أطفالنا والعصبية

  • 171
طفل عصبي

كيف نتعامل مع طفل عصبي وصعب المزاج؟!

الأمر ليس بالصعوبة المتوقعة؛ لأن تربية الطفل العصبي لا تختلف عن تربية الأطفال الآخرين، سوى أنها تحتاج للصبر والفهم الدقيق لنفسيته، وعلى الأم والأب أن يملكا هذه المهارة إن أرادا النجاح في المهمة.
أولًا: لابد أن يتخلى الآباء والمعلمون عن القسوة في معاملة الطفل أو ضربه أو توبيخه أو تحقيره؛ حيث إن هذه الأساليب تؤثر في شخصية الطفل وتزيد من السلوك هذا ولا تنتج لنا إلا العصبية والعدوانية في جميع تصرفات الطفل.
لماذا يُعاني بعض الأطفال مِن العصبية؟
إن الأسرة تؤثر في شخصية الطفل تأثيرًا كبيرًا؛ فنوع العلاقات السائدة في الأسرة يحدد إلى مدى كبير أنواع شخصية الطفل، فقد يكون فِكر الطفل عن نفسه مِن واقع علاقاته بالأسرة أنه يرى نفسه محبوبًا ومرغوبًا فيه، فينشأ راضيًا عن نفسه، وقد يكون فكره عن نفسه أنه غير محبوب منبوذ، فينشأ غير راضٍ عن نفسه وغير واثق بنفسه، فتسود حياته النفسية التوترات والصراعات التي تتميز بمشاعر الضيق والعصبية، ويرى العلماء أن أهم أسباب عصبية الأطفال هو الشعور بالعجز والشعور بالعداوة، وذلك نتيجة حرمانهم مِن الدفء العاطفي في الأسرة، وسبب ذلك هو قسوة الآباء أو التفرقة بين الإخوة.
فإليك عزيزتي الأم المربية بعض الخطوات لتتغلبي على هذه المشكلة:
أولًا: عدم التفريق بين الأبناء في المعاملة أو تفضيل الذكور على الإناث، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، في الحديث الذي يرويه البخاري عن عامر قال: سمعت النعمان بن بشير رضي الله عنهما وهو على المنبر يقول: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أعطيت ابني مِن عمرة بنت رواحة عطية، فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله قال: «أعطيت سائر ولدك مثل هذا» قال: لا. قال: «فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم» قال: فرجع فرد عطيته.
ثانيًا: البُعد عن إرغام الطفل على الطاعة, واللجوء إلى دفء المعاملة اللينة والمرونة في الموقف, فالعناد اليسير يمكن أن نغض الطرف عنه، ونستجيب لما يريد هذا الطفل، ما دام تحقيق رغبته لن يأتي بضرر، وما دامت هذه الرغبة في حدود المقبول.
ثالثًا: عدم وصفه بالعصبية على مسمع منه, أو مقارنته بأطفال آخرين بقولنا: «إنهم ليسوا عصبيين وغير مهذبين مثلك».
رابعًا: امدحي طفلك عندما يكون جيدًا، وعندما يُظهر بادرة حسنة في أي تصرف, وكوني على معرفة بقدر استيعاب طفلك للأمور.
خامسًا: يجب إشباع حاجات الطفل النفسية، وهي شعور الطفل بأنه محبوب مرغوب فيه؛ حتى يشعر بالطمأنينة، ولكن يجب ألا تصل إلى حد التدليل الزائد.
وأخيرًا: على كل أم أن تفهم شخصية طفلها قبل أن تحكم عليه وتسبب له ضيقًا نفسيًّا يؤثر على حياته في المستقبل .. أسأل الله أن يصلح أبناءنا جميعًا .. اللهم آمين.