هل تجدي المشاريع الدولية تجاه "المأساة السورية"؟

  • 108
أرشيفية

رغم الخسائر الفادحة التي يتلقاها الشعب السوري يوميًا ما بين خسائر بشرية ومعنوية ومادية، ووطن ضاع أبنائه ما بين لاجئين ومشردين ومصابين وضحايا تحت أنقاض، لا يبالي العالم لكل هذه الأوضاع المؤسفة، فكلٍ يسعى لتحقيق أهدافه على جثث الأطفال الأبرياء، والجميع يتحدث عن حلول سياسية قريبة، والحقيقة أنها أوهام لا تقترن للواقع بأي صلة، بل أن زعماء العالم يرون في سوريا عبء عليهم ويسعون للتخلص منه بشتى الطرق.


فرغم كل الاجتماعات والمؤتمرات ما بين فينَا ولوزان وواشنطن وموسكو، لا تساوي تلك اللقاءات سوى صفر نحو التوصل لحل للأزمة السورية الراهنة، وأضحت كل الحلول غير ممكنة، فواشنطن دائما ما يحلو لها استمرار النزاعات، وروسيا تقصف وتقتل مساندًة لحليفها الكهل بشار  الأسد، بخلاف الأطراف الأخرى واختلاف رغباتها وأهدافها مما يؤكد استحالة الحل السياسي، إلا إذا كانت النتيجة ذبح ما تبقى من شعب ومعارضة.


في هذا الصدد، قال الدكتور عبد الخبير عطا، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط، والخبير الدولي، إنَّ المدن السورية اليوم أصبحت بؤرة اهتمام العالم، فكل أحداث العنف والقتل التي تقودها ميليشيات بشار الأسد، والطياران الروسي وجنود إيران؛ هي عار على ساسة العالم.


وأضاف "عطا" في تصريحات خاصة لـ"الفتح": "من المؤسف أنَّ تهتم كل المنظمات الدولية والمؤسسات البحثية في العالم بسوريا ومنطقة الشام، وأن يبكي أطفال العالم على دمار المدن السورية، وأن تسعى الأسر الغربية لضم عائلات بعينها، ولا يفعل الساسة شيء يذكر".


وأضاف أستاذ العلوم السياسية، إن رؤساء العالم وتحديدًا في موسكو وواشنطن لا يريدون الحل السياسي إلا لكسب الوقت لتحقيق أهدافهم هناك.


من جهته، قال الدكتور مصطفى كامل، أستاذ العلوم السياسة بجامعة القاهرة، إنَّ الحل السياسي في سوريا بات أمرًا صعبًا لعدم وجود أي اتفاق بين الأطراف السياسية الفاعلة روسيا وسوريا وإيران من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية والسعودية، وتركيا من جهة أخرى، مشيرًا إلى معضلة بقاء بشار الأسد في السلطة التي يختلف عليها كل الأطراف، فمنهم من يتمسك به كرئيس ويدافع عن وجوده، والجانب الأخر يدافع لإزاحته عن السلطة بكل السبل.


وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أنَّ الخلاف بين تلك الأطراف يتركز على جبهة فتح الشام "النصرة سابقًا"، حيث تحظى بتأيد دول الخليج، ورفض روسيا التام لها بل وتصنيفها كجماعة إرهابية، بالإضافة لوضع تصنيف داعش خارج المفاوضات، رغم تمركزه في شمال غرب سوريا.


وأشار إلى الوجود الإيراني القوى في سوريا عن طريق ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، إلا أنه شدد على أنَّ الدور الروسي أقوى كثيرًا خاصة المرحلة الحالية، مضيفًا أنَّ دور المعارضة وانتصاراتها لم تقف إلا بعد التدخل الروسي في الواقع السوري.