• الرئيسية
  • الأخبار
  • مدير بيت المقدس يكشف لـ "الفتح" أسباب اقتحام المسجد الأقصى وهدم منازل الفلسطينيين بوادي حمص

مدير بيت المقدس يكشف لـ "الفتح" أسباب اقتحام المسجد الأقصى وهدم منازل الفلسطينيين بوادي حمص

  • 331
المسجد الأقصى

عصابات الكيان الصهيوني تقتحم المسجد الأقصى وتهدم منازل الفلسطينيين بحي وادي حمص

مدير بيت المقدس: العدو المحتل بدأ خطوات فعلية لتهويد القدس بطريقة استفزازية

متحدث الدعوة السلفية: لن يتوقف الاحتلال عن جرائمه ما دامت الأمة منقسمة

أثار اقتحام جماعات يهودية متطرفة للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة، استياءً شديدًا لدى الأوساط الفلسطينية الرافضة لغطرسة الصهاينة المستمرة.

تأتي اقتحامات ساحة المسجد الأقصى تزامنًا مع دعوات لجماعات متطرفة في إطار ما يسمى «اتحاد منظمات الهيكل» المزعوم، باستباحة ساحة المسجد بأعداد كبيرة من المستوطنين، بالتزامن مع تنفيذ قرارات هدم لما يزيد عن 70 منزلًا لفلسطينيين في حي وادي حمص الفلسطيني.


اقتحامات وصلوات تلمودية

يقول الدكتور جهاد العايش، رئيس مركز بيت المقدس بفلسطين المحتلة، إن الأخبار التي تتوالى عن اقتحامات واجتياحات وصلوات تلمودية في ساحات الأقصى, واعتقالات واعتداءات على المصلين والمرابطين فيه، وأنفاق أخيرة تفتح وتحفر من هنا وهناك تلتف أسفل المدينة المقدسة وأساسات المسجد الأقصى، وآخرها تدشين افتتاح نفق استيطاني أسفل حي وادي حلوة في سلوان المقدسية، والتي لا تبعد كثيرًا عن المسجد الأقصى, أخبار تأتي بطريقة استفزازية، والمعاول والمطارق التي أثقلت حامليها وتظهر في اقتحامات الصهاينة هي الأبرز في المشهد.

وأضاف العايش لـ "الفتح"، أن الأنفاق الصهيونية الآن أصبحت تتلوى كالأفعى في باطن أرض المدينة المقدسة ومسجدها، وبمشاركة ودعم وتأييد الإدارة الأمريكية، وتأتي على كل مَعلم وشاهد إسلامي وعربي وحضاري في المدينة المقدسة لطمسه، واستبداله بحضارة مزيفة مصطنعة، كل ذلك يأتي في سياق الدفع باتجاه المراحل الأخيرة لتهويد القدس زمانًا ومكانًا، ولتعزيز وتأكيد وبكل الطرق الشيطانية أن القدس عاصمة للكيان الصهيوني, لتصبح أمرًا واقعًا لا يمكن الفرار منه أو التنازل عنه.

نبوءات توراتية

وتابع أن المراقب لهذه الممارسات يوقن أن اتجاهات هؤلاء لإشعال حروب عقائدية لتحقيق نبوءات توراتية تلمودية وهرطقات بروتستانتية, كلها تدفع لتعجيل خروج مسيحهم ومخلصهم المزعوم, لتحقيق نبوءات معركة "هرمجدون" كما صرحت بذلك السفيرة الأمريكية في القاهرة، وهي بمثابة الحرب الأخيرة التي يعملون على تحقيقها والاستعداد لها بكل جنون وتهور ولأجلها فقدوا عقولهم, لتكون هي بمثابة المعركة الحاسمة لهم والقاضية على غيرهم، وأن القدس عاصمة لمسيحهم ومخلصهم، وأنه منها منطلقه لحكم العالم، وتعبيد الشعوب تحت مفهوم شعب الله المختار. 

