• الرئيسية
  • مترو الأنفاق في خطر.. وخبراء: تحول من خدمة مميزة.. لـ"قطار قشاش"

مترو الأنفاق في خطر.. وخبراء: تحول من خدمة مميزة.. لـ"قطار قشاش"

  • 93
صورة أرشيفية

وأحمد عيد ومحمد أبو العز
مترو الأنفاق في خطر.. وخبراء: تحول من خدمة مميزة.. لـ"قطار قشاش"
المواطنون: نعاني من سوء الخدمة واللصوص.. والشرطة "ضيف شرف"
رئيس الهيئة: عدم ازدواج وصلة المرج الجديدة سبب الزحام!
خبير أمني: القصور الأمني والانفلات الأخلاقي عاملان للخطف والسرقة


ظل مترو الأنفاق وسيلة المواصلات الأسهل والأسرع في مصر, منذ إنشائه في الثمانينيات أثناء إشراف الشركة الفرنسية المنفذة له، وهو ينقل نحو 3 ملايين راكب يومياً, إلا أنه منذ تسلمته الإدارة المصرية في نهاية التسعينيات، بدأت الخدمة في التراجع, بسبب إهمال مسئولي وزارة النقل وكافة رؤساء الهيئة السابقين والحاليين إجراء الصيانة اللازمة للقطارات وتجاهلهم شكاوى المواطنين، واكتفاءهم بالجلوس في المكاتب المكيفة وافدلاء بالتصريحات منها لوسائل الإعلام المختلفة، دون النزول إلى أرض الواقع ومعايشة الركاب في إحدى رحلات المترو.
وبات خط المترو "المرج- حلوان" أشبه بالقطار السكة الحديد القشاش بل أسوأ، الركوب فيه يمثل مغامرة غير محمودة العواقب، فهو كثير التوقف بين المحطات في ظل الزحام الشديد بين الركاب المغلوبين على أمرهم، فضلاً عن حوادث السرقة والخطف والتسطيح بين عربات القطار في ظل غياب تام للأمن، بالإضافة إلى توقف ماكينات التذاكر والسلالم الكهربائية التي لا تعمل منذ تركيبها و"توريد ثمنها".
علبة سردين

"الفتح" عايشت الركاب محنتهم تستطلع آراءهم وتحاول إيصال شكاواهم المرة إلى مسئولي المترو علهم يشعرون بمعاناة المواطنين الذين ليس لهم وسيلة انتقال من وإلى أعمالهم إلا المترو لعدم قدرتهم على نفقات المواصلات الأخرى، كما استطلعت آراء خبراء في النقل والأمن حول المشاكل المستفحلة لهذا المرفق الهام.
سيد كامل عزب، عامل، قال إن المترو أصبح مثل: "علبة السردين" خاصة محطات الربط بين الخطوط مثل محطة "الشهداء"، معربا عن آمله في فتح محطتي مترو الجيزة و"السادات" لتخفيف الكثافة الجماهيرية في المحطات والزحام الشديد.
وأضاف كامل أن المشكلة لا تتعلق فقط بالمترو في الداخل ولكن كذلك على أطراف محطات المترو وخارجه حيث يوجد الباعة الجائلون، وينتشر المتسولون والبلطجية والصبية الذين يقفون بين عربيات المترو، مضيفا: "وشرطة المترو ضيف شرف".
أما أحمد عبد المنعم، موظف في أحدى الشركات الخاصة، فقد انتقد الأداء الذي أصبح عليه مترو الأنفاق، مشيرا إلى أن اللصوص يتواجدون يومياً لسرقة الهواتف المحمولة من الركاب الذين يجلسون بجانب النوافذ.
ولفت إلى أن المترو أصبح ممتلئا بالقوارض والحشرات ومستوى النظافة انخفض بشدة، موضحاً أن الخدمة التي يقدمها المترو كوسيلة مواصلات سريعة جيدة، ولكن إمكاناته تؤهله إلى الأفضل، ويقف الإهمال حائلا أمام الاستفادة من تلك الإمكانات.
فيما أبدى إبراهيم ياسين، صاحب صالون حلاقة، شكواه من تأخر المترو في الساعات المتأخرة من الليل قائلا: "مدة التقاطر تصل في بعض الأحيان لأكتر من نص ساعة"، مضيفا بسخرية: "بس أحسن حاجة أنه بالليل ما فيش ماكينات ولا تذاكر".
وطالب ياسين بزيادة شرطة المترو وتفعليها للوقوف أمام حوادث السرقة التي انتشرت، مؤكداً أن أشكال اللصوص معروفة ومألوفة إلا أن تلقي الشرطة لا القبض عليهم!
ازدواجية القضبانفي المقابل، قال الدكتور عبدالله فوزي, رئيس الهيئة القومية لمترو الأنفاق, إن استياء المواطنين من خدمة الخط الأول للمترو "المرج - حلوان", يرجع إلى أن الخط "فردي", ولابد من الازدواج.

