وكالة إيرانية: الخليج يتقدم علميا علينا وهذا ذنب كبير

  • 89
أرشيفية

نشرت وكالة أنباء "تسنيم" القريبة من الحرس الثوري الإيراني تقريرًا انتقدت فيه رتبة إيران في قائمة مؤشر الابتكار العلمي مؤكدة تقدم دول الخليج ودول إقليمية أخرى على إيران التي تقع في المرتبة 11 إقليميا، واتهمت الحكومة بالغش من خلال نشر تقارير غير حقيقية لإظهار تقدم إيران علميا على دول أخرى، معتبرة ذلك من الذنوب الكبيرة.

وذكر تقرير "تسنيم" أنه بالرغم من تأكيد مساعد رئيس الجمهورية في شؤون العلوم والتقنية "سورنا ستاري" ووزير العلوم "فرهادي" على تقدم إيران في قائمة الابتكار العملي إلا أن التقارير التي تنشرها مؤسسات دولية رسمية تكشف عن تدني رتبة إيران، مقارنة بكل من السعودية والإمارات وتركيا وماليزيا وقطر والكويت وعمان وأرمينيا، ولكنها تتقدم على كينيا بمرتبتين فقط.

وأكد تقرير القسم الاقتصادي في وكالة أنباء "تنسيم" الإيراني إن ظاهرة نشر إحصائيات وتقارير مغشوشة وغير موثقة حول التقدم العملي لإيران تفشت وتعممت في السنوات الأخيرة، الأمر الذي تسبب حتى في تذمر المرشد الأعلى للنظام على حد قول الوكالة التي وصفتها بظاهرة مرضية في إيران.

وذكر التقرير أن تلفيق الإحصائيات يتم بطريقتين الأولى عبر "التلاعب بالبيانات الإحصائية" والثاني وهو الأخطر حسب تعبير الوكالة نشر "مؤشرات خاطئة" حول تحليل البيانات الإحصائية، الأمر الذي يتسبب في فهم خاطئ لدى المتلقي.

وأشارت الوكالة إلى تقرير نشرته الحكومة قبل فترة قصيرة على موقعها الإعلامي تحدثت فيه عن تقدم إيران بـ42 نقطة في مجال العلوم الاقتصادية الأساسية والابتكارات في هذا المجال، وذلك نقلا عن تقرير قدمه مساعد الرئيس في العلوم والتقنية إلى مجلس الوزراء، حيث قال "تقدمت إيران في قائمة المؤشرات الدولية بـ42 رتبة في مجال العلوم الاقتصادية الأساسية خلال عامين وانتقلت من الرتبة 120 في عام 2014 إلى رتبة 78 في عام 2016".

وكان مساعد الرئيس الإيراني قال في مقابلة متلفزة قبل بضعة أيام أيضا أن إيران احتلت المرتبة الثالثة في "المنطقة" على صعيد الابتكار العملي بعد الهند وكازاخستان، حيث قفزت بـ28 مرتبة "، إلا أن تقرير "تسنيم" استنتج بعد تحليل مسهب شمل تاريخ اهتمام التقارير الدولية بالوضع العلمي والاقتصادي الإيراني بأن تقرير مساعد الرئيس الإيراني في الشؤون العلمية والتقنية يستند إلى مخرجات "مؤشر الابتكار العالمي" لعام 2016 (Global Innovation Index ) في حين عدد الدول التي شملتها الاحصائيات تقلص كثيرا وهذا ما يفسر تغييرات في رتبة إيران.

يذكر أن أول تقرير رسمي لمؤشر الابتكار العلمي شمل إيران صدر في عام 2011 حيث حازت إيران على الرتبة 95 بين 125 دولة وفي عام 2012 الرتبة 104 بين 141 دولة وفي عام 2013 الرتبة 113 بين 142 دولة وفي عام 2014 الرتبة 120 بين 143 دولة وفي عام 2015 الرتبة 106 بين 141 دولة ولكن في عام 2016 حصل تغيير أساسي، حيث هبط عدد الدول التي شملها التقرير من حوالي 140 دولة إلى 128 دولة، فكان من الطبيعي أن ترتفع مكانة إيران في المؤشر الدولي للابتكار وتحتل المرتبة 78 بين 128 دولة، بعبارة أخرى إيران لم تتقدم خلال هذه الفترة بل قل عدد الدول التي تم مقارنتها بها.

وطالبت الوكالة مساعد الرئيس الإيراني عدم مقارنة إيران بدول وسط وجنوب آسيا (CSA = Central and Southern Asia) والتي تشمل كلا من الهند وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان وسريلانكا وبوتان والنيبال وبنغلايش وباكستان، حيث حصلت إيران على المرتبة الثالثة بين هذه الدول، مذكرا أنه من الضروري مقارنة إيران بدول "GII" التي وصفها بالمنافسة، مضيفا أن النيبال وبوتان وسريلانكا وبنغلاديش لا تنافس إيران بل ينبغي مقارنة إيران من ناحية الابتكار العملي مع دول تحظى بمرتبات أعلى من قبيل ماليزيا وتركيا والسعودية والإمارات وتشيلي وقطر والبحرين وكوستاريكا والجبل الأسود وفيتنام وأرمينيا والكويت والهند وجورجيا والبرازيل والمكسيك ولبنان وبيرو والمغرب وعمان والفليبين وكازاخستان وتونس.

وعرضت الوكالة جدولا يشمل 25 دولة منها 10 دول اقليمية تتقدم على إيران في مجال الابتكار العملي، ومن ضمنها دول مجلس التعاون مؤكدا أن إيران في هذا الجدول تتقدم على كينيا برتبتين فقط.

وأضاف التقرير أنه بالرغم من بعض التقدم الذي أحرزته إيران في مجال الابتكار العلمي في عام 2016 ولكن هذا لا يدل على نمو مؤشر الابتكار العملي، معتبرا الاحصائيات التي تعرضها الحكومة ليست دقيقة بهذا الخصوص.

واستنتجت الوكالة أن المؤشرات تؤكد أن بعض الدول المنافسة لإيران خاصة في مجلس التعاون وايضا بعض الدول الإفريقية، بالإضافة إلى تركيا تتقدم على إيران بمرتبات عالية ودعت المخططين والمسؤولين في مجال البحوث التقنية والابتكارات العملية إلى أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.

وشدد التقرير في النهاية مرة أخرى على الفارق الشاسع على صعيد مؤشرات الابتكار العملي بين دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات بالإضافة إلى تركيا مقارنة بإيران.