"العبادي" ينصاع لإيران.. الحشد الشعبي جزء من جيش العراقي رغم جرائمه بحق "السنة"

  • 120
أرشيفية

وسط مجازر ميليشيات الحشد الشعبي في مدينة الموصل وعدوانه على المدنيين وتعدد طرق القتل والتعذييب للمواطنين وتحديدًا أهل السنَّة في الموصل والعراق بأكملها، ومن قبل جرائم الحشد الشعبي في المدن العراقية كتكريت والفلوجة والتي لاقت ردود أفعال دولية وحقوقية غاضبة، قرر البرلمان العراقي بأغلبية شيعية دمج الحشد الشعبي في العراق والتابع للنظام الإيراني داخل القوات المسلحة العراقية وذلك بإيعاذ إيراني للرئيس العراقي حيدر العبادي وللقوى الشيعية المسيطرة على العراق.


وكأن جرائم ميليشيات الحشد الشعبي في حق العراقيين نالت إعجاب الساسة العراقيين والرئيس العراقي فقرر مكافأتهم والارتقاء بمكانتهم داخل البلاد؛ فأهداهم لباس الشرعية على عدوانهم وجرائمهم.


وفي هذا الصدد، علق الدكتور محدت حماد، أستاذ العلوم  السياسية بجامعة طنطا، والخبير في الشأن الإيراني، على قرار مجلس النواب العراقي بدمج الحشد الشعبي للقوات المسلحة العراقية، قائلًا: "دمج ميليشيات شيعية إيرانية الانتماء له تبعات خطيرة على وحدة الأراضي العراقية والعربية ويزيد الانقسام بين الأطراف العراقية".


ووصف القانون بأنه قرار صادم، سينعكس بآثار سلبية عظيمة على العراقين أنفسهم.


وأشار حماد في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن إيران أصبحت موجود بشكل رسمي في المؤسسة العسكرية العراقية، مما يثبت أقدام طهران بالعراق، ويعرض أهل السنة لمزيد من العنف والجرائم الإيرانية.


وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن ذلك القرار يعني أنه لا توجد أي احتمالات لخروج إيران من العراق، وأن أي تفكير في إبعاد النظام الإيراني عن الأوضاع العراقية سيكون كنزع الروح من الجسد.


وقال الدكتور زكريا حسين، أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية، إن قرار دمج الحشد الشعبي في القوات المسلحة العراقية لن يقدم جديدًا سوى الصفة الرسمية، لأنه في كلتا الحالتين العراق سارت دولة بلا هوية وبلا مؤسسات منذ دخول القوات الأمريكية، مشيرًا إلى أن الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، سار الجيش العراقي ضعيف ومفكك وضاعت هويته العربية وكذلك المؤسسات العراقية التي اتجهت للتقسيم والصراعات.


وأكد أستاذ العلوم السياسية والاستراتيجية في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن الغزو الأمريكي تبعه احتلال شيعي إيراني للعراق، وباتت المدن العراقية مرتعًا للشيعة، وأن الجرائم الإيرانية في حق العراقيين كثييرة وتتالية سواء بمشاركة الحشد الشعبي أو غيره من الميليشيات الإيرانية.


وأوضح "حسين"، أن الشعب العراقي والمدنيين من السنّة يواجهون عدوانًا شيعيًا لتغير ديمغرافية الأراضي العراقية والخلاص من السنَّة إما بالقتل أو التهجير والحبس، وأن تلك المور لن تختلف في حال وجود الحشد الشعبي في الجيش العراقي.


كما قال الدكتور مختار غباشي، أستاذ القانون الدولي ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دمج الحشد الشعبي داخل القوات المسلحة العراقية هو كارثة بكل المقاييس، مؤكدًا أن ذلك الدمج هو إعتماد شرعي للميليشيات الإيرانية كي تمارس إرهابها على الشعب العراقي لأنها ميليشيات مسلحة خارج إطار الدولة ول تخضع لسيطرة أحد.


وكذب أستاذ القانون الدولي تصريحات الرئيس العراقي حيد العبادي بأن الحشد الشعبي سيخضع لسلطة الرئيس أو رئيس الوزراء، قائلًا، "الحشد الشعبي لن يخضع إلا للإرادة الإيرانية"، مضيفًا أن ذلك القرار يعزز من الطائفية والتقسيم داخل العراق، ويحول النظام لنظام ميليشيات وليس نظام مؤسسي.


وأشار "غباشي"، إلى أن الأكراد لهم قوات تحميهم، والشيعة يحميهم النظام العراقي والميليشيات الإيرانية، والسنَّة في العراق لا يحميهم أحد ويجب عليهم أن يبحثوا عن من يحميهم.