8 آلاف نازح يصلون إلى ريف إدلب الشمالي في يوم واحد

  • 110
أرشيفية

وثق نشطاء سوريون، مساء الاثنين، وصول أكثر من 8 آلاف نازح جديد إلى ريف إدلب الشمالي، فيما يتواصل قدوم النازحين في ظل فوضى عارمة تترك النازحين هائمين على وجوههم في العراء، لا يعلمون إلى أين يلجؤون هرباً من العمليات العسكري والطقس البارد، إضافة إلى نقصٍ حاد في المواد الغذائية ومياه الشرب.

وأورد "منسقو الاستجابة شمال سورية"، في تقريرهم اليومي المنشور على صفحتهم الرسمية في موقع "فيسبوك"، أن عدد النازحين في إدلب ارتفع من 309565 نازحاً موزعين على 379 نقطة استقرار يوم الأحد الفائت، إلى 317640 نازحاً، موزعين على 389 نقطة استقرار يوم أمس الإثنين، أي بزيادة تجاوزت 8 آلاف نازح و10 نقاط استقرار جديدة".

وأشار التقرير إلى أن "الإحصاء لا يزال مستمراً ليشمل كافة المناطق، خصوصاً مع اشتداد حركة النزوح الكثيف ليشمل مناطق جديدة، مع السعي لتتبع حركة النازحين إثر توسع رقعة القرى التي بدأت بالنزوح أيضا".

وتفيد مصادر مسؤولة بأن هذه الإحصائيات ليست نهائية، وهناك نقاط استقرار لم يتم الوصول إليها بعد، وهناك كثير من العائلات ما تزال هائمة على وجهها لم تجد مكاناً تستقر به، إضافة إلى حركة النزوح اليومي، الأمر الذي يحتاج إلى فرق عمل وإمكانات ضخمة.

وبدأت موجة النزوح الضخمة هذه، مع بدء النظام السوري عملية عسكرية واسعة جنوب شرقي إدلب، وشمال منطقة أبو الظهور قبل أسابيع، حيث كثفت المعارك والغارات الجوية على المدنيين الذين أجبروا على الهرب من قراهم، نحو مناطق أقل خطراً.

وحول الوضع الإنساني، يقول أبو جابر، وهو نازح من بلدات جبل الحص: وصلنا "بالأمس إلى ريف إدلب الشمالي بوضع سيئ للغاية، لا طعام لدينا ولا ماء للشرب، وسكن البرد عظامنا، وأنا معي عائلتي من 15 شخصاً بينهم أطفال، وزوجة ابني التي وضعت حملها أخيراً، لم أجد أحدا على الطريق يرشدني أين أذهب إن كان إلى مخيم أو مركز إيواء أو بلدة يمكن أن تستقبلنا".

ويضيف: "أحد أقربائي نزح قبلي بفترة، فاتصلت به علّه يساعدني، فأخبرني أنه استأجر قطعة أرض مع عدد من أقربائنا، ودعاني للالتحاق بهم، ولم أجد أمامي خياراً أفضل من ذلك". وأضاف "علمت منهم أنه إلى اليوم لم يقدم لهم أي نوع من المساعدات، وأن إحدى الجهات أخذت منهم معلومات عامة عنهم وعن عددهم الذي تضاعف بعد المقابلة".

وتؤكد مصادر إغاثية أن "الوضع كارثي بكل ما تعنيه الكلمة، آلاف النازحين يصلون إلى المناطق الآمنة في إدلب وخاصة الريف الشمالي والمناطق القريبة من الحدود التركية، لا يوجد أي خطط استجابة من المنظمات الدولية، في حين تعاني المنظمات والجهات المحلية من ضعف الإمكانات وعدم القدرة على إنشاء مخيمات وتوفير خيام أو سلال غذائية ولا وقود تدفئة، وما يقدم يكاد لا يذكر".