مهمة صعبة

  • 126
أرشيفية

رسالة نوجهها إليك أيتها الأم الفاضلة..

اعلمي يا من شاء الله أن يرزقها بإنجاب البنات، إنهن رزق ونعمة من نعم الله علينا؛ فيجب علينا أن نشكر الله عليها، وأن نُحسن تربيتهن وننشئهن تنشئة إسلامية صحيحة، فإن أحسنت تربيتهن وتأديبهن على العفة والحياء والاحتشام، فقد فزت بهذه التربية الحسنة التي من خلالها تعبرين إلى الجنة، وإن أساءت إحدانا تربية بناتها، فإنها تأثم وتلقي بنفسها وبناتها إلى النار والعياذ بالله، فعن سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ أَوْ ابْنَتَانِ أَوْ أُخْتَانِ فَأَحْسَنَ صُحْبَتَهُنَّ وَاتَّقَى اللَّهَ فِيهِنَّ فَلَهُ الْجَنَّةُ"، وهذا الحديث لا يخص الرجال فحسب، بل يشمل الرجال والنساء على حد سواء، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، فحافظي على هذه الرعية؛ لأنك مسئولة أمام الله –عزوجل- عنها، والمقصود بالإحسان إلى البنات ليس بالأكل والشرب فقط؛ بل تربيتهن تربية إسلامية صحيحة كما تعلمنا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والحرص كل الحرص على عفتهن وحيائهن، والبعد كل البعد عن التبرج والسفور وغيره من المحرمات. 



يجب عليك أيتها المسئولة عن تربية البنات سواء كنت أمًّا أو أختًا أو خالةً أو جدةً أن تنشئهن على الخصال الحميدة الطيبة الحسنة، وعليك أن تصاحبي ابنتك منذ نعومة أظافرها، وتربيها على العفة والحياء، فعندما تكمل السبعة أعوام، أخبريها بأنها أصبحت كبيرة، وأنك تصنعين لها حفلًا كبيرًا، وتدعو إليه كل الأصدقاء والأقارب، منذ ذلك اليوم علميها كيف تصلي، وذكريها بالصلاة عند كل آذان، والحفاظ عليها في مواعيدها
من وقت لآخر، اجعليها ترتدي الحجاب، ليس للذهاب به إلى المسجد فحسب، ولكن حينما تخرجن للتنزه أو زيارة لبعض الأقارب، تحدثي إلى ابنتك، وقصي عليها قصص أمهات المؤمنين والصحابيات، وضحي لها كيف كانت إحداهن إذا قضى الله ورسوله أمرًا لم يكن لهم الخيرة من أنفسهن، ويقولن سمعنا وأطعنا، اجلسي مع ابنتك ودرسي لها آيات الحجاب، وأنه فرض أمر الله به نساء المؤمنين، اختاري لابنتك ملابس واسعة ساترة محتشمة منذ الصغر.



لا تلبيسيها القصير أو بلا أكمام، بدعوى أنها ما زالت صغيرة، اشتري لابنتك كل ما تريده من ملابس جميلة وأنيقة ذات الألوان الجذابة، واجعليها ترتدي هذه الملابس في البيت وأمام المحارم، حتى لا يكون في نفسها أي شيء، اعلمي جيدًا أيتها الأم أن من شاب على شيء شاب عليه، علمي ابنتك أن الإسلام جعلها جوهرة مصونة لا تقدر بثمن؛ فيجب أن تُصان بالحجاب، وتزين بتاج العفة والحياء والاحتشام، ولا تتبع موضة غربية أدخلوها علينا ليفسدوا بها فتياتنا، وتكون فتنة لشبابنا، حفظ الله بناتنا وشبابنا وهداهم وردهم إلى دينهم مردًا جميلًا.