ننشر الجزء الثاني من حوار السيسي مع رؤساء التحرير

  • 84
الرئيس السيسي

يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي, فى الجزء الثانى من الحوار مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الأهرام والأخبار والجمهورية، عن تقييمه لأداء الحكومة الحالية.

ويؤكد الرئيس فى الحوار - الذى شارك فيه الزميلان ياسر رزق رئيس تحرير الأخبار, وفهمى عنبة رئيس تحرير الجمهورية، فى  حضور اللواء عباس كامل مدير مكتب رئيس الجمهورية - أنه لا يتسامح مع أى مسئول تثبت فى حقه وقائع فساد أو محسوبية أو مجاملة على حساب العمل, إلا أنه لا يتعامل مع أى مسئول بمبدأ القطعة, لأنه يرى أن التحدى الذى يواجهه البلد ضخم جدا, وهو ما يستدعى التعامل مع مجمل أداء الوزراء وليس بالقطعة.

وبلغة الأرقام، تناول الرئيس السيسى تطورات الموازنة العامة للدولة حتى يعرف الرأى العام حقائق الوضع الاقتصادي، وحتمية عملية الإصلاح الحالية. قال الرئيس إن الإيرادات فى موازنة (2016/2017) تقدر بـ 670 مليار جنيه، بينما المصروفات المطلوبة 974 منها 228 مليارا للأجور, و206 مليارات للدعم, و56 مليارا للبرامج الاجتماعية، فيما تبلغ قيمة فوائد الدين 292 مليار جنيه والمتبقى يخصص للإنفاق على التعليم والصحة وغيرهما من الاستثمارات الحكومية. والعجز بين الإيرادات والمصروفات يتم تمويله بالاقتراض, وهو ما يؤدى إلى زيادة الدين العام كل عام حتى بلغ تريليونين و572 مليار جنيه فى 30 يونيو الماضى بنسبة تقترب من 98 % من إجمالى الناتج المحلي, ومن ثم ترتفع مخصصات فوائد الدين كل عام حتى بلغت نسبتها 32 % من مصروفات الموازنة العامة الحالية.

وأشار الرئيس إلى ضرورة إصلاح الأوضاع الحالية بزيادة الإيرادات وخفض المصروفات لتقليل العجز وخفض الاقتراض وتوجيه الدعم لمستحقيه. كما تناول الرئيس بالشرح المفصل خلال الحوار توزيع المخصصات فى البعد الاجتماعى والبرامج الاجتماعية, ومنها ما ينفق على الإسكان الاجتماعى وتطوير العشوائيات والقرى الأكثر فقرا والمعاشات الضمانية, واستحداث معاش «كرامة وتكافل» ومد مظلته إلى مليون أسرة بحلول ديسمبر المقبل. وتطرق الرئيس، أيضا، إلى الزيادة فى المعاشات التأمينية التى إرتفعت من 7.46 مليار جنيه فى 2010 إلى 163 مليارا فى العام الحالى بزيادة 30 مليارا عن العام المالى الماضي. وقال الرئيس إن دعم السلع التموينية ارتفع من 8.16 مليار جنيه إلى 44 مليار جنيه.

وينتقد الرئيس السيسى المظهرية التى تعترى أداء بعض أعضاء الحكومة, ويجيب على سؤال بشأن الأداء الباهت أو الخذلان من جانب بعض المسئولين بما يشير إلى متابعته الدقيقة لما يجرى فى الحكومة, ويقول إن البعض ماهرون فى الترويج لأنفسهم بمنطق الفهلوة ويعطون صورة غير حقيقية عن أدائهم عبر وسائل الإعلام. وتوقع الرئيس أن تتحسن آلية القرار بالقطاع المدنى فى الدولة بمرور الوقت أسوة بمستوى الأداء المنضبط فى المؤسسة العسكرية. وعن الحياة السياسية فى مصر، قال الرئيس إن نضج التجربة الديمقراطية عملية مستمرة لأن التطور الإنسانى لا ينتهي, داعيا إلى دعم القوى السياسية الموجودة فى البرلمان إعلاميا حتى تنضج التجربة الحالية. وتوقع الرئيس السيسى أن يسفر مؤتمر الشباب, فى مدينة شرم الشيخ الأسبوع المقبل، عن إتاحة فرصة جيدة للنقاش والاستماع إلى وجهات النظر فى مسألة وجود ظهير سياسى واضح الملامح على الساحة السياسية المصرية, وقال إن مشاركة الأحزاب والقوى السياسية فى المؤتمر الكبير سوف تثرى المناقشات كثيرا.

