بعد عبور الحدود بين الكوريتين.. ننشر التفاصيل الكاملة حول لقاء ترامب وكيم

  • 131
كيم وترامب


ترامب وكيم.. لقاء تاريخي وعقبات كثيرة

الرئيس الأمريكي أول من يعبر الحدود الفاصلة بين الكوريتين 

تكهنات حول جدوى الزيارة ومكاسب الطرفين

تساؤلات عديدة ظهرت على الساحة السياسية، عقب اللقاء الذي جمع بين الرئيس دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، بخصوص نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية؛ أم سيكون مجرد تصافح أمام الكاميرات فقط؟ أم أن هناك نوايا ترامبية لم يكشف عنها بعد؟!

تاريخيًا فإن دونالد ترامب، بهذه الزيارة الخاطفة أصبح أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية يزور كوريا الشمالية، وأول رئيس أمريكي يعبر المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين المتصارعتين منذ انفصالهما، سيرًا على الأقدام برفقة كيم جونج أونج، في قرية "بان مون جوم" التي وُقعت فيها الهدنة بين الكوريتين خلال عام 1953م. وذلك بعد ساعات من توجيهه دعوة للرئيس الكوري الشمالي عبر موقع "تويتر" يطلب منه اللقاء عند تلك المنطقة.

وبعد المصافحة بين الزعيمين، قال ترامب: "إنه يوم عظيم للعالم، أنا فخور بتخطي الخط الفاصل إلى كوريا الشمالية"، في حين علق كيم أونج جونج قائلًا: "نريد ترك الماضي وراءنا والمضي نحو المستقبل"، مؤكدًا رغبته في استغلال هذه اللحظة التاريخية في "الخروج بأخبار جيدة لا يتوقعها أحد"، مدللًا على قوة العلاقات بين البلدين بحدوث مثل هذا اللقاء التاريخي.


وفي نفس الوقت، عبرَ كيم جونج أون الحدود إلى كوريا الجنوبية برفقة دونالد ترامب، وانضم إليهما نظيرهما مون جاي إنج رئيس كوريا الجنوبية، وبعد ذلك عقد ترامب وكيم اجتماعًا مغلقًا.

ويرى بعض الخبراء والمحللين أن دونالد ترامب يضع نصب عينيه انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة خلال عام 2020م في تحركاته الخارجية، ومحاولة إظهار تقدم ملموس في ملف كوريا الشمالية النووي. حيث جاء اللقاء بعد يوم رفع الحظر على شركة "هواوي" الصينية، بجانب إعلانه عن عدم زيادة الرسوم المفروضة على الصين.


لكن دونالد ترامب الماكر كعادته لا يريد الإفصاح عن نواياه؛ حيث أكد في ختام  اللقاء أنه سيكون مجرد خطوة نحو إصلاح العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، ومحاولة السعي للوصول إلى هدف أمريكا وهو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.


أما عن تبعات اللقاء فإن الواقع العملي يؤكد تخفيف حدة التوتر  في التصريحات بين الزعيمين النوويين، لا سيما بعد فترة من التراشقات والتهديدات، ومحاولة كل منهما إظهار قوته. لكن في الوقت ذاته يجب أن يقدم الرئيس الأمريكي تنازلات من أجل إغراء وحث نظيره كيم أونج على التخلي عن برنامجه النووي.

أما فيما يخص السلاح النووي؛ فإن النهج الترامبي الأخير  الخاص بمحاولة التواصل مع الرئيسين الصيني والكوري الشمالي يوحي بأنه بدأ يدرك أهمية شرق آسيا؛ لأن بكين بالنسبة لكيم جونج أون بمثابة شريان حياة، حيث إنها تستأثر بأكثر من 90% من تجارة بيونج يانج، بالإضافة إلى أن ترامب يحتاج لتوسط تشي جين بينج لإبرام اتفاق مع كيم جونج.

ويرى المختصون أنه رغم حالة الاستغراق الترامبية السائدة حاليًا في كسب ود كيم، لكن بيونج يانج لن تتخلى عن برنامجها النووي ما دامت تعيش تحت وطأة تهديد واشنطن وسيول، وفي أحسن الأحوال لن تتنازل عن قدر كبير من أسلحتها النووية، رغم عرض كيم جونج التخلي عن نصف أسلحته بما في ذلك تفكيك المنشآت النووية في يونج بيون.

ولم تتفق أمريكا وكوريا الشمالية حتى الآن على تعريف محدد لمصطلح "نزع السلاح النووي"؛ حيث ترى بيونج يانج أنه يعني نزعًا كاملًا للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وتنازلات تقدمها الولايات المتحدة، بما في ذلك سحب الآلاف من جنودها المنتشرين في كوريا الجنوبية، ونزع السلاح النووي الأمريكي أيضًا من شبه الجزيرة الكورية. في حين ترى أمريكا ضرورة تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي تمامًا. وبالطبع فإن أمريكا تريد ضمان الحفاظ على أمن وسلامة كوريا الجنوبية حليفتها الاستراتيجية في آسيا.