صواريخ المقاومة هل تكون سببًا لإعلان الاحتلال الحرب على غزة

  • 131
صورة أرشيفية

صرح جيش الاحتلال الصهيوني بأن قواته اكتشفت نفقا للمقاومة الفلسطينية بطول 2.5 كيلومتر بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، كان معدا لتنفيذ عمليات أسر؛ مما أثار حالة من الذعر والخوف في أوساط المستوطنين اليهود في منطقة تعرف باسم "غلاف غزة".

وقالت إن بداية النفق تقع بالقرب من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وقريبا من الجدار الشائك، وينتهي النفق في حقل زراعي في عمق "إسرائيل" قريب من مستوطنة "عين شلوشا" .

وتبين من فحص لمسلك النفق أنه يتضمن العديد من الفتحات، ويصل إلى عمق المناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال الصهيوني؛ وهذا ما دفع الأوساط الأمنية لتقدير تنفيذ عملية واسعة من خلاله، كي يستخدم فى أثناء حرب جديدة تشن ضد قطاع غزة

وعبر المستوطنون عن خشيتهم من محاولات الفصائل الفلسطينية المستمرة لتنفيذ عمليات أسر داخل مناطقهم.

وعلق الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني "يؤاف مردخاي" على هذا النفق، معتبرا أنه النفق الأكثر تطورا الذي يتم كشفه، حيث يحتوي على سكة من القضبان تسير عليها عربة، كذلك عثر على جيوب وفتحات، بالإضافة إلى أنه مزود بالإنارة .

فهل تستخدم المقاومة الفلسطينية الأنفاق في حربها ضد الاحتلال الصهيوني كما حفر الفيتناميون الأنفاق تحت الأرض حتى توسعت هذه الشبكة المذهلة؛ لتصبح مدنا فيها آبار مياه ومخازن طعام وذخيرة وطرق معقدة تمكنهم من شن غارات ضد الجنود الأمريكان؛ ومن ثم الاختفاء داخل الأنفاق؟! لم يكن الأمر سهلا ولكن همتهم العالية لم تكسرها الغطرسة الأمريكية.

فمن الممكن أن تكون هناك خنادق كثيرة من عينة هذا الخندق الذى اعترف الاحتلال الصهيوني أنه تم اكتشافه عن طريق العوامل الجوية، وأعلنت بعض الصحف العبرية أن مزارعا هو الذي اكتشف النفق؛ وبدأ العمل من حينها في البحث عن محور سيره وفتحته داخل الأراضي المحتلة، وهو ما يؤكد رواية كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" بهذا الخصوص، وليس عن طريق المخابرات الصهيونية كما ادعت سلطات الاحتلال في بادئ الأمر، كأن المقاومة جعلت شعارها "إذا لم نكن نستطيع مواجهة طائرات العدو، فلمَ لا نحفر الملاجئ والأنفاق تحت بيوتنا وننشأ طرقا سهلة للنزول لها؟" لمَ لا تكون المدارس والمقرات والمشافي تحت الأرض؟!

وفى ظل العدوان الغاشم التي تشنه قوات الاحتلال الصهيوني شبه يوميا، وحملات اعتقالات ومداهمات طالب؛ وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان حكومته بإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل كما كان سابقا؛ ردا على قصف المقاومة لمستوطنات غلاف غزة.

يذكر أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس قصفت مستوطنات الاحتلال بوابل من الصواريخ وصل عددها لـ90 صاروخا، وأطلقت السرايا على العملية "كسر الصمت".

وشددت المقاومة الفلسطينية على أن هذه العملية ستبقى مستمرة متى استمر العدوان، منبها إلى أن العملية ستأخذ أشكالا جديدة.
والحقيقة أن جيش الاحتلال الصهيوني لم يتوقف عن ممارسة عدوانه منذ حربه الأخيرة على غزة قبل عامين، والتي خلفت أكثر من ثمانية آلاف شهيد وجريح، وتدمير قطاع غزة على نطاق واسع، فيما لا يزال القصف وسقوط الشهداء والجرحى مستمرا، لكن "إسرائيل" وجدت فرصتها وحجتها في تصفية المقاومة الفلسطينية، فهل تلك المجريات التي تتدحرج مثل كرة الثلج بمثابة التمهيد للعدوان الجديد أو لعملية الرصاص المصبوب2، أو كما أعلنها مجرمو الحرب في تل أبيب قبل عام بـ"بكاء الرجال والبدء في استهداف رموز المقاومة والفصائل الأخرى؟

إن المرحلة تنذر بمواجهة جديدة من القتل والتصعيد قد تندلع ضد أبناء قطاع غزة بهدف تسخين الساحة وخلط الأوراق؛ حتى يغطى الاحتلال على أزمتها الحقيقية الداخلية والخارجية بتعنتها أمام العالم والمؤسسات المطالبة له بوقف الاستيطان وإنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل تام؛ فمن المؤكد أن العقلية الصهيونية تضع خيار الحرب على سلم أولوياتها .

وفي إطار الحملة الدعائية والتحضيرات التي يجري الإعداد لها على نار هادئة في الهيئات والأروقة الدولية التي ستترك مأساة إنسانية وفق الرؤية الصهيونية، والخشية من إعلان الاحتلال عن مئات القتلى في صفوفها لشرعنة العدوان والانتقام من هول وفظاعة الجريمة بتوسيع نطاقها من حيث الكم والحجم.

بالتالي يتضح أن هناك جملة من المتغيرات تحدث على لوحة الشطرنج، تجعل المرء يتساءل عن قرب العدوان أو طريقته لإحداث تغيير مفاجئ، وغالبا ما تتم تلك الأحداث والمفاجآت بإحداث أي تقدم على المسار السياسي الفلسطيني، فما يجري على أرض غزة ربما يعوق مشروع السلام برعاية الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.