"المواطنة والتعايش".. شعار اليوم الأول بالتعليم الأزهري

  • 46
أرشيفية

استقبلت المعاهد والكليات الأزهرية، اليوم الأحد، طلابها مع بدء العام الدراسى الجديد، حيث تناول اليوم الأول فيما يقرب من 10 آلاف معهد أزهري، وكليات جامعة الأزهر على مستوى الجمهورية، التأكيد على بعض القيم التى دعا إليها الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفى مقدمتها الوسطية والمواطنة والتعايش.

وقال "الطيب" فى رسالته إلى أعضاء هيئة التدريس قبل أيام: «إن كان لى من نصيحةٍ لأبناء الأزهر من العُمَداء وأعضاء هيئة التدريس ومُعاونيهم فهى أن تُخصِّصوا اليومَ الأول من العام الدراسى الجديد لنشر الوعى بوسطية هذا الدِّين، وأهميَّة التسامح والسلام المجتمعي، وتحمُّل الطلاب على مختلف أعمارهم المسئوليةَ تجاه دِينهم ووطَنِهم وأمَّتهم، والتأكيد على قِيَمِ المواطنة والتعايش المشترك فى نفوس بناتنا وأبنائنا الطلاب».

وشدد على ضرورة وجود تواصل حقيقى فعال بين الأساتذة والطلاب، وإتاحة مساحة كافية من حُريَّة النِّقاش معهم والاستماع إليهم وتوعيتهم؛ حتى لا يُختطفون من قبل تيَّارات وأفكار ومذاهبَ غَرِيبة عن الأزهر ومَناهجِه، تتربَّصُ بهم، وتُعِدُّ الخططَ لاصطيادهم من أوَّل يوم فى الدِّراسة، مضيفًا: «هؤلاء الطلابُ إخوتكم وأبناؤكم، وأمانةٌ فى أعناقكم تُسألون عنها أمام الله يومَ القيامة، على أن يكون هذا منهجكم الذى تلتزمون به طوال العام الدراسي».

ودعا إلى الحزم الشديد فى التزام الأساتذة بمواعيد المحاضرة واحترام وقت هؤلاء الطلاب، والوفاء بأمانةِ الأزهر ومنهجه التعليمى والأخلاقي، واستشعار الوفاء ورد الجميل للأزهر الشريف، الذى لم يَبخل يومًا على أبنائه، ولا يزال يَعملُ ليلَ نهارَ من أجل دعمِهم والرُّقى بهم، ولوطنهم العزيز الذى نفخر جميعًا بالانتماء إليه، ونسعد بتقدمه ورقيه ورفعته، ولأمتهم الإسلامية وللعالم أجمع الذى ينظرُ إلى الأزهر الشريف وعلمائه وطلابه وخرِّيجيه نظرةَ تقديرٍ وإجلالٍ واحترامٍ، ويُعول عليهم كثيرًا فى نشر رسالة التعايش والمحبَّة والسلام».

وأكد ضرورة تدريب الطلاب على احترام المعلم والأستاذ، والالتزام بأخلاق طُلاب العلم الحقيقيِّين، وغرس الانتماء لمنهج الأزهر الذى حَفِظ اللهُ به الأمَّةَ على مَدارِ أكثر من ألفِ عام، ولا تَترُكوا الطلابَ يُستَدرَجوا للتعلُّم فى مراكزَ أجنبيَّةٍ تعملُ جاهدة لهدم الأزهر واستهداف ما يَزرَعُه فيهم من قِيَمٍ حميدةٍ، واستبدالها بثقافةِ التشدُّد والتطرُّف التى هى بعيدةٌ كُلَّ البُعدِ عن رسالة الأزهر ومناهجه.

واختتم «الطيب» رسالته بدعوة أعضاء هيئة التدريس ومُعاونيهم إلى أن يكونوا النموذج والقدوة فى الالتزام والتحدُّث باللغة العربية الفُصحَى، والأمانة فى شغل عقول الطلاب بالعلم والتعلُّم وحُسن الأدب والرِّفق بهم واحتضانهم، وأن يكونوا دائمًا قدوةَ للطلاب فى السلوك والعمل والانضباط.