سبيل العزة

  • 120

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
العزة مطلب يطلبه جميع الناس مؤمنهم وكافرهم؛ بل وحتي المنافقون؛ فيطلبها المشركون بالتنديد. قال تعالى: (واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا) مريم.
ويطلبها المنافقون وسبيلها عندهم باتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، قال تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين جميعا) النساء.

وذلك لأنهم لا يعلمون لمن تكون العزة كما سجل القرآن حالتهم هذه ومقالتهم (يقولون لئن رجعنا إلي المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقون لا يعلمون) المنافقون.
لكن سبيل المؤمنين لتحصيل العزة بينه لهم ربهم تبارك وتعالى؛ فعلى المؤمنين أن يعتقدوا أن العزيز هو الله وأن العزة تطلب منه وحده سبحانه وتعالى؛ فهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء والعز بطاعته سبحانه (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه...) فاطر، أي من كان يريد العزة فليطلبها من الله وليمتثل شرعه فيكون من أهل الكلم الطيب والعمل الصالح حتي يعزه الله.
لذلك عقب الله عز وجل بعد ذكر ما أعده لأولياءه من البشري في الحياة الدنيا وفي الأخرة قال للنبي صلى الله عليه وسلم (ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم) يونس.
والمعصية ذل وشؤم قال النبي صلى الله عليه وسلم "وجعل الذل والصغار على من خالف أمري" صحيح الجامع 2831
ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أن المنكرات والمعاملات المحرمة والرضا بالدنيا إذا وقعت في المسلمين سلط الله عليهم الذل، فقال :"إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم جتي ترجعوا إلى دينكم" السلسلة الصحيحة رقم11.

ولذلك فالعمل بهذا الدين الكامل الذي كان هو الدين على عهد النبي صلي الله عليه وسلم هو العز الحقيقي وهو الذي ارتضاه الله للعالمين (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) النور.

وقال صلى الله عليه وسلم (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر) السلسلة الصحيحة رقم 3.

ولذلك فهم الفاروق عمر رضي الله عنه السبيل إلى العزة وأنه بهذا الدين تكون العزة، فقال قولته الشهيرة لأبي عبيدة رضي الله عنه: "كنا أذل قوم فـأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله".

وقال الحسن: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.

لذلك فلا بد إذا أردنا العزة فلنعمل بهذا الدين الكامل الذي ارتضاه الله عز وجل، ونترك المعاصي والبدع ولنوقن أيضا أن العزة لأهل الإيمان الحق وأن الله هو العزيز سبحانه وتعالى فلا عز إلا بطاعته، فاللهم أعزالإسلام والمسلمين والحمد لله رب العالمين.