في ملتقى الشباب العربي الإفريقي.. "100 مليون صحة" وقدرات الشباب.. على قمة التوصيات

  • 188
أرشيفية

 

في ملتقى الشباب العربي الإفريقي بأسوان

"100 مليون صحة" وقدرات الشباب.. على قمة التوصيات

بيومي: الملف الخارجي يدار بحكمة.. وشبانة: القارة العجوز من أغنى المناطق


اختتم منتدى الشباب العربي الإفريقي فعالياته التي انتهت مؤخرًا، بمدينة أسوان بعدة توصيات.


من بينها التنسيق مع وزارتي الخارجية والتعليم، بفتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والإفريقية للاستفادة من بنك المعرفة المصري ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك.



وكلفت القيادة السياسية وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والإفريقية؛ ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين العرب وإفريقيا.



وتم إطلاق مبادرة مصرية من أجل القضاء لعلاج مليون إفريقي من فيروس "سي"، كما توسع برنامج "100 مليون صحة" ليشمل الضيوف الأفارقة والعرب المقيمين بمصر.



وأمر بتكليف إدارة منتدى شباب العالم بتشكيل فرق عمل من الشباب العربي والإفريقي، لتولي إعداد تصور خاص لتحقيق فرص التكامل العربي الإفريقي في كل المجالات، وتقديمه إلى الجهات المعنية بدولنا للبدء في تنفيذه.



وأوصى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ختام فعاليات الملتقى بأن تُشكّل إدارة منتدى شباب العالم فريق عمل من الشباب العربي والإفريقي لوضع رؤية شبابية لآليات التعامل مع قضايا الاستقطاب الفكري والتطرف وعرضها كمبادرة شبابية للقضاء على الإرهاب والتطرف. وكذلك قيام إدارة منتدى شباب العالم للإعداد والتجهيز لملتقى مصر والسودان لتعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين على مبدأ أخوية وادي النيل.



كما طالب بتوظيف المنصات الإعلامية، والتواصل الاجتماعي، لإزالة الصورة الذهنية الخاطئة للعلاقات الإفريقية العربية، والعمل على تمكين الشباب والمرأة لتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهيلهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب.



قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن الملف الخارجي يدار بسياسة حكيمة، وهذه التوصيات التي خرج بها الرئيس هي عبارة عن كتلة من الدراسات السابقة التي تعمل على تعزيز التعاون وبناء جسور من الثقة مع القارة الإفريقية، كما أن هذه التوصيات هي رسائل للعالم قبل أن تكون لدول القارة السمراء، والمقصد من وراء هذه الرسائل في المقام الأول هو عودة مصر للشعور بالمسئولية تجاه أبناء إفريقيا.



وتابع "بيومي" في تصريح لـ "الفتح"، أن التوجه المصري لإفريقيا لا يتوقف عند الملف الصحي فقط، ومساندة الشباب بند أساسي في ملف التواصل الإفريقي، كما أن مثل هذه المؤتمرات هي عملية تعويض للعلاقة المقطوعة مع القارة العجوزة منذ عقود، والاهتمام بالشباب هو استثمار في المستقبل، لأن الأجيال الصاعدة هي التي من الممكن أن تبني ما  هدم في السنوات السابقة.



وأشار إلى أن التوصيات الختامية لامست الجانب الإنساني لدى القارة، ومحاولة لإعادة الصف الإفريقي من جديد، كما أنها تعمل على تحريك المياه الراكدة لبعض القضايا التي عفى عليها الزمن نتيجة الإهمال المتعمد وغير المتعمد، بالإضافة إلى ظهور آليات جديدة لتوطيد العلاقة الناعمة بين مصر وباقي دول القارة.



وأوضح الدكتور أيمن شبانة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التوجهات المصرية والتحركات السياسية والاقتصادية ترسم ملامح جديدة للقارة الإفريقية، فهناك العديد من الملفات المطروحة على طاولة الخارجية المصرية، أهمها الملف الاقتصادي والأمني والسياسي، والتواصل مع الشباب عبر المؤتمرات والدورات هي خطوة مهمة قادرة على تصحيح ما تم عرقلته في الماضي، ويمكن بناء علاقة جديدة قائمة على التفاهم المشترك بين دول المنطقة.



وأضاف "شبانة" في تصريح لـ "الفتح"، أن الشباب الإفريقي يمثل 60% من الكتلة العددية للقارة، والتركيز عليهم يعد سابقة في ملف التواصل، كما أن مقدرات القارة تعد من أغنى قارات العالم لما فيها من معادن نفيسة وبترول وخامات تنفرد بها عن باقي مناطق العالم، والملف الاقتصادي يشمل استغلال المواد الخام والمقدرات، كما أن تنمية التجارة الداخلية للقارة أمر أساسي ومهم.



وذكر أستاذ العلوم السياسية أن مصر أصبح لديها رؤية واضحة لما يتعين عليها تحقيقه داخل القارة السمراء، كما أن تأكيد مصر على رفع الحواجز بين الدول هو من أهم المؤشرات الإيجابية، وهناك تعاون شبه كامل مع دول الجوار في سبيل تحقيق المصالح، وقد تمثل هذا التعاون في العديد من المشاريع الاقتصادية والسياسية المتعلقة بالأمن، مؤكدًا أن القارة العجوز من أغنى قارات العالم، ويجب الجلوس على مائدة حوارية لحلحلة المشاكل الإفريقية.