رئيس جامعة الأزهر: لا فائدة من أبحاث علمية تقليدية لا تمت للواقع بصلة

  • 69
محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر

ألقى الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر كلمة في منتدى التعليم الجامعى والتصنيع الدوائى، الذي يعقد حاليا بمركز الأزهر للمؤتمرات بمدينة نصر. 


وقال المحرصاوي، إن الأمم لن تنهض إلا بالعلوم والمعارف المتطورة والتوظيف الأمثل لأحدث التكنولوجيات فى العالم، وأنه بالبحث المنهجي الجاد يمكن أن نتجاوز كل الأزمات ونتغلب على الصعاب؛ بما يؤكد الرابطة الحتمية والمقدسة بين البحث العلمى بالجامعات والمراكز البحثية المتخصصة وبين متطلبات العصر، ويفرض الدعم المتزايد لدفع عجلة البحث العلمي، وقدرات الإبداع وملكات الابتكار لدى الباحثين؛ للمضى قدمًا على طريق التنمية المستدامة في شتى الميادين والمجالات، فلا أرى فائدة من وراء أبحاث تقليدية لا تمت بأي صلة أو علة للواقع أو المستقبل.


وأضاف انه لابد أن تكون هناك علاقة تكاملية بين البحث العلمي، ومتطلبات الصناعات الوطنية، والأزمات المعاصرة، وغيرها من احتياجات المجتمع عبر شراكات مثمرة تقوم فيها الجامعات والمؤسسات البحثية بدور «بيوت الخبرة» التى تُقَّدم الرأي والمشورة العلمية والحلول الناجعة للأزمات والمشاكل، وتقفز بالأداء فى مؤسساتنا إلى آفاقٍ رحبة تُوفر خلالها الوقت والجهد بمنجزات تاريخية تُجَّسد عبقريات فذة، تستطيع أن تقهر المستحيل وتتحدى التحدي. 


وتابع : نحن نسطيع أن نتجاوز أى تحديات أو صعاب، وقد أبهر المصريون العالم بتجاربهم الثرية في شتى المجالات، التي لا يتسع المقام لسردها، وسأكتفي بالحديث عن بعض ما تنجزه مصر فى مجال الرعاية الصحية، وأقول: ما حققناه من نجاحات فى علاج أكثر من مليون ونصف المليون مواطن من مرضى فيروس «سي» بـ «السوفالدى المصري» في زمن قياسي، يحظى بتقدير المؤسسات الدولية المعنية، خاصة فى ظل المبادرة الرئاسية الكريمة لإجراء المسح الطبى الشامل لكل المواطنين لعلاج مرضى فيروس «سي»، والأمراض غير السارية «السمنة والضغط والسكر»، وفي الإطار ذاته تأتي المبادرة الرئاسية أيضًا للقضاء على قوائم انتظار الحالات الحرجة والجراحات الدقيقة.


وأشار إلى انه لا يخفى على أحد، التحديات التى تُواجه صناعة الدواء، وتتطلب من العلماء والباحثين المتخصصين توفير ضمانات إنجاح هذه الصناعة الوطنية بالاستغلال الأمثل لأحدث التكنولوجيات فى العالم وتوطين الخبرات المتطورة فى مصر، وتعظيم المكَّون المحلى بما يُوفر العملات الصعبة، ويُسهم فى تخفيض أسعار الدواء، وفى هذا الإطار لا يفوتنا أن نتوجه بكل التحية والتقدير للجهود التى تبذلها الدولة؛ لتُتَّرجم التكليفات الواضحة للرئيس عبدالفتاح السيسى، ونكون على موعد مع إنجاز تاريخى جديد خلال عامين ببدء ضخ إنتاج مصنع أدوية الأورام فى السوق المحلية، الذى يتم إنشاؤه حاليًا ليُغَّطى احتياجاتنا، فضلًا عن التصدير للدول الصديقة والشقيقة، ومنها دول الجوار والقارة الأفريقية.


وناشد المشاركين فى منتدى التعليم الجامعى والتصنيع الدوائى، الذى تنظمه جامعة الأزهر بالتعاون مع اتحاد الجامعات الأفريقية، أن يصلوا إلى حلول واقعية لأزمة الدواء بما يُذَّلل أى عقبات قد تعوق الإنتاج المحلى أو تعظيم المكَّون المحلى فى الإنتاج، ويضمن تحقيق شراكات ناجحة بين الجامعات ومصانع الأدوية بحيث تتم الاستفادة من الثروة البحثية فى تطوير صناعة الدواء، ولا تظل الأبحاث العلمية الجادة والمتميزة حبيسة الأدراج، بحيث تمد الشركات المحلية والعالمية والمؤسسات المعنية يد العون، وتقَّدم كل الدعم حتى يظهر هذا الإنتاج البحثى للنور، وتستفيد منه البشرية كلها.