زوجة سعيدة جداً

  • 133
أرشيفية


جلسن حولها في ليلة العمر يمطرونها بنصائحهن ضاحكات ،فلمحت سخريتهن من أحلامها، وقرأت في كلماتهن وعبر رسائلهن تحذيرًا ونذيرًا مماستلقى؛ وتخويفًا مماستواجه، وأن الواقع ليس كما تحلم وتتوقع.

فهمست لهن:"ياصويحبات العمر، أنا لست أنتن، سأخوض تجربتي كما أراها أنا"،وأقبلت على حياتها الجديدة مبتهجة مطمئنة.

وانتظرن صويحباتها شكواها فلم تشتكِ،وترقبن أنينها فما توجعت، فأسرعن يسألنها:ماسرُّسعادتِك الخفي؟وكيف تداوين ماعجزناعن مداواته؟، فلم تشتكي ولم تظهري العناءمن مشكلات أودتبأحلامنا!، أجابت مبتسمة:علمت منذاليوم الأول مالم تعلمنه،وتعلمت مالم تجتهدن لتعلمِهِ، أدركتُ أنه رجل،وأناأنثى، وأن هو يختلف عن هي!

فهولايفكرمثلما أفكر، ولايشعرمثلما أشعر، لايرى ماأراه، ولايسمع ماأسمع،علمت أن عدم اهتمامه بالتفاصيل ليس عمدًامنه لتجاهلي، ولكن لأنه لايرى تلك التفاصيل.

وحين يغضب أويحزن فيجلس منفردًا، ليس عدم رغبة بي، ولكنه هكذايهدأ، غصت في أعماقه لأرى كيف يفكر؟، وبماذا يهتم؟، وسمحت له أن يغوص بأعماقي ليرى داخلي،عبرت له عما أريد، تخليت عن عنادي فتخلى عن أنانيته.

وعيت حقوقه وواجباته دون إفراط ولا مهانة، وفتحت له باب عقلي وفكري وقلبي ليرى حقوقي وواجباتي،قبل كلٌ منّاالآخركماهوباختلافه، أعطى كلانا للآخرمايحتاج في الوقت الذي يريد؛كيفما يحتاج، احترم كل مناعقل ووجدان الآخردون تسفيه، تناغمنا وتعاهدنا على البذل معًا، فهمنا أن نجاح أحدنا هونجاح لناجميعًا،قدّركل منا كيان الآخرالمستقل، وأحببنا كياننا المشترك معًا، فصرت بوعيي لنفسي واستيعابي له زوجة سعيدة جدًا.