خير النساء

  • 203
خير النساء


" خير نساء أمتي أصبحهن وجهًإ وأقلهم مهورا" هذا الحديث من درب الأحاديث الموضوعة التى حُفظت وفُهمت وصارت دليلاً للتقزم وخيبات الأمل، وقد 

تناسى بعض الشباب صحاح الحديث وعرّجوا آمالهم وبنوا طموحاتهم وآرائهم، على السقيم الموضوع الذي ما قال به الرسول، حتى يتسنى للمتاجرين بالدين أن يقذفوا بالمرأة في خيبات الآمال معلقين على من لاتتهاون في حقها أنها ناقصة دين.

فتجد  كثير من الشباب عند طلبهم لشريكة العمر رفيقة الدرب، يعرضون شروطهم واحدة تلو الأخرى غير متنازلين عن حق من الحقوق سواء أكان مشروع أم به بعض الخلل الواضح في التفكير لكن لابأس !، فهم دائما يُعرّجون أحكامهم على طلب العفاف وصيانة الأنفس عن الوقوع في الحرام أن تكون العروسة صاحبة جمال يُضاهي القمر وكلما ازدادات في العمر ازداد الحسن والدلال وما زالوا هم يعرشون بطونهم ويرمون على زوجاتهم بالمسؤوليات الجسام ، وفي نهاية المطاف يريدون أن ينظروا إلى زوجة صالحة هي في الأصل ملكة جمال ، ولا غرر عندما تأتي تُناقش أحدهم بأن الجمال أمرٌ نسبي، وكلما كان وقع الاختيار الأصل فيه الدين والورع، رد فاتحاً فاه ضارباً بصحيح الحديث متمسكاً بالموضوع قائلا "خير نساء أمتي أصبحهن وجها " ثم إذا تخطينا مرحلة الاختيار ووقع في قلبه أنه صار بين يديه قمراً نزل من مكانه حتى صار بين يديه، اعتدل في جلسته وقال أيا عماه اطلب مطلبك مني ولا تنسى أن خير النساء أقلهن مؤنة، وابني على الدين اختيارك ياحماي فإني حافظاً للكتاب طالباً للعلم وذو خلق يُضرب به الأمثال..

وهنا يأتي الأب المفضال على حق ابنته الكريمة ويتقاسم معه الفرش والعزال، ثم يكتب في عقد النكاح خمسة وعشرون قرشاً مهراً ارتضيناه حلال.

لكن لا تنسى أخي الكريم أن الله قد قال في كتابه  "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئاً مريئاً" ولتعلم أن هذه الآية لم تخص اليتيمة بحال من الأحوال بل شملت كل النساء احترازاًً وضماناً لحقهن  بطيب خاطر من الرجال.

نعم ..إذا كان الشاب في ضيق من اليد واضطر إلى تقليل المهر فلتتنازل المرأة بطيب نفس، دون اشعار منه لها أن هذا واجبٌ عليها، متبجحاً بأنه يكفيه أن جاء طارقاً عليها الأبواب، وأما إن كان ذومال ، فقد جاء القرآن غير مخصص للمهر بقليل أو كثير حيث قال"وآتيتم إحداهن قنطاراً"

لذا ختاماً أخي الكريم إذا جئت طالباً رفيقة درب صاحبة عمر، فلا تبخس حقها وأكرمها يزيدك الله من فضله، وأيضاً على المرأة، وكل ولي أمر فتاه أن يتقوا الله، ويراعوا أحوال الشباب متنازلين عن بعض المتاع  الذي لايرسم طريق السعادة ، وفي نفس الوقت لا يتهاونّ في حق المرأة فقد وجب لها الشرع مهراً وأقر لها النبي ديّناً في رقبة الرجال سواء كنا ملكات جمال ، أو كُرّمن بزينة أخرى رسمت بملامح الأدب والعلم والحسب والنسب ففاق جمالها كل جمال.

وما زال وقع الإختيار الصواب مبنياً على" فاظفر بذات الدين تربت يداك" "وإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه".