• الرئيسية
  • الأخبار
  • وهم الديمقراطية.. "خامنئي" يُدلي بصوته من منزله.. وانتخابات الرئاسة الإيرانية في قبضة المرشد! "ملف"

وهم الديمقراطية.. "خامنئي" يُدلي بصوته من منزله.. وانتخابات الرئاسة الإيرانية في قبضة المرشد! "ملف"

  • 129
خامنئي

 

ننشر خريطة المرشحين الستة في انتخابات الرئاسة الإيرانية

"نجاد" رفض أوامر خامنئي بعدم الترشح.. فرفضه مجلس صيانة الدستور

ملفات شائكة داخليًا وخارجيًا في انتظار الرئيس الجديد

"العتوم": المرشد الأعلى والحرس الثوري اتفقا على المرشح المتشدد "رئيسي"

"خامنئي" يُدلي بصوته من منزله.. وانتخابات الرئاسة الإيرانية في قبضة المرشد! 

هل ستتغير سياسة "إيران" الطائفية مع الانتخابات الرئاسية؟


أقر مجلس صيانة الدستور في إيران أهلية 6 مرشحين لانتخابات الرئاسة المقبلة، من أصل 1600 مرشح، مستبعدًا الرئيس السابق أحمدي نجاد من الترشح للانتخابات، بعد أن رفض نجاد توصيات المرشد الإيراني علي خامنئي بعدم الترشح.

مشاهد من قلب إيران تشير بأن هناك ديمقراطية وحرية اختيار، في حين يشهد الواقع السياسي والتجارب الانتخابية السابقة أن مراحل التصفية التي يمر عليها المرشحون تُفرز عددًا تحتويه عباءة المرشد، وفي النهاية "لا فوز إلا من اتفق عليه المرشد الأعلى مع الحرس الثوري".


بدأ الإيرانيون، الجمعة، التصويت في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، والمعمم  الشيعي إبراهيم رئيسي.

وأدلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، بصوته، ودعا مواطنيه إلى التصويت "بكثافة وفي أبكر وقت ممكن".

وقال خامنئي قبل أن يدلي بصوته في منزله في طهران "عندما نقوم بعمل جيد علينا الإبكار بذلك قدر الإمكان".

وأضاف "مصير البلاد بين أيدي الإيرانيين الذين يختارون رئيسا للسلطة التنفيذية" -على حد قوله-. 

الرئاسة.. هبة المرشد لأحد معاونيه

 قال نبيل العتوم، مدير وحدة الدراسات الإيرانية بمركز أمية، إن هناك اصطفافًا غير مسبوق للتيار المحافظ مدعوم بمرشد الثورة خلف إبراهيم رئيسي على اعتباره مرشح التيار المحافظ.

وأضاف العتوم لـ "الفتح"، أنه رغم منافسة روحاني لرئيسي فإني أتوقع أن الأمر سيحسم لصالح التيار المحافظ؛ فبحسب التجارب السياسية في إيران كان هناك 7 رؤساء لإيران بعد الثورة، 4 نجحوا في دورتين متتاليتين، و3 لم ينجحوا إلا لدورة واحدة؛ مشيرًا إلى أن حسن روحاني سينضم للتيار الذي سيُهمش لعدة اعتبارات.

وعدد العتوم -الذي نال الدكتوراه في العلوم السياسية من طهران- الاعتبارات التي ستهمش من روحاني قائلًا: إن من سيرشح في هذا المنصب خلال هذا التوقيت الدقيق من تاريخ إيران سيكون له دور مهم ومحوري في اختيار المنصب الأهم والأرفع في جمهورية إيران وهو منصب المرشد الأعلى.

وأضاف أن كثيرًا من التحليلات تشير إلى انهيار صحة المرشد المصاب بسرطان البروستاتا، الذي وصل إلى مرحلته الرابعة والنهائية، موضحًا أن منصب الإرشاد سيحسم من خلال الانتخابات المقبلة، لافتًا إلى الدور المحوري للرئيس في اختيار هذا المنصب الحيوي في السياسة الإيرانية سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي.

وأردف أنه حسب رصدي للخطوات التي صار بها "رئيسي" كانت خطوات تشير بأن المرشد بات يهيئ هذا المنصب لإبراهيم رئيسي تمهيدًا لمنصب الإرشاد.

وأشار العتوم أن المرشح رئيسي تم تقديمه خلال السنة الماضية بعدد من الخطوات بتوجيه من المرشد، حيث تم ترقيته إلى رتبة آية الله، وإعطاؤه منحة تقديم دروس بالخارج، مشيرًا إلى أن المرشد هو الذي يعطي هذه الدروس بنفسه؛ منوهًا بأن "رئيسي" تمت ترقيته إلى منصب سادن العتبة الرضوانية، وهو من أخطر المناصب السياسية والاقتصادية، حيث يشرف على 54 شركة مهمة ومحورية ضمن الاقتصاد الإيراني، ولها علاقة بالحرس الثوري الإيراني، وكذلك إعطاؤه هامشًا لمخاطبة الحرس الثوري بشكل مباشر.

واستطرد مدير وحدة الدراسات الإيرانية، أن الاختلافات الداخلية تشير بان هناك حرية ترشيح، مشددًا على أن التسويات في نهاية المطاف بين المرشد والحرس الثوري والمصالح العليا هي التي تحدد من سيرأس البلاد، منوهًا بأن الأمر مع كل هذه الإجراءات الظاهرية لا تعدو كونها منحة أو هبة من مرشد إيران، مشيرًا إلى  تجربة الانتفاضة الخضراء في انتخابات 2009.



خريطة المرشحين الستة

حسن روحاني

الرئيس الحالي حسن روحاني يبلغ من العمر 68 عامًا، حائز على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة كاليدونيان في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.

وصل روحاني إلى سدة الحكم في عام 2013، بعد أن وعد ناخبيه بالإصلاح والتغيير، وكان إنجازه الأكبر منذ توليه المنصب التوصل إلى اتفاق مع القوى الدولية في عام 2015 أنهى المواجهة معها بشأن برنامج إيران النووي.


إبراهيم رئيسي

معمم شيعي محسوب على التيار المحافظ، قضى السنوات الماضية خارج الأضواء، وكان يعمل في السلك القضائي، وتربطه بقيادة الحرس الثوري علاقات قوية، وينظر إليه على أنه المرشح المفضل للتيار المتشدد، ومن المرجح أن يكون المنافس الأقوى لروحاني.

رئيسي حائز على شهادة الدكتوراه في الفقه الشيعي، وكان له صعود سريع في السلك القضائي، وفي عام 1988 كان رئيسي واحدًا من القضاة الأربعة الأعضاء فيما أطلق عليه "لجنة الموت"، التي كانت تقرر مصير الآلاف من معتقلي المعارضة الذين أعدموا عند انتهاء فترات محكومياتهم، وتعد تلك الإعدامات من الأحداث الأكثر سرية في تاريخ إيران.


محمد باقر قاليباف

أصغر المرشحين عمرًا في الانتخابات الرئاسية الحالية هو محمد باقر قاليباف، وهو طيار يبلغ من العمر 55 عامًا وقائد سابق في القوة الجوية التابعة للحرس الثوري؛ قاليباف معروف للإيرانيين إذ تولى منصب رئيس بلدية طهران منذ عام 2005، وهذه ثالث محاولاته للترشح للرئاسة، وقد حل قاليباف ثانيًا بعد روحاني في انتخابات عام 2013 وحصل على 16% من مجموع الأصوات.

أسحق جهانغيري

أسحق جهانغيري يحسب على التيار الإصلاحي، وهو نائب الرئيس الحالي حسن روحاني، ويعتقد الكثير من المراقبين أنه رشح نفسه لمساندة الرئيس الحالي، وتوفير صوت  إضافي.

مصطفى ميرسليم

المرشح مصطفى ميرسليم، يعد من السياسيين المحافظين المتشددين، والذي يحظى بدعم المحافظين التقليديين، وقد شغل منصب وزير الثقافة في أواسط تسعينيات القرن الماضي، واشتهر بتعامله القاسي مع الإعلام المستقل إذ أغلق عدة مطبوعات موالية للتيار الإصلاحي.

مصطفى هاشمي طبا

المرشح مصطفى هاشمي طبا من المرشحين الذين لا يحظون بشهرة في أوساط الناخبين الإيرانيين، وشغل منصب وزير الصناعة والتعدين في ثمانينيات القرن الماضي، وأصبح لاحقًا رئيسًا للجنة الأولمبية الإيرانية.

ملفات شائكة تنتظر الرئيس المقبل

الذي سيحسم المنافسة لصالحه سيواجه ظروفًا داخلية وخارجية بالغة الصعوبة والتعقيد؛ ففي الخارج إيران مهددة بالعزلة الدولية، والمزيد من العقوبات على وقع تهديدات الإدارة الأمريكية الحالية بمراجعة الاتفاق النووي، وفتح الأنشطة العسكرية التي تصفها واشنطن بالإرهابية لجنرالات الحرس الثوري.

