الأسف العملي

  • 279
ارشيفية


 
يخطئ الأطفال كثيرًا، ويعتذرون ويعودون للخطأ مرات ومرات، وكأن الاعتذار لا فائدة منه، ولا يحقق تأديبًا أو تربية.

لكن فكرة الأسف العملي التي ينصح بها الدكتور ملهم الحراكي، ماجستير الطب النفسي العام والمتخصص في الطب النفسي للأطفال، تعطي نتائج إيجابية وفعّالة في التأديب، حيث يؤكد الدكتور ملهم أن كلمة آسف لا تكفي، بل لابد من أن ترتبط بعمل معين يؤديه الطفل المذنب حتى يكون أسفه مقبولًا، فلو أن طفلًا رمى ألعابه وبعثرها في الصالة بعد أن رتبتها والدته، وتضايقت الأم من تصرفه والفوضى التي سببها، فلا يكفي أن يقول لها "آسف أمي"، بل عليه إعادة الألعاب إلى مكانها، ولا تقبل الأم الأسف حتى ينتهي من إعادة الألعاب.

أو أن طفلاً شاغب كثيرًا وأصبح يصرخ حتى أزعج والديه بصراخه، وبدون مبرر للصراخ، فلابد من تعويض والديه بفعل شيء لهما، فيساعد والدته في تنظيف المنزل بما يناسب عمره وقدراته مثلًا، أو يمسح سيارة والده، أو يلبي له طلبًا يرضيه.

هذا الأسف العملي والذي يبذل فيه الطفل جهداً يجعله يدرك أنه لا يمكنه الإساءة للآخرين وإزعاجهم، ببساطة لأن وراء كل إزعاجٍ عمل وجهد مبذول، فيفكر قبل ارتكاب الخطأ بالعواقب ويمتنع عنه، كما أنه يتعلم احترام الآخرين والاهتمام بمشاعرهم وتقدير ظروفهم، فينمو لديه الحس العاطفي تجاه الغير، وتضعف عنده الأنانية، ويتعلم المطالبة بحقه بالاعتذار لو أخطأ إليه شخص ما.

فكرة الأسف العملي نتائجها إيجابية، وهي طريقة ناجحة يمكن تطبيقها بسهولة، وإذا طبقت بين الإخوة في المنزل فإنها تساعد على التسامح وصفاء القلوب وزوال أي إحساس بالظلم أو القهر، الأسف العملي أطبقه وأنصح بتطبيقه .