• الرئيسية
  • الكهرباء تضرب كافة "الخطوط الحمراء" فى استمرار انقطاع التيار عن المواطنين

الكهرباء تضرب كافة "الخطوط الحمراء" فى استمرار انقطاع التيار عن المواطنين

  • 79
الكهرباء

يعاني المواطن المصري من مشكلة انقطاع الكهرباء، خاصة فى فصل الصيف وتحولت حياته إلى مأساة، ظل يبحث عن مخرج لها مطالبا وزارة الكهرباء والطاقة بإنقاذه منها، ولم تلبث أن خرجت عليه الوزارة بحل صعب إلا أنه ارتضاه رغما عنه؛ وأطلق "جهاز تنظيم مرفق الكهرباء" وعوداً بإعلام المواطنين عن مواعيد فصل التيار، كي يضعوا ذلك فى حسبانهم؛ لكن "تأتى الرياح بما تشتهي السفن"، فلم يرى المواطن تحقيقا لتلك الوعود البراقة والتى كان من المزمع البدء في تنفيذها فى يوينو الماضى.
قال عمرو الصاوي، محامي ومقيم بحي عزبة النخل، أن المنطقة تعيش مأساة نتيجة تكرار انقطاع التيار الكهربائى بصفة مستمرة، مشيراً إلى أنه وأسرته يعيشون معاناة حقيقية يومياً، حيث يتم فصل الكهرباء من 7 إلى 8 مرات، لوقت يتعدى الـ ساعة ونصف.
وتسائل الصاوي قائلاً؟ هل يتم ذلك أو يشعر أحد المسئولين بمثل هذه المعاناة والمأسأة بصفة دائمة، وهل يعانون ظروف ذلك بالمناطق الراقية مثل مصر الجديد، المهندسين، الدقى، الزمالك، وغير ذلك من الأماكن.
أشار عمرو الصاوي إلى أن الدولة مازالت تعبث بحياة المواطن، كما أنها تكيل بمكيالين حتى الآن، مضيفا أنه لا يجوز لحدوث مثل هذه الاستثناءات بعد المعاناة التي شعر بها المواطنون، والمعاناة التى لا تنتهى مع حلول كل صيف جديد من كل عام.
فيما أوضح أبو أحمد الشرقاوي، صاحب محل، أنه لم يعد يعرف سببا لانقطاع الكهرباء، الأمر دائماً ما يتسبب فى تعطيل مصالحه، وتوقف العمل وانصراف الذبائن مرات عديدة، فضلا عن إفساد الأجهزة الكهربائية التي تمثل رأس ماله الحقيقي، واصفا ما يحدث من قبل مسئولى الوزارة وتعاملهم من الأزمة بـ"المهزلة".
وأضاف الشرقاوى، أنه يعانى طوال العام من مأساة الكهرباء والظلام الدامس يومياً، فى ظل تجاهل المسئولين، ووقوفهم متفرجين، مشيراً إلى أنه يقوم بدفع فاتورة كهرباء عالية إضافة زيادة أعباء العمالة والمصاريف، مؤكدا أن توقف التيار الكهربائي يسبب له خسارة كبيرة يوميا، قد لا تغطى مصاريف المحل.
بينما كشف مصدر بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، رفض ذكر اسمه، عن وجود بعض الأماكن والتى لا يجوز فيها قطع الكهرباء، مشيراً إلى أن هناك هيئات ومؤسسات مثل المستشفيات، السكك الحديدية، أقسام الشرطة، بالإضافة إلى بعض الأماكن الدبلوماسية ومترو الأنفاق وبعض الأماكن الأخرى.
كما كشف المصدر فى تصريحات لـ "الفتح"، عن زيادة ما يقرب من 38% على الأقل بالأماكن التى لا يجوز انقطاع عنها الكهرباء، ما تسبب فى تفاقم الأزمة والانقطاع المتكرر، بالإضافة إلى الأعمال التخريبية واستهداف الأبراج والتى تعدت الـ 290 حالة بالشهر الماضى فقط.
وقال المهندس محمد رحيم، رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، والتى يتم بها اختبار منظومة خدمة "ابلاغ المواطنين بمواعيد انقطاع التيار الكهربائى" عبر رسائل المحمول، أن الخدمة مازالت محل الدراسة.
