كيف أهيئ قلبي لاستقبال رمضان؟

  • 469
بقلم- فاطمة أحمد صابر

كيف أهيئ قلبي لاستقبال رمضان؟


"أشعر أنه ليس لي روح في العبادة، وأؤدي العبادة دونما تركيز أو إحساس بالقرب من الله، سئمت من نفسي ومن سهوي في أحداث حياتي التي أدور في فلكها، وأفقد روحي خصوصًا وقد اقترب رمضان.. فماذا أفعل؟".

حبيبتي، الإنسان لا يظل على وتيرة واحدة في قلبه، بل يصيبه الفتور أحيانًا، وما سمّي القلب إلا بتقلبه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ فَاسْأَلُوا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ".

واقتراب شهر رمضان فرصة لتهيئة القلب للعبادة حتى يحصد ثماره في رمضان وقت تضاعف الحسنات، ولا يكل عزمه فيها.

ابدأي بقراءة القرآن بتدبر, فهي الفتح ومنها يأتي الهدى والرشاد، ضعي لنفسك وردًا معينًا، احرصي على قراءته بعناية ويمكنك الاستعانة بكتاب "القراءة بقلب"، ثم التركيز على العبادات القلبية مهم، وسلوك السبل العملية للوصول إليها، والصبر على توطين القلب لاستيعابها.

فمثلًا حبّ الله -عز وجل- الذي هو سبب حلاوة الإيمان، وهو العلاج الناجع للفتور، إذا ما أردنا أن نحوله إلى واقع عملي نأخذ مثالًا له الأسباب الجالبة لمحبة الله ونضع خطة نصيغها على أساس ذلك.

التقرب إلى الله بالنوافل (صلاة السنن، قيام الليل، صلاة الضحى، الصدقة، والصوم...) بعد إصلاح الفرائض ودوام ذكره بالقلب واللسان ومناجاته في الخلوة ومجالسة الصالحين أو القراءة في كتبهم (من الممكن الاستعانة بكتب الاستعداد لرمضان) والابتعاد عن المعاصي (خصوصًا لو أن هناك معصية معينة أو عادة سيئة أردتِ التخلص منها).

التأمل في مشاهدة أسمائه الحسنى في كل موقف حياتي، ومشاهدة نعمه وآلائه والافتقار إليه على كل حال؛ وللتحفيز كثرة ذكر الجنة، وصياغة ذلك لواقع عملي من خلال أهداف محددة وصغيرة تكبر شيئًا فشيئًا حتى تزدهر في رمضان وتظل ثابتة في أصلها بعد رمضان.

هذه عبادة الحب لله –تعالى- ويصاغ غيرها أيضا الخوف والإخلاص والتوكل والصبر والرضا...

اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من الفائزين.

***