وأشار العايش إلى أننا لا ننسى أن كل ذلك حلقة في سلسلة ما وصفت بصفقة القرن ذات الأهداف المتشعبة والمتشابكة والرامية بمجملها إلى تحقيق الحلم اليهودي للتمدد الأفقي باتجاه الفرات والنيل، وما نشاهده اليوم وبكل وضوح هو علو يهودي بامتياز لم يحصل لهم مثله عبر تاريخهم, ولا ينفك أبدًا عما ذكره المولى -سبحانه وتعالى- في سورة الإسراء: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا}، لكن سيعقبه وبإذن الله هزيمة نكراء تسوء وجوههم ووجوه من ساندهم ووقف إلى جانبهم في الدنيا والآخرة والعاقبة حتمًا للمتقين.

انقسامات الأمة

وفي نفس الصدد يقول الشيخ عادل نصر، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: "لقد قلنا مرارًا إن العدو الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين لن يتوقف عن جرائمه وانتهاكاته ما دامت الأمة منقسمة على نفسها منشغلة بصراعاتها ومشاكلها الداخلية".

وأضاف نصر لـ "الفتح" أن تلك الصراعات عرف أعداء الإسلام كيف يشعلون نيرانها، وقد ساعدهم على ذلك أهل البدع والزيغ، الذين وجّهوا سهامهم لأمتهم، كما رأينا من داعش وأخواتها، وأكثر من ذلك الإجرام الرافضي المتمثل في دولة إيران الخميني، هذه الدولة التي استطاع أعداء الإسلام أن يدعموها بكل قوة، وقد رأينا الدعم لثورة الخميني ليلتقي الكيد الخارجي مع التآمر الداخلي، وليس أدل على هذا ما قامت به إيران من تدمير لدول عربية وإسلامية، كما رأينا في العراق وسوريا واليمن فأضعفت الأمة.

وتابع: "كل هذا خدّم على المخطط الصهيوني الذي يرمي إلى هدم الأقصى، وبناء الهيكل المزعوم، وإقامة دولة اسرائيل من الفرات إلى النيل".

وشدد نصر، على أن الحل الآن أمام هذه التعديات وهذه الجرائم التي ترتكب في حق مقدساتنا وأهلنا في فلسطين، هو أن تنسى الأمة العربية والإسلامية مشاكلها وأن تتحد، وأن يلتئم صفها، وأن تهبّ للدفاع عن مقدساتها، فإن هذا العدو لن يتوقف إلا إذا علم أن الأمة قادرة على ردعه، أما أن ينتظر البعض ما يسمى بالمجتمع الدولي ليتوقف العدو عن جرائمه وانتهاكاته فهذه أحلام يقظة، فنحن نرى كل هذه الجرائم بمباركة هذا المجتمع الدولي، ولاسيما أمريكا، بل وكل القوى الكبرى كما يقولون.

مسلسل إجرامي

وأردف أن الواجب علينا الآن أن تتحرك الأمة الإسلامية لإنقاذ الأقصى، ولا نقف متفرجين صامتين، كما أدعو إلى عقد مؤتمر إسلامي كبير للاتفاق على صورة من صور المقاومة الصحيحة لردع هذا العدو وفضحه، والسعي إلى إيقافه، وليعلم الجميع أن هذا مسلسل إجرامي سواء من المغتصب في فلسطين أو الكيان الرافضي الذي يصر البعض على تلميعه مدعيًا أنه يقاوم الغرب، ولا ندري أين هذه المقاومة، وهو ينفذ أجندته ومخططه بالتمام والكمال، أما مجرد الشعارات والعراك الكلامي فمعلوم أن هذا يكون ستارًا لتمرير الجرائم والمخططات والاتفاقات، وعليه فإننا نطالب بمؤتمر إسلامي كبير لمناقشة هذه الأزمة، وتحرك عربي واسع على كل الأصعدة والمستويات، لفضح هذه الانتهاكات والسعي في إيقافها، فضلا عن أن تتحد الأمة، وأن تأخذ بكافة المقومات التي تمكنها من استعادة مقدساتها والخروج من كبوتها والعودة إلى سابق مجدها، وما ذلك على الله بعزيز. 

يُذكر أن مصر أعربت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن إدانتها للتصعيد الذي تشهده مدينة القدس، من قيام قوات الكيان الصهيوني بهدم عدة مباني سكنية في "وادي الحمص" جنوب المدينة، ورفضها لأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في القدس بما يتنافى مع مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وغيرها من الاتفاقات الدولية والإنسانية.