التلفظ بالطلاق وتسهيل الفتاوى"، التى تقضى بعدم وقوع الطلاق فى غالب الأحيان والتماس بعض الأعذار غير الشرعية والبعيدة عن الضوابط العلمية فى الفتاوى، مضيفاً "فلابد من توجيه المجتمع والأسر إلى اعتماد الإسلام عقيدة ومنهج حياة، إليه يتحاكم المسلمون، متابعاً: "وكذلك عدم وجود النظرة الشرعية فى كثير من الأمور وضعف الدين وسوء الخلق بين الزوجين من أسباب كثرة الطلاق".

كما بين أن الغيرة الزائدة مفتاح الطلاق فى كثير من الأحيان، وكذا تعدد الزوجات فكثيرا من النساء يطلبن الطلاق لأن الزوج تزوج بأخرى، وهذا يتعارض مع أسس ومبادىء الإسلام، بالإضافة إلى طغيان الحياة المادية والإهتمام ببعض الأمور غير الضرورية، ومن الأسباب أيضا الخيانة الزوجية" وتتفق كثير من الآراء حول استحالة استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية، ومنها عدم الوئام بين الزوجين بألا تحصل محبة من أحدهما للآخر، أو من كل منهما، ومنها سوء خلق المرأة، أو عدم السمع والطاعة لزوجها في المعروف، ومنها سوء خلق الزوج وظلمه للمرأة وعدم إنصافه لها، ومنها عجزه عن القيام بحقوقها أو عجزها عن القيام بحقوقه.

تابع: ومن أسباب كثرة الطلاق وطلب الخلع، مقارنة الزوج لزوجته بنساء الفضائيات، اللائي جملّتهن كاميرات التصوير حتى القبيحات منهن أصبحن جميلات بفعل أنواع الماكياج، وكذلك عدم رؤية الزوج لزوجته قبل الدخول عليها، فلا شك أن عدم رؤية الزوج للمرأة قبل النكاح قد يكون من أسباب الطلاق، إذا وجدها خلاف ما وصفت له، ولهذا شرع الله سبحانه للزوج أن يرى المرأة قبل الزواج حيث أمكن ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل، فإن ذلك أحرى إلى أن يؤدم بينهما" رواه أحمد وأبو داود بإسناد حسن، وصححه الحاكم من حديث جابر رضي الله عنه.

ووضع الداعية الاسلامي، روشتة علاج لحل كثرة وقوع الطلاق وطلب الخلع، التي استشرت في المجتمع، موضحاً أن من أهم ما يتم به معالجة تلك الظاهرة، الاختيار الحسن للرجل والمرأة، والتزود بالمعارف للحياة الزوجية من ثقافة شرعية وواقعية وتحكيم شرع الله عند كل خلاف يقع بين الزوجين "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا?النساء 65.

وطالب بضرورة استحضار التوجيهات الشرعية والنبوية باستمرار، فهي معالم في طريق الحياة الزوجية، فمن النصوص الموجهة للرجل: "لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر" رواه الترمذي، "واستوصوا بالنساء خيرا" متفق عليه، "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"رواه مسلم.

وأشار إلى النصوص الموجهة للمرأة: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة" رواه النسائي، "لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها" رواه أبو داود.