بلومبيرغ: بوتين يتحدى مطالب ترامب بطرد إيران من سوريا

  • 101
أرشيفية

قال تقرير نشره موقع "بلومبيرغ" إن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) لم يعد معنياً بتقديم تنازلات للولايات المتحدة فيما يخص التواجد الإيراني في سوريا.


وبحسب التقرير، فإن روسيا بعد أن تمكنت من إبعاد القوات المدعومة إيرانياً عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتل في تموز، بدأت بتحدي مطالب إدارة (ترامب) والتي تهدف إلى إخراج إيران تماماً من سوريا بعد انتهاء الحرب فيها، الأمر الذي يضع مصداقية واشنطن على المحك، ويعطي فرصة لترسيخ التواجد الإيراني والروسي على حساب الولايات المتحدة والتي تسعى بتلهف لإنهاء مشاركتها في سوريا.


وكان وزير الخارجية الروسي (سيرجي لافروف) قد حث الولايات المتحدة للتخلي عن مطالبها بتنازل إيران عن نفوذها في المنطقة معتبراَ هذه المطالب "غير مهنية وغير واقعية".


ومن المتوقع، بحسب التقرير، أن تشكل هذه القضية محور المباحثات في الاجتماع الثلاثي الذي سيجمع رؤساء روسيا وإيران وتركيا في طهران، اليوم الجمعة، وذلك بهدف تعزيز الأدوار في سوريا في مرحلة ما بعد الحرب. ولحل الخلافات حول إدلب التي تنتظر هجوماً وشيكاً، يهدد بإرسال موجة جديدة من اللاجئين عبر الحدود التركية. حيث يسعى كل طرف لتحقيق مكاسب كبرى مع اقتراب المعركة الكبرى الأخيرة في إدلب.


ويشير التقرير إلى إن الرئيس الأمريكي، يمتلك الحوافز التي من الممكن أن تؤثر على روسيا، إلا إنه وفي الوقت نفسه لا يستطيع التأثير عليها بواسطة التهديدات. فقد ألمح (ترامب) إلى احتمال تراجع الولايات المتحدة عن الخطوات العقابية التي تفرضها على روسيا، في حال تمكنت روسيا من الوفي بعودها في سوريا؛ إلا أن المسؤولين الروس قالوا إن (بوتين) لا يثق بذلك. وحتى لو أقدم على تنفيذ وعوده المبرمة مع الولايات المتحدة، هذا لا يعني إن إيران مستعدة للتراجع، على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي تهدد بشلل الاقتصاد الإيراني والتي جاءت بناء على انسحاب (ترامب) من الاتفاق النووي الإيراني.


ربط التواجد الأمريكي بإيران


واعتبر (أندري كورتونوف)، رئيس "مجلس الشؤون الدولية الروسي"، المجموعة التي تتبع للكرملين، أن "روسيا وإيران في وضع متطابق" فيما يخص تواجدهما في سوريا، وأضاف قائلاً: "كلاهما توجه إليهم المطالب، إلا أنهم لا يحصلون على شيء في المقابل".


وجعل (ترامب) من مواجهة إيران هدفاً استراتيجياً رئيسياً، بحسب ما يرى التقرير، ولهذا تعد عملية إخراج إيران من سوريا بمثابة ذخيرة هامة بالنسبة له، خصوصاً أن فترة رئاسته تغطي عليها أخبار تدخل روسيا المزعوم في انتخابات 2016، سيتمكن (ترامب) حينها من مواجه منتقديه، الذين يرون أنه فتح قنوات تواصل مع الكرملين.


وكانت روسيا قد تمكنت من إقناع إيران بسحب قواتها وميليشياتها المتحالفة معها على بعد 85 كلم من الجولان الذي تسيطر عليه إسرائيل، بعد قمة هلسنكي في تموز والتي جمعت بين (بوتين) و(ترامب).


وبهدف إقناع روسيا بتقديم تنازلات أكبر، أثار مستشار الأمن القومي (جون بولتون)، الشهر الماضي، احتمال انسحاب 2000 جندي أمريكي في نهاية المطاف من شمال شرق سوريا.


وقال شخص مطلع على المحادثات لـ "بلومبيرغ" إن انسحاب القوات الأمريكية لا يمكن أن يحدث إلا بعد رحيل جميع المقاتلين الإيرانيين مع أسلحتهم والمليشيات التابعة لهم بالإضافة إلى اقتناع الولايات المتحدة بإن تنظيم "داعش" قد تم سحقه بالكامل في سوريا.


الدبلوماسية في زمن الحرب


ويشير التقرير إلى أن وزير الدفاع الأمريكي (جيمس ماتيس) ذهب أبعد من ذلك، واضعاً شرطاً إضافياً لسحب القوات الأمريكية وذلك خلال تصريح له في 8 آب، حيث ربط انسحاب القوات بالمحادثات التي تقودها الولايات المتحدة في جنيف حول الانتقال السياسي في سوريا، لتخفيف قبضة (الأسد) عن السطلة. 


ورأت (ماريانا بيلينكايا) الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في موسكو، أن ذلك غير واقعي "إذا استعاد الأسد إدلب، فإنه سيسيطر على البلاد بأكملها تقريباً باستثناء بعض المناطق، وبصورة رئيسية تحت حماية الولايات المتحدة" قالت (بيلينكايا) في تعليق لها لـ "مركز كارنيجي – موسكو" وأضافت "هذا سيجعل النظام السوري أقل مرونة في عملية جنيف".


وعلى الرغم من التهديدات المستمرة التي تصدر من الولايات المتحدة ضد أي هجوم كيمائي قد يشنه (الأسد) في إدلب؛ إلا أنه لا توجد إي إشارة توحي بحسب التقرير أن الولايات المتحدة مستعدة لعكس الموقف الحالي على الأرض.


"في الحرب، لن تكون اللغة الدبلوماسية كافية عندما يكون الطرف الآخر مصمماً على استخدام القوة العسكرية" قال (روبرت فورد) السفير الأمريكي السابق في سوريا، مضيفاً "الخطاب الأمريكي لن يبطئ الروس والسوريين والإيرانيين لفترة طويلة".