خلال لقائه نظيره العراقي.. مدبولي: الأمة العربية تستمد قوتها من توافق القاهرة وبغداد

  • 49
أرشيفية

استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، بمقر مجلس الوزراء، عادل عبد المهدي، رئيس وزراء العراق، والوفد الوزاري رفيع المستوى المُرافق حيث تم عقد جلسة مباحثات موسعة، بحضور عدد من الوزراء بالبلدين، وسفيري مصر والعراق.


وفي مستهل المباحثات، رحب الدكتور مصطفى مدبولي برئيس الوزراء العراقي، معربًا عن سعادته بأن تكون مصر هى أول دولة يزورها الضيف العراقى الكبير في أول زيارة خارجية له منذ تولي منصبه.


وأكد "مدبولي" على العلاقات الوطيدة التي تربط بين مصر والعراق حكومة وشعبًا، بالرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين البلدين، حيثُ تخطت تلك العلاقة مسألة الحدود الجغرافية، إلى روابط تاريخية وثيقة طالما جمعت بين البلدين، بحيثُ كانت قوة الأمة العربية تقاسُ دومًا بقوة مصر والعراق، وثقلهما الإقليمي والعالمي.


وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الأمل يحدوه في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين بصورة قوية وسريعة تساهم في تعويض ما فات، وتحقيق المأمول من هذه العلاقات الثنائية، لا سيما وأن العلاقات الاقتصادية بين مصر والعراق لا تزال أقل من طموحات شعبى البلدين، وهناك مساحة كبيرة للحركة يمكن استغلالها للوصول الى المُستهدف. 


هنأ مدبولي نظيرُه العراقي بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، الذي مثل عاملًا مؤثرًا بالسلب على جهود التنمية بالعراق خلال الفترة الماضية، مًعربًا عن تطلعه لتعويض هذه الفترة، ومؤكدًا سعي مصر الكامل شعبًا وحكومة، لدعم الشعب والحكومة العراقية في تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي المنشود.


أوضح مدبولي أن الحكومة المصرية والقطاع الخاص، حريصون على المشاركة في كافة الأنشطة الاقتصادية التي تُلبي طموحات العراق، حيثُ طرح مدبولى امكانية انشاء شركات مشتركة بين البلدين، باعتبارها تجربة ملهمة تم تطبيقها سابقًا، وتساهم في تدعيم قدرات الشركات العراقية من جانب، وكذا الاستفادة من مرونة الحركة والتعاملات للشركات الوطنية في العراق، بما يساهم في تنفيذ مشروعات كبيرة وهامة ومؤثرة، لافتًا إلى أن مصر نفذت العديد من التجارب من هذا النوع في بعض البلدان الافريقية بصفة خاصة، وآخرها مشروع لتنفيذ سد بتنزانيا، باستثمارات تبلغ نحو 3 مليارات دولار بتحالف مصرى.


دعا الدكتور مصطفى مدبولي في ختام كلمته، إلى إغتنام الفترة الزمنية القادمة قبل موعد عقد اللجنة العليا المشتركة بين مصر والعراق الشهر المقبل، والتركيز على عدد قليل من المشروعات للتعاون بشأنها، ليبدأ الاتفاق بشأنها والعمل على تنفيذها فورًا ووضعها على الطريق، مطالبًا الوزراء من الجانبين بالعمل سويًا من أجل التوصل الى اتفاق بشأن هذا العدد المحدد من المشروعات والتركيز عليها وبحثها جيدًا خلال الفترة المقبلة.


أعرب عادل عبد المهدي، رئيس وزراء العراق عن سعادته البالغة بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسه والوفد المرافق له منذ وصولهم الى القاهرة اليوم، وشكر نظيره المصري على العبارات الطيبة التي تعكس مشاعر ودٍ صادقة ورغبة حقيقية في التعاون.