و أشار رحيم إلى أن الخدمة تحتاج شروط معينة منها، رفع بيانات الشبكة، وانشاء برامج بأجهزة الكمبيوتر، مشيراً إلى أن الشركة بالتنسيق مع جهاز تنظيم مرفق الكهرباء، مازالت تبحث هذا الأمر، مضيفاً أنه لا يعلم حتى اللحظة مدة نجاح تلك التجربة أم لا أو معرفة متى ستنطلق هذه الخدمة فى إعلام المواطن بإنقطاع التيار الكهربائى.
فيما قال الدكتور محمد اليماني، وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة، أن تكرار انقطاع الكهرباء يرجع إلى الارتفاع الكثيف فى درجات الحرارة، بالإضافة إلى نقص الوقود من محطات الكهرباء، فضلاً عن توقف بعض محطات توليد الكهرباء لعدم توفير الوقود المطلوب لها.
وأوضح وكيل أول وزراة الكهرباء، أن هناك أيام يتم تخفيف أحمال الكهرباء فيها من 4650 ميجاوات وحتى 4800 ميجاوات، وذلك أثناء وصول درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية، موضحا أن ارتفاع الحرارة لهذه النسبة تقلل نسبة انتاج الكهرباء 10% على الأقل.
واعترف الدكتور محمد اليمانى، بوجود مشاكل فى صيانة بعض المحطات، بالإضافة إلى توقف محطة كهرباء "الكريمات"، والتى قللت معدل الإنتاج لـ1250 ميجاوات، فضلاً عن الاعمال الإجرامية والتخريبية والتى تستهدف المحطات وأبراج نقل الطاقة.
وكشف اليمانى عن وجود محطات لدى الوزارة لانتاج أكثر من 2500 ميجاوات والتى يمكنها حل مشكلة انقطاع الكهرباء فى مصر كلها، إلا أن عدم توافر الوقود من قبل وزارة البترول يقف عائقاً أمام ذلك، مضيفاً أن اجمالى محطات التوليد تصل إلى 53 محطة.
وتابع: لا يمكن حل تلك المشاكل المتراكمة، بدون تعاون المواطنين فى ترشيد الكهرباء خاصة فى وقت ساعات الذروة والتى تبدأ من الساعة 7,5 وحتى الـ10 مساءاً، من خلال استبدال بعض اللمبات المستهلكة بلمبات موفرة، وكذلك تأجيل تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية لبعد وقت الذروة مثل الغسالات والمكواة وبعض الأجهزة التى يمكن الاستغناء عنها فى تلك الفترة.
وأكد محمد اليمانى، على أن الوزارة بصدد انتاج ما يقرب من 650 ميجاوات من محطة "العين السخنة الجديدة"، بالإضافة إلى تعاقد وزارة البترول على استيراد كميات من الوقود، لافتاً إلى أن ذلك سيكون حلاً جيداً فى مواجهة تكرار انقطاع الكهرباء.
بينما قال الدكتور حافظ سلماوى، رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء، أن خدمة رسائل المحمول الخاصة بإبلاغ المواطنين بموعد انقطاع التيار الكهربائى والتى تم الإعلان عنها أواخر ابريل الماضي، لم يتم الانتهاء منها بعد، مشيراً إلى أن الخدمة سوف تنطلق بالتنسيق مع وزارة الاتصالات، والتى كان من المقرر انطلاقها منتصف يونيو الماضى بمحافظة القاهرة فقط.
وأشار رئيس جهاز تنظيم مرفق الكهرباء، إلى أن هذه التجربة ستقتصر على مناطق معينة بمحافظة القاهرة، مثل مناطق شمالية تقع بمناطق تتبع شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، وكذلك مناطق بجنوب القاهرة تقع بشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء.
وأوضح الدكتور حافظ سلماوي، إلى أن تأخر الخدمة يرجع لعدم الانتهاء من كافة الدراسات وانشاء الخدمة من عدمه حتى الان ومدى نجاحها، مشيراً إلى أنه يتم حاليا عمل تجارب ودراسات بشركة شمال القاهرة.