وعلى الصعيد الداخلي فالرئيس القادم سيكون أمام اختبار صعب، إذا ما فرغ منصب المرشد الأعلى، وهو أمر متوقع بسبب مرض خامنئي الشديد، بالإضافة إلى تصاعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية عقب زيادة نسبة البطالة في البلاد وارتفاع معدل التضخم، وليس الشق السياسي بأحسن من سابقيه، فطهران مُستنزفة في كل من اليمن وسوريا والعراق وغيرها.

من جانبه، قال صلاح أبو شريف، الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، إن الشعب الإيراني يعاني من الفقر والبطالة في ظل انشغال الطبقة الحاكمة في إيران بإدارة الصراعات الخارجية في دول الجوار، من أجل تحقيق سراب الإمبراطورية الفارسية المزعومة.

وأضاف أبو شريف في تصريح خاص لـ "الفتح"، أن الشعب الإيراني قال كلمته في انتخابات العام 2009 بعد أن فرض المرشد الأعلى خامنئي أحمدي نجاد رئيسًا للبلاد بالتزوير، فخرجت جماهير الشعب تندد بديكتاتورية المرشد وتطالب بالتغيير، مشيرًا إلى وحشية النظام في التعامل مع المتظاهرين، فقد أطلق العنان لقوات الباسيج لسحق المتظاهرين فيما عُرف حينها بـ "الثورة الخضراء".

ولفت إلى أن الحرس الثوري يسيطر على الشركات الكبرى بالبلاد، وأن أرباحًا طائلة تُجنى من إدارة هذه الشركات، في الوقت الذي يجني فيه الشعب الفتات؛ مضيفًا: بعد الاتفاق النووي بين طهران ودول "5+1" رُفعت العقوبات جزئيًا عن البلاد، وبشر روحاني حينها بمستقبل أفضل ومردود حالي على الاقتصاد والواقع، مؤكدًا أن الشعب لم يجنِ غير التصريحات البراقة والوعود الزائفة.

من جهته قال مصطفى هاني إدريس، المحلل السياسي السوري، إنه منذ بداية الانتفاضة في سوريا، اعتمد بشار الأسد على الدعم الإيراني، مشيرًا إلى أن هذا الدعم تزايد في فترة تولي الرئيس الإيراني حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي.

وأضاف إدريس أن إيران ستعمد إلى إبقاء الأوضاع على ما هي عليه بسوريا، منوهًا أن هذه السياسة لن تختلف سواء كان الرئيس إصلاحيًا أو محافظًا.

أما السيد حمد شهاب طلاع، وهو باحث متخصص في الشأن الإيراني، قال إن التركيبة البنوية للنظام الإيراني تعتمد على "ولاية الفقيه"، موضحًا أنهم يعتبرون "ولاية الفقيه" مفوضة من الله سبحانه وتعالى، وينسحب ذلك على الولي الفقيه.

وأشار "طلّاع" إلى أن منصب الرئاسة في إيران  ليس له إلا المهام الخدمية، أما السياسة الخارجية فهي بيد المرشد والحرس الثوري، وهما يؤمنان بمفهوم تصدير الثورة، وتحويل المنطقة العربية المحيطة بطهران إلى منطقة نفوذ.

حكم الإصلاحيون إيران بعد المحافظين، فزادت أحكام الإعدام، وتوسع النفوذ الإيراني بالخارج، والحرس الثوري توغل أكثر فأكثر في سوريا والعراق.

هذا ما تقوله الوقائع على الأرض، لكن الذي يروج عادة أن مشاكل النظام في طهران مع جيرانه تبدأ حينما يصل المحافظون دون غيرهم لسدة الحكم.

النقاش حول مسألة كون السياسات الإيرانية تختلف باختلاف الرئيس لم تعد تأخذ الحيز الكبير داخل أوساط النخب وفي وسائل الإعلام العربية، لاسيما وأن دولًا عربية عدة عانت الحروب والدمار بسبب –كما تؤكد الأحداث- التدخلات الإيرانية العسكرية في عهد الرئيس الإصلاحي حسن روحاني المعتدل كما يوصف.

يرى المؤيدون لهذا الرأي أن منصب الرئيس في إيران منصب صوري شكلي لموظف ينفذ توجيهات مرشد الثورة علي خامنئي المسيطر بحسب الدستور على أعلى السلطات في البلاد والمتحكم بأهم القرارات، لاسيما قراري الحرب والسلم.

بينما يرى آخرون أن الرئيس الإيراني يملك مساحة قانونية تتيح له الحركة والمناورة بإطار معين في اتخاذ القرارات. 



ملف داخل العدد الورقي..