الأمم المتحدة: أكثر من 30 ألفا نزحوا في إدلب بعد الهجوم الأخير

  • 83
أرشيفية

 ذكر مارك لوكوك منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة لرويترز يوم الاثنين أن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا من ديارهم في شمال غرب سوريا بعدما استأنفت الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها القصف هناك الأسبوع الماضي.


وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أي هجوم عسكري شامل على آخر معقل المعارضة  قد يؤدي إلى فرار 800 ألف شخص من ديارهم. وحذر لوكوك من أن ذلك قد يؤدي إلى أسوأ كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.


وتستعد دمشق، بدعم من روسيا وإيران، لهجوم كبير لاستعادة إدلب ومناطق مجاورة في شمال غرب سوريا من أيدي مقاتلي المعارضة.


واستأنفت الطائرات الحربية الروسية والسورية حملة القصف الأسبوع الماضي بعدما أخفق رؤساء تركيا وإيران وروسيا يوم الجمعة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار كان من شأنه منع الهجوم.


وذكر ديفيد سوانسون المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ”حتى التاسع من سبتمبر نزح 30 ألفا و542 شخصا من شمال غرب سوريا صوب مناطق مختلفة في أنحاء إدلب“.


ويعيش قرابة 2.9 مليون شخص في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة والتي تضم معظم محافظة إدلب ومناطق صغيرة مجاورة من محافظات اللاذقية وحماة وحلب.


* نزوح ثان

خلال إفادة صحفية في جنيف، قال لوكوك ”نستعد بنشاط كبير لإمكانية تحرك المدنيين بأعداد كبيرة في اتجاهات متعددة“.


وأضاف ”ثمة حاجة إلى سبل للتصدي لهذه المشكلة كي لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية يسقط خلالها أكبر عدد من الخسائر البشرية في القرن الحادي والعشرين“.


وقال سوانسون إن الهجمات بقذائف المورتر والصواريخ زادت منذ يوم الجمعة لا سيما في ريف حماة الشمالي والمناطق الريفية في جنوب إدلب.

وأضاف أن 47 في المئة من النازحين تحركوا صوب مخيمات و29 في المئة منهم يقيمون مع عائلاتهم و14 في المئة استقروا في مخيمات غير رسمية و10 في المئة استأجروا منازل ليعيشوا فيها.


وقال أبو البراء الحموي القيادي بالمعارضة المسلحة في شمال حماة إن نحو 95 في المئة من السكان غادروا عددا من القرى في شمال وغرب محافظة حماة وفي جنوب محافظة إدلب في الأيام الثلاثة الماضية بسبب الضربات الجوية الكثيفة.


وقتل في الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ سبع سنوات ما يربو على نصف مليون شخص واضطر 11 مليونا إلى الفرار من ديارهم.


وقالت كريستي ديلافيلد من مؤسسة ميرسي كوربس، إحدى أكبر المؤسسات التي تقوم بإيصال المساعدات في سوريا، إن من الصعب على عمال الإغاثة والمجتمعات المحلية مواكبة النزوح.


وأضافت  ”ثمة نقص في القدرة على تخزين المياه في كثير من الأماكن التي نعمل بها ولا يوجد مياه كافية متاحة للمدنيين سوى ليومين أو ثلاثة أيام“.


وتابعت قائلة ”تم إغلاق نقاط العبور على طول الخطوط الأمامية بين الحكومة والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ونتيجة لذلك زادت أسعار المواد الغذائية بشكل كبير“.


وتتهم المعارضة سوريا وحلفاءها بمهاجمة المستشفيات ومراكز الدفاع المدني لإجبار مقاتلي المعارضة على الاستسلام على غرار حملات عسكرية سابقة.


وقالت روسيا إنها تريد طرد كل المتشددين من إدلب وإنها تتجنب المدنيين وتستهدف فحسب الجماعات المتشددة التي تستلهم فكر تنظيم القاعدة.


وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع مجريات الحرب من مقره في بريطانيا إن مقاتلي المعارضة قصفوا يوم الاثنين مطار حماة العسكري ومجمعا عسكريا مجاورا في منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة.


وبدأ ستافان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا محادثات تستمر يومين في جنيف يوم الاثنين مع كبار المسؤولين من روسيا وإيران وتركيا لتشكيل لجنة دستورية في سوريا. وستلقي أزمة إدلب بظلالها على الاجتماع.


وساعدت طهران وموسكو الأسد على تحويل دفة الحرب لصالحه ضد المعارضين من المقاتلين المدعومين من الغرب إلى الإسلاميين المتشددين، بينما تؤيد تركيا المعارضة وتنشر قوات في البلاد.


وذكر تلفزيون (إن.تي.في) أن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال يوم الاثنين إن الهجمات الجوية والبرية على إدلب يجب أن تتوقف ويتعين وقف إطلاق النار في المنطقة.