هل يكون "قرطام" آخر المستقلين من البرلمان؟

  • 76
أكمل قرطام

يتعرض مجلس النواب لموجة كبيرة من الانتقادات وبخاصة في تعامل أعضائه مع القوانين والقرارات التي تصدر من جانب الحكومة، كما يتعرض المجلس أيضا لانتقادات من قبل بعض النواب أنفسهم، حيث اعترض أكثر من نائب على أداء الدكتور علي عبد العال رئيس المجلس في إدارة الجلسات والتعامل مع الأعضاء.


وكان مجلس النواب شهد تهديدات كثيرة من قبل الأعضاء بتقديم استقالاتهم من المجلس، ومنهم من نفذ تهديده واستقال فعلا ومنهم من أعرض عن استقالتهم، ومنهم من أوفى أو تقدم باستقالته في المرة الثانية بعدما تراجع عنها في المرة الأولى، وأخيرا في حالة واحدة تم إقالة نائب وهو توفيق عكاشة مالك وصاحب قناة الفراعين على خلفية استقباله للسفير الصهيوني.


موجة الاستقالات بدأت باستقالة سري صيام الذي تم تعيينه بموجب قرار جمهوري ضمن الفئة المعينة في مجلس النواب، ثم هدد أكثر من نائب بالاستقالة كالنائب أكمل قرطام الذي تقدم باستقالته من قبل ثم تراجع عنها، وهاهو اليوم يعاود "قرطام" تقديم استقالته مجددا موضحا في نصها أن موعد الاستقالة قد حان.


استقالة قرطام - التي أعادت إلى الواجهة ورقة التلويح بالاستقالة وموجة الاستقالات -  لاقت تأييد بعض السياسيين فيما لم تحظ بتأييد البعض الآخر واعتبروها مجرد شو وفرقعة إعلامية بحسب قولهم، فهل تكون استقالة "قرطام" هي آخر استقالات البرلمان؟.


وفي هذا الشأن، قال أحمد عبد الهادي، رئيس حزب شباب مصر، إن استقالة أكمل قرطام جاءت مفاجأة وغير مفهومة بل قد تكون سببًا في إثارة الريبة تجاه الاستقالة وتوقيتها.


وقال "عبد الهادي" في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، إن استقالة النائب البرلماني "قرطام" قد تكون مجرد شو إعلامي كما حدث في المرة السابقة التي أعلن عن استقالته فيها ولم يستقيل، أو قد تكون استقالته هذه المرة نوعًا من التغطية على فشل بعض النواب في تحقيق ما هو مطلوب منهم داخل القبة.


ورفض حزب شباب مصر ما وصفه بـ "الاتكاء على شماعة الحكومة" وأن الحكومة لا تستجيب لطلبات النواب، مشبهًا النواب الذين يروجون لهذا الأمر بالنائب البرلماني السابق توفيق عكاشة، الذي كان يجلس في البرلمان وهو معصوم الفم بدعوى أن الحكومة تمنعه من ممارسة عمله بالبرلمان، والحقيقة أن "عكاشة" كان يفعل ذلك ليداري على فشله، بحسب قوله.


وتعقيبا على استقالة أكمل قرطام من البرلمان، قال المهندس عبد العزيز الحسيني القيادي بحزب الكرامة، إن من المفترض على البرلمان أن يغيروا الحكومة ويأتوا بحكومة تتعامل معهم بشكل جيد وإما يقدموا استقالتهم فيريحوا أنفسهم ويريحونا.


وتابع في تصريحات لـ "الفتح" أن الحكومة تنظر إلى مجلس النواب بأسلوب متعالي، وسبق للنواب أن اشتكوا أكثر من مرة من تجاهل الحكومة لهم وانفرادها باتخاذ القرارات التي كان آخرها قرض صندوق النقد الدولي.


وأشار "الحسيني"  إلى أن عدد من النواب انتقدوا تعامل الحكومة مع البرلمان وأعربوا عن غضبهم من ذلك وأنهم مثلهم مثل المواطن العادي لم يتطلعوا على قرارات الحكومة ولا قرض الصندوق، مؤكدا أن ذلك دليل على أن الحكومة تتصرف وكأنها تتصرف في ملكها الخاص لا إدارة دولة، مستنكرا لغة التعالي في أداء الحكومة مع المواطنين أو النواب.


وأضاف القيادي بحزب الكرامة، أنه على الرغم من اختلافي وتحفظي على أداء البرلمان الذي لم يؤدي رسالته، إلا أن أسلوب التعالي من قبل الحكومة لا يليق، وبخاصة أن هذا البرلمان يؤيد الحكومة فماذا لو كان برلمانا مخالفا لها؟.


ونوه "الحسيني" إلى أن الحكومة تتصرف وكأنها صاحبة السلطة التشريعية والتنفيذية معا، وفي هذا التصرف إهانة ليس للبرلمان فقط بل إهانة للدستور أيضا الذي فرق بين السلطة التشريعية والتنفيذية.