الروح لا تُقيد

  • 176
يقين بالطريق وبالمراد


عجبت كثيرا لسمو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حين قدر على من وشى به وعفا عنه عفوا جميلا ..

ليس هذا من فراغ .. ليس موقفا يستدعى حين يراد ..إنما هو منهج حياة .. فحياته كانت زاخرة .. لم يكن للمواقف أن تصنعه بل كان هو من يصنع منها قاربا يصل به لمراده .. لم يكن للمصاعب أن تدفعه نحو ما يندفع له كثير من الناس .. بل كان له في كل موقف موقف .. كان له نظر .. كانت حياته عبادة لذلك أثمرت تلك النهاية 

حين دخل إلى السجن فتراه يتأول الآيات " فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب "! .. يقين بالطريق وبالمراد

عاش سجنه بقوله الذي خلد ( ماذا يفعل أعدائي بي إن جنتي وبستاني في صدري أينما رحت فهي معي .. إن قتلوني فقتلي شهادة او نفوني فنفيي سياحة أو حبسوني فحبسي خلوة مع ربي )

كلما تخلص القلب من التعلق بالدنيا هانت ولم تكن لتؤثر فيه وتأسره مهما عز المفقود وضاق الحال 

ولكن ذلك بقدر ما هو قرة عين بقدر ما يحتاج إلى جهد .. يحتاج إلى أن يتابع المرء منا نفسه كلما رآها شطت أخذ بناصيتها وعدل مسارها .. يحتاج إلى فطنة ووعي لكل ما يلم بها .. يحتاج إلى صدق مع ربه ومع نفسه .. يحتاج إلى إرادة حديد وجهد جهيد .. ولكن الثمرة غالية فلاح دنيا وآخرة 

(من نذر نفسه ليعيش لدينه فسيعيش متعبا لكنه سيحيا عظيمًا ويموت عظيمًا)

وبالإخلاص يكون الخلاص.