أشواك على طريق الورد "1"

  • 133
أرشيفية

ســـأظل أذكـــر هـــذه القصـــة التـــي لا
تغيـــب عـــن بالى بأحداثهـــا العجيبـــة
وبمشـــاعرها المختلفـــة، ســـواء كانـــت

حزينـــة أو ســـعيدة، حكايـــة حدثـــت
معـــي مـــن ســـنوات مـــع بدايـــات
التزامـــي، فيهـــا حكـــم وعــبـر كثــيـرة،
كلمـــا أذكرهـــا أذكـــر فضـــل ربـــي،
مـــع بدايـــات التغيـــير كنـــت أشـــعر
أنـــي أبحـــث عـــن شىء لا أعلـــم مـــا
هـــو، "عايـــزة أروح لربنـــا بـــس
مـــش عارفـــة الطريـــق يكـــون
إزاي"، كنـــت أســـمع القـــرآن مثـــل
الإنســـان "العطـــش" بالظبـــط،
أريـــد أن أقـــرأ كثـــرًا وأســـمع
كثـــيرًا، كنـــت أبحـــث عـــن
شىء لا أعلـــم مـــا هـــو.
أشـــارت عــلـي صديقاتى فى
الكليـــة أن أذهـــب
إلى دار تحفيـــظ قـــرآن
كريـــم، حتـــى أكـــون عـــى
ً صلـــة وثيقـــة دائمـــا بـــه،
وبـــلا شـــك أن كلمـــة "دار
تحفيـــظ" كانـــت غريبـــة
عنـــد الكثرييـــن مـــن النـــاس،
هـــذه الأحـــداث حدثـــت مـــن
ً ســـنوات، ثـــم فرحـــت جـــدا
بهـــذا الاقــتـراح "دار تحفيـــظ
القـــرآن الكريـــم" التزمـــت
بإحـــدى الـــدور، وارتبطـــت
بهـــا نفســـيًا ً جـــد ً ا، وأيضـــا
ارتبطـــت بمعلمتـــي
"أســـتاذة ص"، أســـأل
اللـــه أن يســـعدها ويرزقهـــا
خـيــرًا، ثـــم بـــدأت أشـــعر
بــ"أول الطريـــق".
لاحظـــن صديقاتـــي فى
الســـكن، أنـــي أحفـــظ
القـــرآن الكريـــم، وأنـــي
أذهـــب فى مواعيـــد
ثابتـــة، فســـألنني
فـــرددت عليهـــن أنـــي
أتعلـــم القـــرآن الكريـــم
فى دار تحفيـــظ، وقلـــن
لى "يعنـــى أيـــه دار؟"،
رددت بســـذاجة وبـــراءة،
"دي شـــقة فى دور أرضى
فيهـــا غـــرف كل غرفـــة
ُ فيهـــا معلمـــة ولهـــا
مواعيـــد"، عرضـــت عليهـــن أن
يحـضــرن معـــي، رفضـــن بحجـــج
ً مختلفـــة، لـــم نخــبـر أحـــدا فى
المنــزل، لا نعـــرف أيـــن المــكان، مـــع
أنهـــن يقضــيـن اليـــوم فى الشـــارع وفى
الأســـواق، قلـــن لى: أفى البيـــت يعلمـــون
أنـــك تحفظــيـن فى دار تحفيـــظ؟، قلـــت
لهـــن"لا"، أحفـــظ القـــرآن وأذهـــب إلى
كليتـــي بـــدون أي مشـــكلات.
حقيقـــة لـــم أكـــن أســـتطيع أن أخـبــر
والـــدي "أســـأل اللـــه أن يحفظـــه"،
ً لأنه كان صارم ً جـــدا ولا يســـمح
بـــأي تحـــركات خـــارج إطـــار الكليـــة
والســـكن، وأنـــا لـــم أكـــن أخـــرج
نهائيًـــا مـــن البيـــت.
بعـــد مـــرور فـــترة، زميلاتـــي لـــم
يعجبهـــن حـــال ىونظامـــي، والتغيــيـر
"للألفضـــل" الـــذي حـــدث، واتفقـــن
أن يخـــبرن بمـــا حـــدث لـ"أخصائيـــة
دار المغتربـــات التـــي أســـكن
فيهـــا"، ويخبرنهـــا أنـــي أحفـــظ
القـــرآن الكريـــم فى مـــكان بالخـــارج
"غريـــب"، وهـــن خائفـــات عــلـي
فـــرددت عليهـــن الأخصائيـــة بأنـــه
"موضـــوع خطـــير ولا يســـكت عليـــه"،
بدورهـــا رفعـــت الأخصائيـــة الأمـــر
لمديـــرة الـــدار )مـــدام ص(، كانـــت
ســـيدة "ســـيئة" ولا تبتســـم مطلقا
تـــم اســـتدعائي لمديـــرة الـــدار،
وبـــدأ التحقيـــق بأســـئلة كثــيـرة
ً جـــدا، وبعـــض الأســـئلة كانـــت عــلـى
نظـــام "أمـــن الدولـــة"، " بتحبـــي
الـــدار؟، أصحابـــك كويســـن معـــاك؟،
مـــن أقـــرب الأصدقـــاء لـــك؟ عنـــدك
مشـــاكل؟ بتســـمعي موســـيقى؟،
وليـــه مـــش بتســـمعي؟"، ثـــم
ســـألتني ســـؤاًلا غريبًـــا: "أيـــه رأيـــك
فى ابـــن تيميـــة؟" وبتلقائيـــة شـــديدة
قلـــت لهـــا "عالـــم كبـــر، وهـــذا مـــا
أخربتنـــي بـــه معلمتـــي".
ً غضبـــت جـــدا حتـــى أنهـــا قامـــت
و"خبطـــت عـــى المكتـــب"، وارتفـــع
صوتهـــا، وقالـــت "لـــن أســـمح بنـشــر
الأفـــكار المتطرفـــة، ولا بـــد مـــن
إبــلـاغ أمـــن الدولـــة عـــن االمســـجد
الـــذي تذهبـــين إليـــه، وأيضـــا ســـأخبرب
والـــدك"، خرجـــت مـــن المكتـــب وأنـــا
فى حالـــة انهيـــار شـــديد، حقيقـــة
لـــن أنــسـى هـــذا الموقـــف مهمـــا
حييــت، شــعرت بعدهــا بـ"الضيــاع"،
وقضيـــت اليـــوم بأكملـــه فى بـــكاء
شـــديد، ثـــم انعزلـــت عـــن كل شىء"
."للحديـــث بقيـــة