"جنيف 6" بلا نتائج.. ومراقبون يحذرون من كارثية الأوضاع في سوريا

  • 56
المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا


أكد معارضون سوريون أن الجولة السادسة من مفاوضات جنيف لن تخرج بنتائج جديدة، محذرين من كارثية الوضع السوري على المستوى الإنساني.


وقال ميسرة بكور، الكاتب والباحث السوري، إن بشار الأسد أعلن في مقابلة له منذ أيام أن جنيف ومبادئها ما هي إلا "شو إعلامي"، وعبارة عن بروتوكولات، فكان ذلك بمثابة استخفاف منه بالعالم أجمع.


وشدد بكور في تصريح خاص لـ "الفتح"، على أن كل المعطيات الحالية على أرض الواقع في سوريا تفضى إلى مزيد من التوترات والحروب والتهجير القسري للمدنيين العزل، مضيفًا أن الجولة السادسة من المفاوضات "لا تسمن ولا تغني من جوع"؛ لأن الحاكم فيها الغرب الذي من مصلحته استنزاف الشعوب العربية واقتتالها.


 واستنكر خطاب بشار الأسد الذي قال فيه إنه "لن يتنازل عن السلطة"، مضيفًا: "هو لا يملكها من الأساس، بل هي في يد إيران وروسيا، وهما الحاكمان الفعليان اللذان يديران الحرب.


وأكد أن النظام الحالي لن تجدي معه مؤتمرات "الآستانة" أو "جنيف"، مضيفًا: "السيف أصدق أنباء من الكتب".


وأضاف تيسير النجار، المعارض والمحلل السوري، أن اتفاقات "جنيف" تقصي طرفًا على حساب الآخر؛ لذا فإن الأوضاع لا تنبئ بخير لكنها تأتي ضمن سلسلة مهازل من المهاترات التي تحدث خلال المؤتمرات، في حين أن النظام الحالي ما يزال مصرًا على إنكار جرائمه رغم أن دماء الأطفال لم تجف بعد، ونظام بشار لا يريد إظهار "جنيف" من الأساس لتحويل الأنظار إلى "الآستانة" لكي يضع هو الشروط التي تتناسب معه؛ لأن المشرف عليها هو الأب الأكبر "روسيا"، كما أن بشار لا يريد إيقاف الاقتتال، بل يريد استمرار الانتهاكات.


وأشار النجار في تصريح خاص لـ "الفتح"، إلى أن اتفاق أنقرة هو الوحيد الذي توصل إلى قرار وهو وقف إطلاق النار لكنه لم يفعل على أرض الواقع، ووجدنا أن هناك قصفًا وغارات، وكأن القرار لم يصدر من الأساس، ووجدنا روسيا تُغِير على بعض المناطق المدنية بحجة أنها تابعة لتنظيم "داعش" المتطرف، وهي بعيدة كل البعد من حيث المسافة عن هذا التنظيم، مؤكدًا أن النظام لا يريد الحل السياسي ولا يجنح له.


 وأوضح المعارض والمحلل السوري أن المتحكم في زمام الأمور هي دولة الملالي في عاصمتها "قم"، كما أن ما يحدث عبارة عن تغيير للديموغرافية، ويتم تهجير الشعب قسريًا، وجبال القلمون خير شاهد على ذلك لكي يتم تأمين خطوط الإمداد الخلفية؛ لأن الوضع في لبنان مع حزب الله ينبئ عن تغيرات مرتقبة في الخطة السياسية للبلاد، بالإضافة إلى قصف مضايا والزبداني ليكون هناك ظهير قوي والإستيلاء عليه بعد ذلك من أهم الأهداف الحالية.


ولفت عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف السوري في القاهرة، إلى أن الوضع الحالي لا يحتاج إلى "جنيف" أو "الآستانة" بل هو في حاجة ماسة إلى حل ووقف إطلاق النار الفوري؛ فهناك المئات يقتلون من الأطفال والنساء ولا يقدم المجتمع الدولي إلا التعاطف الوقتي ثم تعود الأمور إلى ما هي عليه بل أسوأ، واللعبة في سوريا تحكمها الطائفة النصيرية الشيعية التي ترتوي من دماء الشعب السوري، كما أنها تعمل على تضييع الشعب أكثر من ذلك.


وقال الحلواني لـ "الفتح"، إن "جنيف 6" مثل "آستانة 6" فليست هناك حلول أو قرارات صارمة للوضع الكارثي، بل تضفي مزيدًا من السوء على أرض الواقع، بجانب أن بشار الأسد خائن لبلاده ودينه فلن يعترف بقرارات أو عهود ومواثيق، وليس هناك حاكم فعلي لسوريا سوى السلاح، وبشار لن يسقط إلا بالقوة، و"جنيف" لا تسمن ولا تغني من جوع.