ضرورة الترفيه

  • 120
أرشيفية


الإجهاد: هو النتيجة الوحيدة التي يمكن أن تراها على وجه تلك الأم، لقد جاء طفلها بعد أن اشتاقت كثيرًا إلى أن تكون أمًّا، وهاهي مسئوليات الأمومة تزحف عليها، وأصبحت تعيش حالة القلق على صحة الطفل، ولكن هل يمكن أن يستمر هذا الحال؟

إنها أصبحت سجينةً لرعاية طفلها والاهتمام به، وهي تسمع من صديقاتها بالهاتف عن الحياة الاجتماعية، وحفلات الزفاف، والرحلات المميزة، وبمنتهى الأسف؛ تعرف أنها لا تستطيع الذهاب إلى أي مكان؛ ذلك أن طلبات طفلها لاتنتهي، ثم مع من ستتركه؟ وقد تسأل نفسها ماذا يمكن أن يحدث لو تركته وحيدًا في المنزل وخرجت لتشتري ما تريد؟ هذه الأسئلة تراود ذهن الأم، لكنها فور أن تفكر فيها تصاب بالرعب والخوف، وتتهم نفسها بالطيش، وليست هذه الأم حالة غير طبيعية أو شاذة بين الأمهات. 

إن كل أم تحتاج إلى الترفيه عن نفسها، إن الحزن أحيانًا ينتاب أي أم ٍتشعر أنها محاصرة في تنفيذ وصايا الحب المتفاني للأبناء، إنها تشعر بالحزن من فرط أنها معزولة وسط جزيرة من المسئوليات، وتعترف المرأة دائمًا بأن أكثر متاعب الأم تأتي من الإحساس بأنها فقدت حريتها، فهي محاصرة طوال النهار لتنفيذ مطالب البيت ورعاية أطفالها، ويصيبها إحساس بالملل، ويسبب هذا الإحساس شعورها أنها لا تستطيع الحصول علي مربية أطفال بسهولة، ولا تستطيع أن تصحب الطفل الوليد إلى مجتمعات الكبار، إنها لن تستطيع إذن أن تخرج كما يحلو لها مع الزوج!! باختصار إنها لن تشارك في الحياة الاجتماعية، وكثيرًا ما أسمع الأمهات وهن يؤكدن حبهن الصادق للأبناء، تعرف قيمة رعايتهم وتربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، وكم لهن من الأجر، ولكنهن يؤكدن أيضا أن هناك إحساسًا بالملل من فرط العزلة عند إنجاب طفلين أو ثلاثة، إذن ما الحل؟

هناك أكثر من حل، على سبيل المثال، أن تتفق زوجات الحي أو الجيران على أن تقوم واحدة منهن برعاية عدد غير محدد من أطفال الحي؛ لتخرج بقيه الزوجات في نزهة على أن تقوم كل واحدة بدورها لمدة يوم في الأسبوع، عندئذ ستجد المرأة وقت فراغ، تصاحب فيه صديقاتها، وترفه فيه عن نفسها مع الزوج وتتخلص لمدة ساعاتٍ من عبء الاهتمام بالطفل. 

مثال آخر: ولابد أن تنفذه جميع الزوجات، هو ضرورة الخروج مع الطفل والأسرة في إحدى أيام الأسبوع إلى الحدائق، إنه مفيدٌ جدًا للطفل، ومفيد جدًا بالنسبة للأم، ويجعل الزوج يخرج عن رتابة الحياة الأسبوعية، إن الأسرة بذلك تحطم الملل، الترفيه ضروري للأم حتى لا يخيم الحزن علي قلبها، أقول ذلك للمرأة لأني واثقةٌ أن الرجل يفكر في ذلك "ويتمني أن يحققه لنفسه أيضا" فلماذا لا نبدأ في التنفيذ فورًا؟