"برهامي": النقاب شعيرة إسلامية.. والإجماع منعقد على مشروعيته

  • 289
د. ياسر برهامي - نائب رئيس الدعوة السلفية



قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إن الهجمة على النقاب كشفت حقيقة موقف عامة المصريين من هذه الشعيرة الإسلامية، رغم كثرة مَن يتحدث بغير علم، وكثرة من يختار الأقوال الشاذة ممن تُصدرهم وسائل الإعلام، حتى ولو كان بعضهم ممّن ينتسب لأهل العلم.

وأضاف برهامي في حوار له مع "الفتح"، أ، عامة الناس حتى من غير المنتقبات ومن غير من يرى استحبابه، يرون أن هذا الأمر من الأشياء التي لا ينبغي أن ينازع فيها، فالجميع رفضَ مشروعَ القانون، حتى النسبة التي ظهرت في بعض استطلاعات الرأي عجزوا عن إيقاف نسبتها العالية إلا بالتدخل المباشر، حيث تجاوزت نسبة الرافضين لقانون حظر النقاب 94% في بعض الاستطلاعات.

وتابع، أن الأدلة على النقاب كثيرة، منها من كتاب الله -عز جل-، قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]، وأطلب هنا مراجعة "التفسير الوسيط" للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق، وهو يقول في تفسير الآية الكريمة: "وقوله: {يُدْنِينَ} من الإِدناء بمعنى التقريب، ولتضمنه معنى السدل والإِرخاء عُدِّيَ بعلى. وهو جواب الأمر، كما في قوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ} [إبراهيم: 31]. والجلابيب: جلابيب: جمع جلباب، وهو ثوب يستر جميع البدن، تلبسه المرأة، فوق ثيابها، والمعنى: يأيها النبي قل لأزواجك اللاتي في عصمتك، وقل لبناتك اللاتي هن من نسلك، وقل لنساء المؤمنين كافة، قل لهن: إذا ما خرجن لقضاء حاجتهن، فعليهن أن يسدلن الجلابيب عليهن، حتى يسترن أجسامهن سترًا تامًا، من رءوسهن إلى أقدامهن، زيادة في التستر والاحتشام، وبعدًا عن مكان التهمة والريبة". أ.هـ

وأردف، أما من السنة النبوية، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين"، فدلّ ذلك على أن غير المحرمة تنتقب وتلبس القفازين، والمُحرمة تُغطّي وجهها بغير النقاب، كما كان النساء يفعلن في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذا مرّ بهن رجال.

وأشار برهامي، إلى أن الإجماع منعقد على أن النقاب هو زيّ أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعنى "التغطية الكاملة لبدنهن"، فمن تتشبه بزوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- كيف نقول لها "ممنوع" أو "محرم" أو حتى "مباح" أو "مكروه"، بل لا شك أن من تشبهت بزوجات النبي فهي تفعل أمرًا مستحبًا.

وأوضح، قضية النقاب ممولة من الخارج للأسف، وتواجه ضغوطًا خارجية من أجل صرف الناس عن الالتزام بهذه الشعيرة الدينية فيما يتعلق بشأن المرأة، والمرأة التي تنتقب في بلادنا ليست مُكرهة، وقد رأيتُ أمثلة كثيرة من آباء ملتحين وأمهات منتقبات وبناتهن غير منتقبات، فلن يستطيع أحد أن يفرض على المرأة أن تنتقب، وكذلك المرأة المنتقبة عندنا لا تلبس النقاب لتراعي أوضاعًا اجتماعية، ليس في حاجة إلى ذلك، والذين يريدون أن يصوروا أن عامة النساء ينتقبن من أجل الأوضاع الاجتماعية دون اقتناع، فهذا قد يحدث من البعض إلا أن الأغلب من النساء في بلاد الخليج مثلًا هن يخترن النقاب قناعة منهن بالشرع الذي إما أوجبه وإما استحبه، ولذلك فمحاولات تغيير وضع المرأة في المجتمع لن تفلح بإذن الله.