وكيل "إعلام الأزهر": مراعاة الضعف البشري والرحمة يدفعان العاصي إلى التوبة

  • 185
أ.د محمود الصاوي - وكيل إعلام الأزهر

بعد تدخل الطيب.. إلغاء قرار فصل "طالبة الأزهر"

وكيل كلية الإعلام: مراعاة الضعف البشري والرحمة يدفعان العاصي إلى التوبة



أثار إعلان مجلس التأديب الأعلى للطلاب بجامعة الأزهر، بإلغاء قرار مجلس التأديب الصادر بالفصل النهائي لطالبة المنصورة، وتخفيف العقوبة، جدلًا بين رافض للتخفيف، وموافق عليه حرصًا على مستقبلها التعليمي.

ونشرت الجامعة بيانًا رسميًا أكدت فيه على أن ما فعلته طالبة المنصورة يتعارض مع تقاليد الجامعة الدينية والعربية، وأنه تم تخفيف العقوبة عقب تدخل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.


يقول الدكتور محمود الصاوي وكيل كلية الإعلام بجامعة الأزهر الشريف، إن مراعاة الضعف البشري وعدم اعانة الشيطان علي الانسان ورحمة الداعية والإمام والعالم، هي جملة منطلقات كانت وراء شفاعة الامام الأكبر  الدكتور أحمد الطيب، بتخفيف العقوبة عن الطالبة لكي تراجع نفسها، و تعود الي مرفأ وشاطئ الأمان والالتزام بالقواعد والتقاليد والعادات والأعراف المصرية والدينية الصحيحة.

وأضاف الصاوي لـ"الفتح"، أن الموازنة بين المصلحة التي تترتب علي العفو عن الطالبة بعد أن مرت بهذه التجربة القاسية التي بدت في نشر كافة مواقع للتواصل الاجتماعي لخبر الواقعة، واشتهار أمرها علي ألسنة العامة والخاصة، والتي ربما سببت ألمًا وأذي لعائلتها وإحراجًا،  وربما جعل الفتاة تُعامل منهم معاملة قاسية والمجتمع ينظر اليها نظرة أشد قسوة، هي موازنة مهمة.

واوضح أن الأمام الأكبر لو أنفذ العقوبة عليها  -وهي مخطئة ولا شك-  ربما كان ذلك يسلمها الي مزيد من التفلت من الأعراف والتقاليد، لكن اليد الحانية التي أدركتها في اللحظة الحرجة التي يسيطر فيها الشيطان علي الانسان ستكون -بإذن الله- دافعًا لها للأوبة والتوبة والعودة الي جادة الطريق.

وأكد الصاوي، على أنه من جهة اخري يؤيد وبكل قوة قرار الجامعة الحكيم لحفظ وحراسة قيم المجتمع وأعرافه وتقاليده وعاداته، وقرار مجلس الجامعة بقيادة الدكتور محمد المحرصاوي، مشيرا إلى أنه قرار حكيم ينطلق فيه من مسؤوليات كبيرة كرئيس لأكبر جامعة اسلامية عالمية.

وأشار، إلى أن جامعة الأزهر دوما حريصة غاية الحرص علي مصلحة طلابها، كما أن السيد رئيس الجامعة مكتبه ومكاتب كل السادة النواب والعمداء مفتوحة طوال الوقت لأبنائهم الطلاب استيعابًا لهم، وحلاً لمشكلاتهم المتنوعة، مضيفاً: أنا علي يقين أن القرار عندما اتُخذ كان بروح الأبوة، فعندما تخطئ ابنتك خطئًا كهذا في مجتمعنا المصري العربي المتدين ستثير غضبك، وساعتها  فانك ولاشك  ستوقع بها أقسي عقوبة ممكنة، لكن هذا ليس كرها لها يقينا لكن ردعا لها ولأخواتها عن الاقتداء بها.