سوريا.. دافع عنها أطفالها ورجالها.. وأحرقها رئيسها وأعوانه

  • 104
أرشيفية

وكأن العالم لا يسمع ضجيج الصواريخ وأصوات القصف، وكأن صراخ النساء على أبنائهن الغرقى والقتلى كان ضمن مشاهد درامية لم تعرض على العالم بعد، سوريا اليوم أضحت ركام على ركام، أصبحت المدن والقرى السورية أفضل أماكن العالم لمشاهدة مخلفات الحرب وبقايا العدوان.


أسماء المدن السورية اليوم تذكر على لسان أطفال العالم من كثرة ضحاياها، حلب تحديدًا سارت أكبر مدن العالم تخليدًا لقصص الضعفاء والثوار، الذين لم يكن لهم ذنب سوى السعي نحو حياة أفضل، سوريا لم يساندها أحد سوى أطفالها ونسائها ورجالها، ولكن وقف الكثيرون ضدها.


في هذا الصدد، قال الدكتور حسن وجيه، أستاذ التفاوض الدولي في جامعة الأزهر، إنَّ المشهد السوري يتلخص في صراع أمريكي روسي، وتوتر كبير بين القوتين العظمتين، يسعى كلاهما لتحقيق أطماعه في منطقة الشرق الأوسط، واستعراض القوة ولو على حساب جثث الأطفال واللاجئين، مشيرًأ إلى أنهم يحققون مصالحهم بعيدًا عن أمال الشعب السوري في الخلاص من بشار الأسد.


وأكد وجيه،  في تصريح خاص لـ"الفتح"، أنَّ صراع الطرفين، في حلب ليس الأول أو الأخير، فهو صراع ممتد حول مناطق النزاعات بينهم حول العالم، موضحًا على ذلك بتدخل واشنطن في الأزمة الأوكرانية لتعظيم أضرار الدب الروسي هناك.


وشدد أستاذ التفاوض الدولي، على ضرورة أن يتحمل كل الأطراف الخارجية التي تساند الأسد، أنها المسئول الأول عن جرائم الحرب التي يرتكبونها في حق الشعب السوري منذ 5 سنوات، وعن ألاف القتلى، وملايين اللاجئين حول العالم.


كما قال فراس الخالدي، عضو لجنة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية، إنَّ السوريين يواجههون الاستعصاء السياسي، وتفاقم الوضع الإنساني، واستمرار السلطة الحاكمة في حصار مئات الآلاف من الشعب السوري حصار لا أخلاقي ومخالف لكل القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، مشيرًأ إلى تزايد عدد الوفيات على مدار الساعة بسبب نقص المواد الغذائية وفقدان المواد الطبية.


واستنكر الخالدي، في تصريحات خاصة للفتح، الصمت الدولي الغير مبرر، منذ بداية حصار المدن السورية واحدة تلو الأخرى، واستمرار التغير الديموغرافي الذي تقود سوريا بمساعدة ميليشيات إيران والأسد، مضيفًا: "ها هي حلب تُباد وتدمر على مرأى ومسمع الجميع، والكل صامت وكأنها ليست حقيقة دامغة".