• الرئيسية
  • الأخبار
  • "بي بي سي": ميانمار تستغل منازل الروهينجا لبناء مخيمات الإيواء وتمركزات الجيش

"بي بي سي": ميانمار تستغل منازل الروهينجا لبناء مخيمات الإيواء وتمركزات الجيش

  • 97
أرشيفية



يشهد إقليم راخين -أراكان- بدولة ميانمار مجازر إبادة ضد أقلية الروهينجا المسلمة على مدار سنين من قبل حكومة ميانمار والميليشيات المناوئة، ما دفع مئات الألوف للنزوح خارج البلاد، ولكن ميانمار أرادت تحسين صورتها أمام العالم بطلب عودة الروهينجا والتعهد بإعطائهم الأمان، ولكن محاولات الإعادة باءت بالفشل لتشكك النازحين فى صدق نوايا حكومتهم.

وفي تحقيق قصير لـ"بي بي سي" تكشف من خلاله عن استغلال حكومة ميانمار لقرى الروهينجا التي هدمت بالكامل لإنشاء مخيمات إعادة النازحين، ويطرح التساؤلات عن مدي استعداد ميانمار للالتزام بتعهداتها أمام العالم تجاه الأقلية المطهدة.

وخلال محاولة ميانمار لجلب الدعاية نحو خطتها وإبرازها للعالم تمت دعوة صحفيين من مؤسسات إخبارية مختلفة لمشاهدة مخيمات الإيواء التي أعدتها ميانمار لإعادة النازحين، ما دفع فريق "بي بي سي" لانتهاز الفرصة للدخول لعالم راخين -أراكان- المحاط بالسرية الشديدة.

وفي تعليق "بي بي سي" كانت جولة فريقها الصحفى وسط قافلة أمنية وجو من الرقابة المشددة، حيث لم يكن متاحا إلتقاط مقاطع فيديو أو حتى التحدث للروهينجا المتواجدين.

وتحرك فريق "بي بي سي" لرصد قضية أثارها مركز الدراسات السياسية الأسترالي والذي نشر صورا للأقمار الصناعية توضح أن 40% من قرى الروهينجا المهجورة تعرضت للهدم خلال السنين الماضية، لإحلالها بمقرات حكومية وأخرى للمخيمات وتمركزات الجيش.

وبدأ فريق القناة الجولة المراقبة أمنيا بمخيم هلا بو كونج، وهو من المخيمات المؤقتة فهو مجهز لإيواء 25 ألف عائد لمدة شهرين لحين نقلهم لمكان آخر.

ولاحظ الفريق أن المخيم الذى لم تمض عليه سنة في حالة مزرية، بينما يحوي مراحيض متهالكة، ويقبع المخيم على أنقاض المنازل علي أطراف قريتي هاريتولار وذارزيكون والتان هجرتا خلال أحداث العنف.

وقال الصحفي جونثون إنه سأل مدير المخيم سو شوى أونج عن ما إذا كانت تلك القرى هدمت لبناء المخيم فأنكر أولا، ولاكن حسب ما قال جونثون حينما واجهه بأن صور الأقمار الصناعية تأكد حدوث ذلك رد المدير بأنه جديد فى عمله وغير مأهل للرد علي الأسئلة.

ويضيف الفريق أن الموكب الأمني اقتادهم بعد ذلك لمخيم كايين تشونج والمعد للإقامة الطويلة، وهناك تمكن الفريق من محاورة بعض مديرى المخيم والذين أقروا في مقابلات غير مصورة بقيام الجيش بتجريف قرية ماير زن لبناء المخيم.

يذكر أن مخيم كايين تشونج بنى بتمويل هندي ياباني.

ويتابع الصحفى جونثون قائلا "منذ سنتين مررت بقرية ميو ثو جاي الواقعة قرب عاصمة الإقليم مانداو لأصور ورافقتني حينها قافلة أمنية أخرى، حيث شاهدت المنازل محترقة غير أن المباني الأضخم والأشجار المحيطة بالقرية كانت باقية، لكن في هذه الزيارة شاهدت بدلا من المنازل تمركزات عسكرية للجيش ولم أجد الأشجار الضخمة التي وجدتها سابقا".

ويكمل الفريق في تحقيقهم أن القوات الأمنية رافقتهم بعد ذلك لمخيم يقع في قرية إن دين التي شهدت مجازر فظيعة وهناك كان 3 أرباع المدينة حيث مساكن المسلمين مهدما، بينما كان الربع الرابع الخاص بالبوذيين سليما وعامرا، حيث قال ساكنيه للفريق أنهم لن يقبلوا أن يجاورهم أشخاص مسلمين مجددا.

وبحسب الفريق فبدلا من منازل المسلمين في القرية بنيت مباني مسيجة لقوات الجيش في القرية.

وتمكن الفريق بصعوبة من التحدث إلي أحد القليلين المتبقين من الروهينجا في راخين -أراكان- دون ذكر اسمه حيث يقطن ذلك الشاب في إحدى المخيمات منذ أعوام، بينما أوضح للفريق أنه لا يستطيع مزاولة دراسته الجامعية، كما لا يستطيع مغادرة المخيم دون إذن مسبق، لينصح النازحين بعد ذلك من التفكير طويلا قبل قرار العودة، الذين سيجدون أنفسهم -على حد قوله- بعد اتخاذه رهينة لحراس المخيمات.

ولم تعلق حكومة ميانمار علي أسئلة "بي بي سي" بشأن القري المهدمة لإنشاء مخيمات.