الجامعة العربية تدعو لمضاعفة جهود حماية التراث الثقافي العربي

  • 102
ابو الغيط ـ ارشيف

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ضرورة مضاعفة الجهود للاستمرار في حماية التراث الثقافي العربي المهدد جراء عمليات التدمير والنهب والسرقة.


وخص خلال كلمته أمام الاحتفال بيوم المخطوط العربي، تحت عنوان "التراث في زمن المخاطر"  اليوم الاثنين، بمقر جامعة الدول العربية، والتي ألقتها نيابة عنه  السفيرة هيفاء ابو غزالة، الأمين العام المساعد، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، إرث المخطوطات المهدد والمُرحل الذي ينبغي العمل على حمايته واسترداده سواء أصول هذه المخطوطات أو مصوراتها، وانشاء فهرس عربي موحدٍ لها، ووضع الأطر القانونية لمنع سوء التصرف بها والحفاظ عليها.


ودعا الدول العربية الى الاستئناس بالقانون النموذجي لحماية المخطوطات في البلدان العربية الذي أقره وزراء الثقافة العرب عام 1987 باعتباره قانونا نموذجيا لحماية المخطوطات وصيانتها وترميمها والحيلولة دون تشويهها وتسربها، وذلك لوضع تشريعات قانونية للحفاظ على تراثنا المخطوط باعتباره ثروة قومية كان له دور فاعل في صنع الحضارة الانسانية.


وقال إن منطقتنا العربية شهدت عبر التاريخ حروباً ضارية أثرت سلباً على تراثها المخطوط، اذ كان يتم تدمير المخطوطات اما اغراقا او حرقا، كما تعرض هذا التراث للسرقة والترحيل الى الخارج.


وأضاف، أن نهايات القرن الحادي عشر الميلادي شهدت أول وأكبر عملية اعدام للتراث المخطوط في الشام ومدنه، حيث دمرت الحملة الصليبية الأولى مائة ألف مخطوط من المخطوطات النفيسة في مجالات العلوم والادب والفلسفة والفلك.


وتابع قائلا: في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي اجتاح المغول بغداد –أكبر عاصمة للمخطوطات في العالم-، وقاموا بإغراق تراثها المخطوط في نهر دجلة. وأشار إلى أنه مع نهاية القرن الخامس عشر الميلادي شهدت الأندلس جريمة أخرى اُرتكبت في حق التراث المخطوط حيث تم احراق مليون مخطوطة في كل من قرطبة وغرناطة.


وقال إنه مع الأسف تواصل التدمير الممنهج لإرث المخطوطات فى بدايات القرن الحادي والعشرين الميلادي مع الاحتلال الأمريكي للعراق واجتياح المتحف الوطني بالدبابات وتم تدمير المخطوطات وتهريبها الى الخارج.


ولفت إلى  الدمار الذي حلّ بسوريا، حيث نال الارهاب الغاشم من التراث، ودُمر التراث المخطوط في مدينة حلب جراء القصف المستمر للمساجد والمكتبات الحاضنة لهذا التراث، مذكرًا بفلسطين التي وقع تراثها المخطوط في براثن الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بتشويهه وطمسه وتزويره واستخدامه في دعم مزاعمه الباطلة.


حضر الفاعلية الدكتور أحمد الشوكي ممثل وزير الثقافة بجمهورية مصر العربية


و الدكتور عبد الفتاح العواري – ممثل فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر الشريفة، والدكتور فيصل الحفيان – ممثل المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.


 وأضاف أبو الغيط، أن جامعة الدول العربية تحتضن فعاليات هذا اليوم لأول مرة؛ هذه المبادرة الطيبة التي أقرها الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي عام 2013 وتبنتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم باعتماد الرابع من شهر أبريل من كل عام ليكون يوماً للمخطوط العربي وهو يوافق تاريخ انشاء معهد المخطوطات العربية في عام 1946.


ووجه التهنئة الى هذه المؤسسة العريقة بمناسبة مرور اكثر من سبعة عقود على تأسيسها، كما أوجه التحية الى كل الشخصيات والمؤسسات الفاعلة في مجال الحفاظ على تراث المخطوط العربي وصيانته.


ووجه التهنئة الى جمهورية مصر العربية بمناسبة اعلان مدينة الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام 2017؛ هذه المدينة التاريخية العريقة التي تحتوي على سدس آثار العالم، متمنياً كل التوفيق والنجاح للفعاليات المصاحبة لهذه المناسبة طوال عام 2017 من أنشطة ثقافية تهدف إلى النهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك.


وتابع: يأتي احتفالنا بيوم المخطوط العربي تحت عنوان "التراث في زمن المخاطر" في ضوء النزاعات والصراعات الخطيرة التي تعتصر العديد من الدول العربية وتهدد الإرث الحضاري والثقافي الذي يعد أحد أهم عناصر الهوية العربية والذاكرة الحية للأمة؛ ولذلك ‏فان هذا الموروث يشكل ثروة ثقافية ووطنية يجب المحافظة عليها من التدمير والضياع والاهمال ومحاولات الطمس والتشويه.


وقال إن التراث المخطوط الذي يقدره معهد المخطوطات العربية بحوالي ثلاثة ملايين، جزءاً لا يتجزأ من هذا الموروث الثقافي والحضاري، حيث يمثل كنزا حضاريا وتاريخيا وثقافيا نظرا لما يمثله من قيمة علمية وتاريخية ويظل دائماً شاهداً على مدى تقدم العرب في مختلف مجالات العلوم.


شهد الاحتفال تكريم المؤسسات والشخصيات التي حققت انجازات وإسهامات ملموسة في مجال الحفاظ على التراث المخطوط، فكل الشكر والتقدير الى مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدولة الامارات العربية المتحدة (مؤسسة العام التراثية)، والدكتور/عادل سليمان جمال (شخصية العام التراثية)، والدكتور/ المهدى عيد الرواضية (كتاب العام التراثى)، متمنياً لفعاليات يوم المخطوط العربي كل النجاح والتوفيق.