أبرزها "أبرهة الحبشي" .. تعرف على محاولات الهجوم على مكة المكرمة عبر الزمن

  • 892
أرشيفية

ترصد "الفتح" تاريخ من تجرأ بالهجوم على بيت الله الحرام بمكة المكرمة، قبلة المسلمين وأول بيت وضعه لله فى الأرض.

ويذكر التاريخ أن من تجرأ بالهجوم على الكعبة وهدم المقدسات الدينية أربعة:

الأول: أبرهة الحبشي 

في البداية بنى أبرهة الحبشي كنيسة ضخمة اسمها "القليس" في صنعاء باليمن، وكان هدف بناء الكنيسة هو صرف العرب عن حج مكة وتحويل أنظارهم إلى الكنيسة، ولم يكتفي أبرهة بهذا، ولكن عزم وهيأ "الفيل" الذي جلبه الحبشة إلى صنعاء ثم إلى مكة لهدم الكعبة، ولكن مشيئة الله أبرك الفيل ولم يقم، وأرسل الله جلا علاه طيوراً من البحر تحمل كل واحدة منها ثلاثة حجارة، واحدة في مناقيرهم وإثنتان في أرجلهم، فهلك جيش أبرهة وفيلة، وهى القصة التى وردت فى سورة "الفيل".

 

الثاني: سليمان بن حسن القرمطي أبو طاهر الجنابي الأعرابي في ذي الحجة عام 317هـ .

في سنة 317 للهجرة، سار ملك البحرين أبو طاهر سليمان بن حسن القرمطي الجنابي إلى مكة في سبعمائة فارس فاستباح دماء الحجيج كلهم في الحرم، وأعمل فيهم السيوف، واقتلع الحجر الأسود، وردم بئر زمزم بجثث القتلى، فكان مجموع من قتل في سكك مكة وما حولها زهاء ثلاثين ألفاً، ثم إنه سبى الذرية، وأقام بالحرم ستة أيام، وعرّى البيت الحرام وأخذ بابه وقسم الكسوة بين أصحابه، ولم يقف أحد بعرفة في تلك السنة لشدة الخوف.

 

الثالث: جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي حادثة احتلال الحرم المكي الشريف عام 1400 هـ.

مع بزوغ فجر غرّة محرّم من العام 1400 هجري، الموافق 20 نوفمبر 1979.. دخل جهيمان وجماعته المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الفجر.. يحملون نعوشاً .. واوهموا حراس المسجد الحرام أنها نعوشًا لموتى ..وسيصلون عليها صلاة الميت بعد صلاة الفجر .. والحقيقة أن هذه النعوش لم تكن إلا صناديق للأسلحة النارية والذخائر.​

 

وما أن انفضّت صلاة الفجر حتى قام جهيمان وصهره أمام المصلين في المسجد الحرام ليعلنوا للناس نبأ المهدي المنتظر وفراره من "أعداء الله" واعتصامه في المسجد الحرام.

 

 رابعًا: الخميني، في أكثر من محاولة، وبخاصة في موسم حج عام 1406هـ/ 1986م، وموسم حج عام 1407هـ/ 1987م.

حاول الخميني أكثر من مرة، من خلال ما بعث به من متفجرات شديدة التدمير، أراد عملاؤه إدخالها عبر حقائب الحجاج إلى الحرم المكي، إلا أن السعودية نجحت بتأمين مواسم الحج على مر السنين.

في مواجهة هذه الجرائم البشعة:

في عام 1986، نجحت السلطات السعودية في كشف مخطط دموي لإيران داخل الحرم الشريف، حيث نجح موظفو الأمن والجمارك في ضبط 51 كلغم من مادة C4 شديدة الانفجار دستها المخابرات الإيرانية في حقائب الحجاج الإيرانيين لاستخدامها في تفجير الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

وتوالت سلسلة الجرائم وصولاً إلى عام 2015 حين حدث تدافع منى والذي نتج عنه مقتل نحو 2300 حاج، من بينهم 464 إيرانياً، وهي أسوأ أزمة وقعت في مواسم الحج بعد أحداث 1987، وبحسب تصريحات غير رسمية لمسؤولين سعوديين، تورط بحادثة منى عدد من كبار المسؤولين الإيرانيين الذين توفي بعضهم أثناء حادثة التدافع وكانوا قد دخلوا موسم الحج دون جوازات دبلوماسية، ويصل عددهم الإجمالي لـ16 شخصية أمنية وعسكرية ودبلوماسية، بينهم سفير إيران السابق بلبنان غضنفر ركن أبادي، كما كانت هناك أسماء مهمة أخرى كالضابط في جهاز استخبارات الحرس الثوري، الجنرال علي أصغر فولاد غر، إضافة إلى نائب رئيس جهاز الاستخبارات.

 

عدم الاعتراف بمكة:

ويبقى كتاب "مقولات في الاستراتيجية الوطنية" الإيرانية الفارسية، لمؤلفه الدكتور محمد جواد لاريجاني منظّر النظام الإيراني، الذي طالعته "العربية.نت"، ووجدت فيه ما أسماه "نظرية إيران أم القُرى"، التي لا تعترف بمكة المكرمة مركزاً للمسلمين، بل ترى أن إيران ممثلة بـ"قُم" و"طهران" هي التي يجب أن تكون مركزاً لقيادة المسلمين والعالم الإسلامي، وأن يخضع الجميع لولاية الفقيه، وأن تصبح "قُم" الإيرانية هي أم القرى ودار الإسلام، لا مكة ولا المدينة.

واليوم، يقف المسلمون ضد تاريخ طويل في محاولة إفساد موسم الحج وتعكير صفوه، من خلال إثارة الشغب والفوضى والاضطرابات والفتن ومحاولة إحداث الصراعات الطائفية لن تكون نهايتها إلا كما انتهى "أبرهة الحبشي" بحسب كثيرين ممن تفاعلوا على مواقع التواصل الاجتماعي.