هل تستفيد السعودية من دراسة التجربة الماليزية لتحقيق طفرة اقتصادية؟!

  • 56
أرشيفية

قالت صحيفة "سبق" السعودية إن إدراج ماليزيا ضمن الجولة الخارجية لخادم الحرمين الشريفين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي انطلقت أمس الأحد، لم يكن بالأمر التقليدي، وإنما جاء وفق رؤية عامة، تسعى إلى تعزيز المكاسب المتوقعة للزيارة، التي ستشمل أيضاً كلاً من إندونيسيا، وبروناي، واليابان، والصين، والمالديف.

 

واضافت الصحيفة أن المراقبين يرون  أن وجهة خادم الحرمين الشريفين في زيارته هذه المرة، صوب القارة الآسيوية، وتحديداً إلى هذه الدول، تحمل مدلولات وإشارات جلية، بأن المملكة تعتزم دراسة تجارب هذه الدول في تطوير اقتصاداتها، وكيف خرجت من عنق الزجاجة، إلى آفاق رحبة، متغلبة على المشكلات الداخلية والتحديات المفروضة عليها، إلى أن تمكّنت من أن تبني نفسها بنفسها، معتمدة على جهود أبنائها وإصرارهم على صنع المستحيل.

 

وتعد ماليزيا اليوم واحدة من أهم الدول الإسلامية في شرق آسيا، فمنذ عام 1970م وهي تعمل بمنهجية عملية متطورة؛ بهدف تحسين الوضع العام لمواطنيها، خصوصاً الاقتصاد.

 

ووضع الماليزيون خططاً خمسية متعاقبة ومتدرجة الأهداف؛ للارتقاء بمستوى المعيشة لدى المجتمع، ومع العمل المتواصل استطاعت ماليزيا أن تصل إلى الحلم الذي أسهم في علاج المشكلة الاقتصادية التي يعانيها المجتمع، بالتوسع في قطاع الصناعة، وفتح مجالات واسعة للاستثمار الأجنبي، وإيجاد فرص كبيرة لتحسين مستوى الدخل للأفراد، وإيجاد فرص أكبر للعمل وتحقيق مستوى جيد للدخل.

 

وتتضمّن التجربة الماليزية، دون سواها، الكثير من الدروس المستفادة، والعبر، فقد رفضت ماليزيا الاعتراف بالأمر الواقع، الذي يقول إن أكثر من 70% من الشعب حينها دون مستوى الفقر، خصوصاً الملايين الذين يمثلون الأغلبية لسكان ماليزيا، وتواجه البلاد إشكالية ضعف الموارد، يضاف إلى ذلك أن طبيعة التضاريس فيها جبلية، ومعظم الأراضي لا تصلح الزراعة، والدخل الأوفر حظاً هو القطاع السياحي، الذي يساهم بـ 5% فقط من الدخل المحلي، ولم يتجاوز حجم تبادلها التجاري مع دول العالم عام 1975 أكثر من 4.5 مليون دولار، ورغم ذلك غيّرت من مشهدها الاقتصادي برمته، وتجاوزت تجارتها اليوم 200 مليار دولار، وهو ما انعكس على العملة الماليزية "الرينجت".