وأشار عبد المهدي إلى أن العراق ومصر بلدان غير متجاورين، ولكن بينهما الكثير من الروابط العميقة، والعلاقات التاريخية، والثقافات المتقاربة، والمصالح المشتركة، لافتًا إلى أهمية اللقاءات الثنائية بين الجانبين في التوصل إلى رؤية مشتركة واضحة، قابلة للتنفيذ، بصورة عملية، لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك.


وأكد عبد المهدي أن البلدين عانا من الإرهاب، وكان لهما تجارب في التعامل مع هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أهمية التعاون بين البلدين في هذا الصدد، لتبادل الخبرات والإستفادة من الإمكانيات، مؤكدًا أنه دون استعادة الأمن وتهيئة البيئة والمناخ السليم، لن تكون هناك استثمارات. كما أشار في السياق ذاته، إلى أهمية التعاون بين المؤسسات الدينية في كلا البلدين، كجزء أصيل من مكافحة الإرهاب والفكر المُتطرف، موضحًا أن جانبًا كبيرًا من التطرف يرتبط بالتربية والتنشئة على مفاهيم خاطئة بعيدة عن صحيح الدين.


كما أعرب رئيس وزراء العراق عن تطلعه للتعاون الثنائي في مجال نقل الخبرات التكنولوجية، وتطوير المنظومة التعليمية لاسيما فيما يتعلق بالجامعات والبحث العلمي، وكذا برامج التدريب للإرتقاء بقدرات الأيدي العاملة الوطنية، مع إعادة النظر في المناهج التعليمية في المدارس وتصحيح المفاهيم غير الدقيقة والخاطئة.


وثمن عبد المهدي الطرح الذي تقدم به نظيره المصري، سواء على صعيد انشاء شركات مصرية وعراقية مشتركة لتنفيذ مشروعات كبرى، وكذا فيما يتعلق بأهمية التركيز على عدد محدد من المشروعات للعمل فيها وتحقيق نتائج ملموسة، مشيرًا إلى أن هُناك العديد من المجالات التي يمكن أن تحظى بالتعاون من الجانب المصري، منها قطاع النفط، الذي يتضمن العديد من الصناعات مثل الأسمدة والبتروكيماويات وغيرها، وكذا قطاع الزراعة ، الذي شهد تراجعًا كبيرًا في العراق نتيجة عوامل عدة.


وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن مصر تستطيع أن تُساعد في مختلف تلك المجالات، لافتًا إلى أن الشركات العراقية تتطلع للتعاون مع شركائهم في مصر لتنفيذ مشروعات كبرى والاستفادة من العديد من الفرص هناك، بما يحقق صالح العراق، ويفتح آفاقًا ومجالات خارجية أيضًا في بعض القطاعات، وأشار إلى أن وفد رجال الأعمال العراقيين المصاحب له خلال هذه الزيارة للقاهرة، هو جزءٌ من عدد كبير كان يتطلع للقدوم ولقاء شركائهم في مصر.


واختتم رئيسُ وزراء العراق كلمته قائلًا: دعونا نُشمر عن سواعدنا ونعمل سويًا.. مؤكدًا اعتزازه بأن اختياره مصر لتكون أول بلد يزوره بعد تولي مهام منصبه، لافتًا إلى أن مصر حققت العديد من الانجازات خلال الفترة الوجيزة الماضية في النمو الاقتصادي ومكافحة البطالة وغيرها.


من جانبه عقب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء في ختام جلسة المباحثات، داعيًا الوزراء من الجانبين إلى البدء منذ اليوم في التواصل والعمل المشترك، للتوصل إلى مشروعين أو ثلاثة، يتم دفع العمل فيها، لتشهد اللجنة العليا المشتركة الشهر المقبل، بدء العمل بها، لافتًا إلى أن التعاون سيكون في القطاعات الهامة للجانب العراقي مثل النفط، الاتصالات، الربط الكهربائي، التعليم، الاسكان، والزراعة. وأضاف أن منتدى الأعمال المشترك الذي سيعقد خلال الزيارة، سيمثل فرصة ذهبية لطرح فرص ومجالات التعاون في حضور القطاع الخاص ممثلًا في رجال الأعمال من الجانبين.