في 7 نقاط.. هشام عزمي يكشف أسباب الإلحاد في العالم العربي من المنظور الشخصي

  • 757
د. هشام عزمي، الباحث والمتخصص في شئون الإلحاد

أكد د. هشام عزمي، الباحث والمتخصص في شئون الإلحاد، أن الإلحاد له أوجه متعددة، حيث يمكن وقوع الشباب العربي في الإلحاد إلى أسباب شخصية واجتماعية ومعرفية، لافتا أنه من المهم التركيز على بعض الأسباب المحورية التي أبرزها كثيرٌ من الباحثين في قضايا الإلحاد الجديد .

وأشار عزمي في تصريحات خاصة لـ "الفتح": إلى أن من بين تلك الأسباب، هى العامل الشخصي نفسه ويكمن في عدة أمور، حيث يمكن تقسيم هذا العنصر إلى 7 أسباب منها النفسية والفكرية، وهى كالتالي:

1) الثقة الزائدة بالنفس والغرور المعرفي

بعض الشباب عنده ثقة زائدة بإيمانه وصحة اعتقاده ، وفي كثيرٍ من الأحيان يكون هذا الإيمان مجرد إيمان قلبي عاطفي ليس مؤسسًا علميًا بشكل صحيح، فهو إيمان بالقلب دون معرفة أو علم سليم بالدين وأدلته وأسباب اليقين به . وعندما يتعرض هذا الصنف من المؤمنين لتحديات واستشكالات وتساؤلات الإلحاد لا يجد لديه من العلم أو المعرفة ما يدفع به هذه التساؤلات والشكوك ، وهو في نفس الوقت لا يعترف بجهله بدينه وبأن الأجوبة على هذه التساؤلات موجودة لكنه يجهلها ، فتكون النتيجة هي وقوعه في الإلحاد .

2) الجفاف الروحي

عدم الشعور بلذة العبادة والقرب من الله والأنس بذكره ومناجاته تبارك وتعالى يؤدي إلى جفاف شديد في المشاعر الروحانية ، وهذا الجفاف يجعل قرار الإلحاد يسيرًا على المرء ، بخلاف من عاين وخبر هذه المشاعر .

3) السطحية الفكرية

بعض الشباب عندما يشرع في قراءة بعض الكتب أو المقالات أو الفيديوهات التي تروج للإلحاد قد ينبهر بما تعرضه نظرًا لافتقاده الحاسة النقدية أو لعدم قدرته على التمحيص والنقد لكل ما يُعرض أمامه من أطروحات ، فيكون هذا الأمر بابًا للوقوع في الإلحاد ، بينما لو تريث الشاب حتى يزداد علمًا ورسوخًا في القراءة والمعرفة لكان قراره مختلفًا تمامًا ، كما يقول د. هيثم طلعت : (الإلحاد هو حكمٌ سطحيٌ كسولٌ للغاية على قضية عميقة للغاية ممتلئة بالأدلة) . 

4) الاندفاع والعجلة

وهذا السبب قريبٌ من الذي قبله لكنه يتعلق بالجانب النفسي لا الفكري .

5) سطوة الشهوات ومحاولة الهروب من وخز الضمير

وهذا من أبرز أسباب الإلحاد بين المراهقين حيث يتعارض الاستمتاع بالشهوة مع الشعور بالذنب ووخز الضمير، ويكون على المرء أن يختار بين طاعة الله والانخراط في الشهوات، فيكون قراره هو التخلص من الله والدين وتكاليفه . وهذا هو ما يدندن حوله كثير من منظري الإلحاد في كلامهم عن أن الشخص عندما يتخذ قرار الإلحاد يشعر بحالة من الارتياح والخلاص من التكاليف الدينية ، لكن بالطبع هذا الشعور المبدئي بالراحة والتخفف من التكاليف الدينية يليه بعد فترة – طالت أو قصرت – الشعور بالقلق النفسي وفقدان السعادة وعدم القدرة على التلذذ بالمتع الدنيوية حتى مرحلة اليأس والقنوط من مصاعب الحياة الدنيا والرغبة في الانتحار .

6) الاضطرابات النفسية

هناك علاقة بين الإلحاد وعددٍ من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والوسواس القهري . بل إن هناك فئات معينة من المرضى نفسيًا مثل أصحاب الشذوذ الجنسي يتم استهدافهم في الدعاية للإلحاد بزعم أن الإلحاد هو المذهب الوحيد الذي يمنحهم حريتهم الجنسية .

7) نظرية الوالد المشوه "المعيب"

وضع هذه النظرية البروفيسور بول فيتز Paul Vitz أستاذ علم النفس بجامعة نيويورك مستخدمًا أدوات المدرسة التحليلية الفرويدية في علم النفس ليخرج بنتيجة مخالفة تمامًا لما وصل إليه فرويد ومنتقدًا إياه  .

وينطلق بول فيتز من هذه المدرسة في علم النفس فيقرر أن دوافع الإلحاد وموانع الإيمان بالله تعالى هي بالأساس نفسية وليست عقلية منطقية ، وأن هذه الدوافع تنقسم إلى قسمين: سطحية مثل الانتماء لفئة اجتماعية أو علمية معينة أو عدم الرغبة في التقيد بالتكاليف الدينية أو غيرها ؛ وعميقة في العقل الباطن وهي الدوافع التحليلية.