• الرئيسية
  • الأخبار
  • تنحي "ديسالين" يشعل صراع المياه في إفريقيا .. ومفاوضات سد النهصة تعود إلى المربع صفر

تنحي "ديسالين" يشعل صراع المياه في إفريقيا .. ومفاوضات سد النهصة تعود إلى المربع صفر

  • 128
أرشيفية

تنحي "ديسالين" يشعل صراع المياه في إفريقيا

تل أبيب تلعب دور الحارس.. ومفاوضات سد النهصة تعود إلى المربع صفر

خبراء يضعون روشتة إنقاذ.. وسيناريوهات المرحلة يكتنفها الغموض


أثارت استقالة رئيس وزراء إثيوبيا "هايلى ماريام ديسالين"، العديد من التكهنات حول مستقبل مفاوضات سد النهضة، بعد إعلان الحكومة السودانية تأجيل المفاوضات إلى أجل غير معلوم.

أوضح اللواء الدكتور نور عبد المنعم، الخبير الاستراتيجي في شئون المياه بالشرق الأوسط، أن إعلان السودان تأجيل مفاوضات سد النهضة لأجل غير معين دليل على إطالة أمد المفاوضات ودخولها مرحلة معقدة، مرجعًا ذلك إلى وجود صراعات داخلية بإثيوبيا، ما أدى إلى غياب الطرف المكلف بإجراء التفاوض.

وأضاف: كانت هناك آمال مصرية لتذليل العقبات في ظل وجود "ديسالين" وانتهت باستقالته، فأصبحنا أما م سيناريوهين، توقف المفاوضات، وهذا يصب في مصلحة الجانب الإثيوبي لأنهم يعملون على استكمال السد وملء الخزانات في ظل غياب المفاوضات.

 والسيناريو الآخر وجود حالة من عدم الاستقرار بالبلاد مما يدفع إلى قرارات مأساوية لا يحمد عقباها وذلك ما يرفضه الجانب المصري تمامًا.

وكشف الخبير الاستراتيجي في شئون المياه بالشرق الأوسط، عمّا كان ينويه الجانب الإثيوبي من تخزين المياه في فصل الصيف الجاري بالتزامن مع هطول الأمطار في إثيوبيا، وأنه لا سبيل أمام مصر إلا بالمفاوضات التي من شأنها إبراز جوانب القوة والضعف في سد النهضة، مضيفًا أن مصر تفاوض على بندين أساسيين هما عدم المساس بحصتها والتي تصل إلى 55.5 مليار متر مكعب، ومدة التخزين التي إذا قلّت ازداد الخطر على مصر.

ومن جهته قال الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن توقف المفاوضات نتيجة طبيعية لما يحدث في إثيوبيا وهو ما توقعته الحكومة المصرية، بالإضافة أن الجانب الإثيوبي لا يعير اهتمامًا حقيقيًا للمفاوضات وتأتي في ذيل القائمة لديه بينما هي بالغة الأهمية للجانب المصري، والأحداث تؤثر على القيادة بينما لا يتأثر السد لأنه يبعد عن العاصمة المضطربة بـ500 كيلو متر، وليس أمامنا إلا الانتظار.

وأضاف شراقي: السياسة الإثيوبية تعتمد على المراوغة، ومن يديرون السد خبراء من الكيان الإسرائيلي ودول عالمية، والأوضاع السياسية بعيدة تمامًا عن عملية البناء وشركات المقاولة، ومصير المفاوضات محصور في استقرار الحكومة، ولن يكون هناك استقرار بدون حكومة للبلاد، خاصة وأن هناك ثلاث نواب لرئيس الوزراء المستقيل مرشحين لمنصبه، وهم من الأورومو، وأمهرة، والتجري ذوات الأقلية بنسبة 6.5% ومنهم القادة والخبراء ومشهورون بالعنف، وإذا تقلدوا حكم البلاد سوف تدخل في مزيد من الصراعات ويطول أمد المفاوضات، بينما الأورومو وأمهرة ليس لديهما مشكلة مع مفاوضات سد النهضة وهما الأغلبية للشعب الإثيوبي، ومتوقع سيرهم على غرار ديسالين.

واختتم رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن دور مصر المقبل هو مشاهدة الأحداث الإثيوبية، مشيرًا إلى أن هناك مراقبة للسد بالأقمار الصناعية، وأن التخزين لم يبدأ في السد خاصة وأن بدايته ستكون مع هطول الأمطار في شهري 6- 7 في إثيوبيا، كما أنه ما زال هناك فتحة بمقدار 130 مترًا في وسط السد لم تنته بعد، ولكن الوجود الإسرائيلي هناك قوي والعمل يتم على أعلى مستوى.