الإفتاء: الخطاب الإسلامى الموجه للغرب بحاجة ماسة إلى التعديل بأقصى سرعة

  • 92
دار الإفتاء المصرية

أصدر مرصد دار الإفتاء المصرية للفتاوي التكفيرية تقريره الثالث حول "أثر الفتاوى المتطرفة على صورة الإسلام في الغرب" وذكر التقرير أن تعامل جماعات الإسلام السياسي مع الدين على أنه آيديولوجية سياسية وتصدر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة جعلتنا أمام تحد متزايد لنقل صورة الإسلام الصحيحة إلى العالم.

كما عرض تقرير مرصد دار الإفتار المصرية لما تقوم به حركة "بوكو حرام" من انتهاك للحرمات واستباحة الدماء، وهو ما اعتبرته الدار استخدامًا صارخًا من قبل الجماعات المتطرفة لسلاح الفتاوى لتبرير عملياتها الإجرامية في حق الأبرياء.

وذكر التقرير أن حركة "بوكو حرام" منذ إنشائها وهي تقوم باجتزاء النصوص الدينية من سياقها وتنزيل الأحكام والفتاوى في غير موضعها، وبدأت المجموعة بمهاجمة الكنائس والمدارس ومراكز الشرطة والجيش والدوائر الحكومية وخطف السياح واغتيال المسلمين الذين يوجهون نقدا للمجموعة.

وأشار التقرير إلى أن عدد الذين قتلوا على أيدي جماعة "بوكو حرام" طبقا للإحصائيات الرسمية يقدر بنحو 10 آلاف إنسان، من ضمنهم عدد كبير من الأطفال من طلبة المدارس، كما أثارت تلك الجماعة انتقادات دولية واسعة بعد خطفها لعشرات الفتيات من احدى المدارس وهو الأمر الذي ظهر جليا من خلال متابعة مرصد دار الإفتاء لوسائل الإعلام الأجنبية حيث اتخذت البرامج الإخبارية والحوارية ما فعلته تلك الفئة الضالة ذريعة للنيل من رسالة الإسلام وتعاليمه.

وأشاد التقرير في هذا الصدد بما قام به الأزهر الشريف من وضع الأمور في نصابها بإدانة هذه الأفعال الإجرامية وأنها بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام الصحيح ومطالبته لتلك الجماعة الضالة بالإفراج الفوري عن الفتيات المختطفات.

وأضاف تقرير مرصد دار الإفتاء أن تلك الفتاوى الضالة ودعوات القتل والخطف والتدمير من قبل جماعات إسلامية متطرفة تضعنا أمام مسؤولية تاريخية وهو ما يتطلب منا ممارسات ومبادرات حقيقية على أرض الواقع تهدف إلي الدخول في حوار مباشر مع أصحاب الرأي والفكر والإعلام في العالم الغربي
وعن أسباب ظهور الفتاوى المتطرفة والشاذة، ذكر التقرير أن من أهم تلك الأسباب هو تعامل بعض الجماعات والفرق مع الدين على أنه آيديولوجية سياسية، وهو أكبر خيانة تمارس بحق الدين، لأنه في هذه الحالة، يختزل الإسلام في مجموعة من المبادئ السطحية ويضيق مساحته الرحبة ويميل بشكل دائم إلى العنف.
وأشار التقرير إلى أن عنف هذه الجماعات المتطرّفة يحظى بتغطية إعلامية واسعة -خاصة في الغرب- تحجب أصوات الغالبية العظمى من المسلمين التي ترفض ممارسة هذا العنف مطلقا، وأحيانا تتعمد بعض الأطراف إبراز هذه الجماعات المتطرفة ودفعها إلى الواجهة بنيات أو غايات سيئة ترمي إلى تشويه صورة الإسلام الصحيح.

واعتبر تقرير مرصد دار الإفتاء أن تصدّر غير المؤهلين للحديث عن الشريعة، من الأسباب الأساسية لتشويه صورة الإسلام وشدد التقرير أن وسائل الإعلام الغربية يجب أن تتحمل مسؤولية أخلاقية بإتاحة الفرصة لعلماء الأمة الراسخين لتوضيح حقائق الإسلام للعالمين بدلا من استضافة أشخاص يتحدثون باسم الإسلام ولا يعرفون عن الإسلام إلا قشورا لا تسمن ولا تغني من جوع فيضلون ويضلون.

وأوصى التقرير بضرورة الاهتمام بالتواصل والحوار مع العالمين، تواصلا يهدف إلي البيان والتوضيح وليس الدفاع أو الهجوم وهو ما حث عليه الشرع الشريف، والدليل على ذلك أن القرآن الكريم حاور اليهود والنصارى وحاور منكري البعث ومنكري الرسالات السماوية، وحاور الجميع بمنطق العقل والحجة، فالحوار مفيد لنا باستمرار لأنه يعرض منطق الإسلام وحججه الواضحة .