"مخيون": الأزهر يستعيد مكانته الريادية

  • 272
د. يونس مخيون - رئيس حزب النور

لقد لمسنا في الفترة اﻷخيرة استعادة "اﻷزهر" لمكانته الريادية، واﻷخذ بزمام المبادرة في التصدي للمسائل الشرعية المُثارة، والتي تَمَس المجتمع، والدفاع عن ثوابت الدين، وكذلك تَفَاعله الكبير مع قضايا المسلمين في العالم، وكان آخرها موقفه من قضية مسلمي "الروهينجا" بـ "بورما" والبيان القوى الواضح الشامل الذي ألقاه فضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.


إن "اﻷزهر" مؤسسة كبيرة من أكبر وأقوى مؤسسات الدولة، وقوة الدولة في قوة مؤسساتها، كما أن "اﻷزهر" يتمتع بمكانة كبيرة في قلوب المصريين والمسلمين في العالم، وللأزهر دور كبير في الحفاظ على لُحْمَة الشعب المصري وهُوِيَّتِه واستقراره، وحمايته من الطائفية المَقيتة والمذاهب الهَدَّامة، كما أن له دور كبير كقُوَّةٍ ناعِمَةٍ -لم تُسْتَغَلّ بعد- لِمَدِّ جسور التواصل مع العالم الخارجي، فكم خَرَّج "الأزهر" من علماء ودعاة كانوا خير سفراء لمصر بالخارج، وكم كان لمشايخ اﻷزهر -عبر تاريخه-من مواقف عظيمة لنصرة الحق والدفاع عن اﻹسلام والذَبِّ عنه.


إن "اﻷزهر" تَعَرَّضَ لمؤامراتٍ منذ عقودٍ من أجل تهميشِه وتحجيمه وإضعاف مكانته كمؤسسة قوية مستقلة لها تأثيرها القوي في مصر والعالم، حدث هذا على يد نُظُمٍ استبدادية، وكذلك لحساب مناهج وأيديولجيات لا تريد أن يكون اﻹسلام ضابطًا لحركة المجتمع ومرجعية حاكمة لتشريعاته ونُظُمِه وسلوكه وأخلاقياته.


وقد رأيت بنفسي -عندما كنت عضوًا في لجنة المائة لوضع مسودة الدستور- رأيت المُمانَعَة الشديدة لوضع مادة في الدستور خاصة باﻷزهر تحافظ على مكانته وحقه كمرجعية لكل ما يخص الشئون اﻹسلامية، وكانت هذه المُمانَعَة من أعضاء ينتمون للفكر الليبرالي والعلماني والاشتراكي، ومازال "اﻷزهر" يتعرض للهجوم بطريقة تعدت حدود النقد البَنَّاء إلى الابتذال والتشويه المُتَعَمَّد وسوء اﻷَدَب بطريقة لا يجرؤ أصحابُها أن يمارسوها مع أي مؤسسة أخرى، وعجبًا أن تتعرض مؤسسة هي فخر للمصريين لهذا التشويه من أبناء وطنها، ولصالح من؟!