وأضاف فوزي، أن خط المترو يسير بشكل مزدوج حتى محطة المرج القديمة فقط, وبالتالي تسبب ذلك فى الازدحام الشديد بمحطة المرج الجديدة, مشيراً إلى أن هذا ما نتج عنه مردود سلبى فى ازدحام باقي المحطات.
وشدد رئيس هيئة المترو, على ضرورة الازدواج لخط المترو وحتي نهاية الخط, موضحاً أن استمرار الخط الفردي فقط, من شأنه استمرار الزحام والمعاناة, خاصة وأنه يقل نحو 3 ملايين راكب يومياً.
وكشف فوزي عن أن الفترة الزمنية بين كل قطار والذي يليه يجب ألا تتجاوز مدة الـ10 دقائق, وألا تتعدى رحلة القطار منذ إقلاعه من محطة المرج وحتى حلوان لأكثر من 75 دقيقة فقط، مشيراً إلى أن غير ذلك يعتبر خللاً كبيراً في عملية التشغيل.
ولكنه لم يوضح من المسئول عن تحسين الخدمة والعمل على تحسين خطوط السكة للمترو!
تجاهل الأمن
وعن انتشار البلطجة والتسطيح فوق قطارات المترو, أكد أنه طالب مراراً وتكراراً من الأجهزة الأمنية تأمين محطات المترو "من تلك الأمور المهينة والمشينة التي تضر بالمال العام, إلا أنه لم تتم الاستجابة بعد".
وأشار إلى أن الوضع العام وتعدد التظاهرات والمطالب أثر بشكل سيئ على خدمة المترو, معترفاً بانتشار البلطجة وكثرة الانتهاكات, التي لا يستطيع مواجهتها, بالإضافة إلى عمليات الخطف والسرقة والتليفونات المحمولة من الراكبين أثناء تحرك القطار".
ماكينات لا تعمل
وعن توقف ماكينات التذاكر الخاصة بمرور المواطنين والسلالم الكهربائية, أرجع فوزي ذلك إلى الخارجين عن القانون على مرأى ومسمع من الجميع, مضيفاً أنه تم إصلاح تلك الماكينات عديد المرات, إلا أنه تم تكسيرها بعد ذلك نتيجة أمور البلطجة وعدم إدراك البعض الصالح العام والحفاظ علي ممتلكات الدولة.
ورفض رئيس المترو إصلاح أعطال الماكينات أو السلالم الكهربائية فى ظل توردي الوضع الأمني حاليا، مشيراً إلى أنه بعد عودة الأمن يمكن إصلاح تلك الأعطال.
صيانة متوقفة
أما أحمد الراوي، أمين لجنة النقل بمجلس الشورى السابق، فأوضح من جانبه، أن مشكلة المترو تكمن في نواح فنية تتعلق بالتشغيل والصيانة، وهي ترجع إلى الجودة السيئة لقطع غيار المترو للدرجة التي يتوقع معها أن يكون مثل قطار "القشاش"، أما الناحية الأخرى فتتعلق بالنواحي التنظيمية مثل غياب الأمن وتأخر مواعيد الإقلاع والسلوكيات الخاطئة للمواطنين.
ورأى الراوي أن الحل في الناحية التنظيمية يكمن في زيادة القطارات لتقليل الضغط ومواعيد التقاطر، وزيادة العربات في المترو نفسه.
وأشار إلى أنه ليس هناك داع لرفع سعر تذكرة المترو، لأننا إذا استغلينا المترو استغلالا صحيحا يمكن أن تصبح التذكرة مجانا، فيمكن أن نستغل المساحات باستخدامها في الدعاية والإعلان، حيث أن هناك 2 مليون راكب يوميا، كما أنه يمكن أن يكون هناك كافيتريات تقدم وجبات ومشروبات وبالتالي تُدر دخلا كبيرا للمترو.
وأضاف أن رفع السعر لابد أن تتبعه زيادة في الخدمة، ولكن الهيئة ليست مستعدة لذا وسيسبب سخط الجمهور.
سوء الإدارة
فيما أكد أستاذ بقسم النقل والمواصلات بجامعة القاهرة، رفض ذكر اسمه، أن أزمة المواصلات ليست فى المترو فحسب، بل فى جميع المواصلات العامة الأخرى بسبب سوء الإدارة وتجاهل المسئولين، محملا المسئولية للموظفين والعاملين بهيئات النقل المختلفة وعلى رأسها رئيس هيئة المترو الحالي.
