الأزهر يلقن "بولا" درسا في سماحة الإسلام

  • 163
الجامع الأزهر الشريف

أستاذ عقيدة: ماذا رأى ليعلن تخوفه من الشريعة؟

رئيس مقارنة الأديان: عقلاء النصارى يطالبون بتطبيقها

استنكر علماء الأزهر الشريف، ما بدر من تصريحات صحفية للأنبا بولا ممثل الأقباط داخل لجنة الخمسين، معتبرين حديثه تدخل سافر فى شئون الغير، وعديم الجدوى فى تلك الظروف الحرجة التى تمر بها البلاد، كما يجر البلاد إلى نفق مظلم ويؤدى لإشعال الفتنة الطائفية، ويجلب عواقب وخيمة على مصر.

وكان بولا، قد شن هجوما حادا على مواد الشريعة الإسلامية بالدستور، وذلك من خلال نص المذكرة التي أرسلها للدكتور عمرو موسى رئيس اللجنة، مبديا فيها اعتراضه على مواد "الهوية" في الدستور.

بدأ بولا بتوجيه رسالة شكر لعمرو موسى، وانتقل بعدها إلى إطلاق وابل من القذائف النارية على مواد الشريعة الإسلامية، وانتقل بكلامه من الترحيب والشكر إلى الهجوم والاستنكار.

وواصل بولا هجومه العنيف على وضع تفسير للمادة الثانية، مطالبا عمرو موسى قائلا: "لذا أرجو إلغاء أي تفسير لكلمة مبادئ الشريعة الإسلامية بما في ذلك الديباجة أو الالتزام نصا بما ورد في النصوص السابق ذكرها لأحكام المحكمة الدستورية .

من جهتهم أكد علماء الأزهر الشريف رفضهم التدخل السافر من قبل " بولا".

أكد الدكتور عمر بن عبد العزيز القرشى، رئيس قسم مقارنة الأديان بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، أن الإسلام علمنا ألا نتدخل فى شئون الغير، قائلا لنا: "اتركوهم وما يدينون"، وكذلك وضع لهم قاعدة ذهبية "لهم ما لهم وعليهم ما علينا"، وتعجب كيف وصل بهم الحد إلى التدخل فى ثوابت ديننا، ويفرضون رأيهم بأن هذه المواد تقر وتحذف، لافتا أن هذا الأمر قلب للحقائق، ويفتح باب الفتنة.

قال القرشى: "رحم الله زمانا كان العقلاء من النصارى يطالبون بتطبيق الشريعة، قائلين"لقد عشنا أزهى العصور فى ظل حكم الاسلام وتطبيق الشريعة".

استطرد قائلا: "ما الداعى للحديث بلغة التعصب الآن فى تلك المرحلة الصعبة، والتى تزيد البلاد أنشقاقا، وتشعل نار الفتنة، وتجر البلاد إلى مستقبل مجهول لا تتحمله الأقلية المسيحية، ولا ترضاه الأغلبية المسلمة".

بينما استنكر الشيخ محمد سعد الأزهري, مدير مركز الفتح للدراسات, موقف الأنبا "بولا"، ممثل الكنيسة بلجنة الخمسين؛ لمهاجمته المواد الخاصة بالهوية بدعوى "سلفيتها", مشيراً إلي أن ألانبا بولا قد سبق ووافق عليها، بل وكانت أكثر منها وضوحا في دستور 2012 بدعوى "التوافق".

أضاف الأزهرى، أن موقف "بولا" متناقض، واصفا إياه بالشيزوفرينيا.

من جهته قال الدكتورعبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنه كان الأولى للأنبا بولا ألا يستغل هذا الموقف الذى تمر به البلاد، وأن يحترم المصريين من المسلمين، وألا يتكلم عن مواد الشريعة, كما نحترم السيد المسيح وعائلته، كان على السيد بولا أن يحترمنا.

أضاف فؤاد: "ماذا رأى بولا ليعلن تخوفه من الشريعة، وليرينا موقفا واحداً هضم فيه الإسلام حق النصارى"، لافتا إلى موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من نصارى نجران.

أوضح أستاذ العقيدة الفلسفة، أننا نحتاج فى هذه المرحلة إلى التكاتف وليس التشتت، ولا نبحث عن أمور تفرق، مضيفا أنه يتمنى من أقباط مصر ألا تنساق وراء هذه الأمور التى تسكب البنزين على النار لإشعال البلد.

وتعجب قائلا:" ماعلاقة بولا بالأزهر"، لافتا أن هناك مادة تتعلق بالمسيحيين وهى المادة الثالثة لم يعترض علها أحد.

وفى نفس السياق تساءل أحمد رشوان، عضو الهيئة العليا لحزب النور, لماذا يعترض الأنبا بولا ممثل الكنيسة في لجنة الخمسين على مواد الهوية؟، وهل تدخل أحد من المسلمين في تشريعاتكم؟.

وأضاف: "لماذا التدليس على الناس بأن مواد الهوية سلفية؟، مواد الهوية لكل المسلمين وليست ملك لأحد، لا للسلفيين ولا لغيرهم، إلا إذا كان وجود الإسلام في مصر يضايقكم كما صرح بعضكم قبل ذلك فتحاولون التدليس أنكم لا تريدون السلفيين والحقيقة أنكم لا تريدون المسلمين".

قال رشوان: "المادة الثانية وتفسيرها هو حفظ لشريعة المسلمين، والمرجع في هذا الأزهر كما تنص المادة الرابعة في الدستور، الحقيقة أن هذه التصريحات تنم عن أنكم لا تريدون المسلمين ولا الأزهر، وهذا تدخل فيما لا يعنيكم ثم بعد ذلك نتساءل ما سبب الطائفية؟، الحقيقة أن هذه التصريحات وأشباهها هي السبب، ديننا يأمرنا أن ندعوكم لتحتكموا لشرائعكم، فلماذا تتدخلون في شريعتنا أليس منكم رجل رشيد؟".