إنخفاض أسعار الألبان تقود الألمان لذبح الأبقار

  • 55
أرشيفية

تقول سابرينا هوتس من "رابطة إيريكا وأصدقاؤها" الخيرية في بلدة فيجبرج بشمال غربى ألمانيا إن الأبقار مثل البشر لكل منها شخصيتها المستقلة .

وفي المزرعة الواقعة بالقرب من مونشينجلادباخ هناك نحو 60 بقرة، من بينها إيريكا التي تبلغ من العمر 14 عاما، ولا تدر أي من هذه الأبقار الحليب ولكن هذه ليست مشكلة بالنسبة لهوتس ، فالذين بدأوا مشروعها يريدون " منح الأبقار المزيد من الوقت والإبقاء عليها " بعد أن تم التخلي عنها لأسباب تتعلق بالتكلفة، وهو تحرك جاء في ذروة أزمة فائض الألبان في ألمانيا.

كان ذلك منذ عام، عندما كان المزارعون يحصلون على 20 سنتا (23.6 سنتا امريكيا) مقابل لتر الحليب، ومنذ ذلك الحين ارتفعت الأسعار ثانية، غير أن عدد الأبقار في ألمانيا انخفض، وتظهر حسابات هيئة معلومات الأسواق الزراعية أنه في مايو فإن الأبقار الحلوب في ألمانيا كانت تقل بنسبة 58 ألف رأس عما كانت عليه في العام السابق، وبالنظر إلى العدد الإجمالي للأبقار الذي يبلغ 4.21 مليون بقرة، فإن ذلك يعني أن هناك انخفاضا يصل إلى 1.4%.

وإيلمار هانين هو مزارع من بلدة كليفه في منطقة الراين السفلى ولديه 120 بقرة، وهو يحاول أن يتحدى ما يعتبره سعرا منخفضا للغاية لألبانه. وحتى مع ارتفاع الأسعار إلى 33 وحتى 35 سنتا للتر الحليب، مازال لا يغطي تكلفته. بالنسبة له يتعين أن يصبح السعر عند مستوى يتراوح ما بين 40 إلى 42 سنتا للتر.

وقال هانين: "في الوقت الحالي أعيش على مدخراتى ". 

ومما يساعد على دعم دخله وجود منفذ لبيع الالبان في مزرعته، حيث يمكن للزبائن الحصول على الحليب الطازج مباشرة مقابل أسعار تصل إلى يورو واحد للتر.

فى العام الماضي تم اقتياد نحو 1.3 مليون بقرة حلوب إلى المجازر في ألمانيا، بزيادة 5.5% عن العام السابق.

 وقالت هيئة معلومات الأسواق الزراعية إن انخفاض أسعار الألبان هو السبب فى ذلك . وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، اعتبارا من مايو الماضي تخلى 3983 مزارعا آخر عن الأبقار المنتجة للألبان، لتنخفض عدد مزارع الألبان في ألمانيا إلى 67319 مزرعة . 

والآن مع الارتفاع المحدود في السعر، انخفض عدد الأبقار التي اتجهت الى المجازر هذا العام مرة أخرى.

الشيء الذي يظل غير واضح، هو عدد الحيوانات التي أرسلت إلى المجازر بسبب التخلى عن مزرعة لإنتاج الألبان وتوقفها عن الإنتاج أو أن المزارعين يخفضون عدد رؤوس الماشية لديهم. وكما يشير هانز فولديناور من اتحاد منتجى الألبان الألمان، كل عام يتم استبدال ما يتراوح بين خمس واحد على خمسة / وثلث  واحد على ثلاثة من الأبقار الحلوب على أي حال.

وقال: "في الماضي، كان يسمح للأبقار بأن تتقدم في السن". وبعد ثلاث سنوات من إنتاج الألبان، فإن ذلك يعنى اقتياد البقرة البالغة من العمر خمس سنوات إلى المجزر. وعندما تتوقف مزرعة لإنتاج الألبان تماما عن العمل، تباع غالبية الحيوانات التي تتمتع بصحة طيبة إلى مزارع أخرى.

وذكر فولديناور: "لقد قيل لنا مرارا أن نعرض منتجاتنا بأقل الأسعار الممكنة". والأبقار في ألمانيا هذه الايام تنتج ألبانا أكثر مما كانت تنتجه منذ سنوات قليلة. وفي عام 2016، كانت البقرة المتوسطة تنتج 7746 كيلوجراما من الحليب. ويزيد هذا 661 كيلوجراما او تسعة في المئة عما كان عليه الحال في عام 2010".

في العام الماضي دعت وزيرة البيئة الألمانية باربرا هندريكس المزارعين إلى الابتعاد عن الأبقار ذات الإدرار العالي للألبان . 

وبدلا من الاحتفاظ بحيواناتهم في حظائر كبرى وتغذيتها بفول الصويا المستورد المعدل بالهندسة الوراثية، قالت الوزيرة إنه يتعين على المزارعين أن يعودوا إلى الطريقة المناسبة لتربية حيواناتهم بما فيها إطعامها أعلافا منتجة محليا ونتيجة لذلك، تنتج هذه الحيوانات كمية أقل من الألبان، وفقا لما ذكرته الوزيرة.

وفي الوقت ذاته ، فإن البقرة " إيريكا " المرقطة باللونين الأسود والبني لها مرعاها الخاص بها في مزرعة فيجبرج ويتم تغذيتها بعلف خاص. ويمكن للبقرة ان تعيش حتى يصبح عمرها 25 عاما، وفقا لما تقوله هوتس من رابطة إيريكا وأصدقاؤها الخيرية التى تسعى للإبقاء على البقرة إيريكا وباقى قطيعها وإنقاذها من الذبح . 

وتسعى الرابطة إلى تبرعات وكفالات مالية لتغطية التكلفة التي تصل إلى 150 يورو شهريا لرعاية إيريكا. وعلى الرغم من العديد من الاستفسارات، إلا أنه حتى الأن لا توجد مشروعات أخرى تقلد مبادرتها. وعلى أي حال ففي مزرعتها لا يوجد مكان لأي أبقار أخرى.