وأضاف أن هناك خللاً بالغاً بهيئة المترو، بسبب سوء الإدارة وعدم كفاءة العاملين به خاصة الإداريين، مما أدي إلى ضعف وتآكل الخدمة شيئاً فشيئاً، كما أن هناك خلل فى منظومة النقل بالقاهرة كلها.
وأوضح أستاذ النقل، أنه لابد من إيجاد حلول سريعة وناجزة لمشاكل المترو المتردية يوماً تلو الآخر، من خلال وضع جدول زمني بحضور متخصصين ذوي كفاءات فنية، حتي يتم تطويره فنياً وإدارياً وعلمياً.
وأكد أنه يمكن أن يعطي دخلاً كبيراً للدولة، ليس من التذاكر فقط، وإنما هناك أشياء أخرى مثل الإعلانات والمساحات المجاورة لمحطات المترو والتي يستغلها الباعة الجائلون وغير ذلك.
قصور أمني
وعن حالات السرقة والخطف والتحرش, قال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن هذا بلاشك يرجع إلى القصور الأمني الواضح، مما يتطلب ضرورة الانتباه إليه بأقصي سرعة.
وأوضح مسلم، أن الوضع الحالي وعدم الاستقرار الذي تعيشه البلاد عامل رئيسي في ذلك، مشيراً إلى أن ما يحدث داخل بعض محطات المترو ليس وليد اللحظة وإنما منذ ثورة يناير.
وألمح الخبير العسكري، إلى أن هناك طفرة كبيرة فى الانفلات الأخلاقي أيضاً لدي البعض وعدم الإحساس بالمسئولية الوطنية.
ووصف ما يحدث داخل محطات المترو والوضع الأمني المتردي بالقصور الأمني، مطالباً بإعادة تنظيم قطاع شرطة النقل والمواصلات، وألا يتم تركيز وزارة الداخلية على الأماكن العامة الأخرى فقط، وترك ذلك المرفق الهام ذي الدخل القومي هكذا مشاعا للخارجين على القانون والمفسدين.
وشدد على ضرورة توفير كافة الأجهزة التكنولوجية الحديثة في أسرع وقت ممكن لرجال الشرطة، من خلال وضع روشتة واضحة وعاجلة من قبل الحكومة لعلاج ذلك الخلل وعدم ترويع المواطنين أثناء ذهابهم أو عودتهم من عملهم.
أما قال العميد عصام كمال، الخبير الأمني، أن هناك خلل أمني في كافة أنحاء البلاد بصفة عامة وبعض المؤسسات بصفة خاصة ومنها خطوط المترو، والذي يتعرض للبلطجة والسرقة وتكسير محتوياته وأجهزته.
وأوضح كمال، أن هناك تقدم للأمن إلا أنه لم يصل بعد الى المستوى المرضى عنه، ولم يحقق الأمن والأمان المنشود والذي يحتاجه المواطن، مشيراً إلى أنه يؤيد وجود الكمائن واللجان على الطرق، ولكن مازال الأمن الجنائي يحتاج إلى الكثير جدا من الاهتمام من وزارة الداخلية.
وتابع: أن البلطجية مازالوا يمارسون نفوذهم على مناطق كثيرة تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية فى كل مكان دون التعرض لهم وليس المترو فقط.
وألمح الخبير الأمني، إلى أن عناصر البلطجة يظنون في بعض الأوقات أنهم أقوى من رجال المباحث والذين يفضلون عدم الدخول فى مشاكل معهم.
تنفيذ الأحكام
وكذلك منظومة تنفيذ الاحكام والتي لا تؤدى عملها على الوجه المطلوب، وبالتالي أصبحت احكام المحاكم حبراً على ورق ولا تطبق على أرض الواقع وباتت تهدد مصالح الدولة.
وشدد كمال، على ضرورة الضرب بيد من حديد مع المخربين، مؤكداً أن ما يحدث وما نسمع عنه بمحطات المترو ينذر بالقلق، كما أنه يهدد مصالح الدولة، مضيفاً أن هناك أشخاص عليهم أحكام قاربت على السقوط ويترددون على أقسام الشرطة وغيرها دون التعرض لهم.