حقيقة ليتنا نعقلها !

  • 154
أرشيفية



هناك حقيقة قد غفل عنها كثير منا، وهي حقيقة واضحة في القرآن وجلية لا تخفى على ناظر في كتاب الله, هذه الحقيقة هي أن نعلم أنه قد جرت سنة الله في خلقه أنه لا يغير حالًا نزل بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم, هذه هي الحقيقة التي لا مفر منها ولا مهرب لمن أراد التمكين والكرامة، فلن ينصرنا شخص ولن ترفعنا هيئة ولن يكرمنا مجلس إلا إذا أكرمنا الله, أما إذا أهاننا الله فما لنا من مكرم: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}.

وإننا نرى الأحداث تتلاحق في أمتنا الإسلامية, تسقط أنظمة, وتتهاوى أبنية, و تفنى أشخاص, ومع كل هذا تتعلق قلوب الناس بالأحداث مؤملة خيرًا من ورائها, ونحن نأمل هذا, لكن ينبغي أن نواجه أنفسنا بحقيقة قرآنية: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ}، لابد من عودة حميدة إلى الله وكتابه وسنة رسوله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تبايعتم بالعينة وتبعتم أذناب البقر, وتركتم الجهاد في سبيل الله يوشك الله أن يضرب عليكم ذلًا لا ينزعه عنكم حتى تعودوا إلى دينكم"، ولقد قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، والله سبحانه يقول: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
هذه الحقيقة القرآنية والسنة الربانية التي لا تتغير ولا تتبدل, {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} فلا تعلق قلبك بغير هذا, وأن ندرك أننا لابد من أن ننصر الله في أنفسنا, وفي حياتنا, حتى يمكن الله لنا.