وفى إجاباته على التساؤلات الخاصة بالسياسة الخارجية والزيارات الأخيرة لعدد من الدول والأمم المتحدة، قال الرئيس السيسى إن سياسة مصر الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار الوطني, ومنح الفرصة للآخرين من أجل أن يتعرفوا علينا. وأكد السيسى أن الإساءة إلى الدول الأخرى تتنافى مع البناء الراقى للشخصية المصرية الحديثة الذى يقوم على الالتزام والانضباط وحسن الخلق وسعة الصدر والتجاوز عن الإساءة أحيانا. ووصف الرئيس السياسة المصرية بأن لها وجها واحدا لا يتدخل فى شئون الآخرين ولا يتآمر على أحد, مشيرا إلى أن التحسن الكبير فى العلاقات الخارجية يسبب ضيقا للبعض ممن يريدون عزل وحصار مصر عن محيطها وتخريب علاقاتها مع اوروبا والخليج وإفريقيا، وخاصة إثيوبيا. وتناول الرئيس بالشرح، خلال الحوار، مساعى الفصيل والأبواق التى تريد تدمير الدولة المصرية وهى نفسها الأصوات التى روجت تآمر مصر على إثيوبيا.

وحول العلاقات المصرية - السعودية، قال الرئيس إنه لا يريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها, لأن العلاقات الأخوية والإستراتيجية بين البلدين لا تتأثر بأى شيء, مؤكدا أنه لا توجد أى سحابة تعترى أجواء العلاقات بين القاهرة والرياض. كما تطرق الرئيس السيسى إلى الموقف من القضية السورية بوضوح, وقال إن مصر تساند أى قرار يدعو إلى وقف نزيف الدم السورى وإدخال المساعدات للشعب, وهو السبب وراء تصويت مصر للقرارين فى مجلس الأمن أخيرا.

كما أكد الرئيس أنه لا توجد على أرض مصر قواعد عسكرية لأى دولة, وقال إن ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية عن إنشاء قاعدة عسكرية روسية فى سيدى برانى شمال غرب البلاد لا أساس له من الصحة, مشيرا إلى عدم وجود قاعدة بحرية فى سيدى برانى من الأساس.

ويكشف الرئيس السيسى فى حواره اليوم عن جوانب مما دار بينه وبين مرشحى الرئاسة الأمريكية, الديمقراطية هيلارى كلينتون, والجمهورى دونالد ترامب فى نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة, حيث يقول الرئيس إن كلا المرشحين أعربا عن تقديرهما لما جرى فى مصر خلال العامين الماضيين. وفى شأن إعادة ترتيب الأوراق مع دول أوروبية كبرى، يشير الرئيس إلى أن التعامل مع أى دولة يكون وفقا لما يخدم المصالح والأهداف, وهو ما يحدث مع حالة بريطانيا, حيث نعطى الوقت والفرصة لرئيسة الحكومة الجديدة تريزا ماى حتى تتعرف على سياستنا ومواقفنا بدقة.

وعن التحركات المصرية لإحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط، جدد الرئيس السيسى الدعوة لإنهاء النزاع وإحلال السلام, وقال إن مصر سوف تظل تلعب دورا محوريا فى قضية السلام, وأنها تعمل دائما من خلال اتصالاتها مع الجانب الفلسطينى على توحيد المواقف وتحقيق المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية. وأضاف الرئيس أن قضية السلام ستظل هى الأهم والأخطر على مستقبل المنطقة, وقال إن مصر تعطى القضية الفلسطينية أولوية قصوى فى السياسة الخارجية.

وتوقع الرئيس السيسى أن يرسى التعاون بين مصر وقبرص واليونان قاعدة للتعاون الإقليمى القوى فى شرقى المتوسط, خاصة بعد القمة الأخيرة فى القاهرة بين زعماء الدول الثلاث.

وفى إطار النمو المطرد فى العلاقات الدولية وجه الرئيس التحية إلى دولة الصين, وقال إن دعوته للمشاركة فى أعمال قمة العشرين أخيرا كانت تعبيرا عن تقدير بكين لدور مصر ومكانتها. كما أثنى على مستوى التقدم فى العلاقات مع الهند, وقال إنه اتفق مع رئيس الوزراء الهندى فى الزيارة الأخيرة على تطوير علاقات التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والفنية وغيرها.

وبشأن المرحلة الجديدة من العلاقات مع إفريقيا، قال الرئيس إن العلاقات مع القارة الإفريقية هى عماد رئيسى لسياستنا الخارجية وهو ما يتضح فى الحرص على المشاركة فى القمم الإفريقية والمجهود المصرى الكبير فى لجنة السلم والأمن الإفريقية التى تترأسها مصر, وفى لجنة التغيرات المناخية التى تترأسها ايضا, وهو ما تجلى فى المؤتمر الدولى للتغيرات المناخية فى باريس قبل شهور. وأشار الرئيس السيسى إلى أن عضوية مصر الحالية فى مجلس الأمن الدولى تحمل مصر مسئولية طرح قضايا وهموم القارة أمام المجتمع الدولي. وتطرق الرئيس إلى القمم والاجتماعات الإفريقية التى استضافتها مصر فى مدينة شرم الشيخ فى العامين الماضيين, وقال إنه بصدد ترتيب زيارة لبعض الدول الإفريقية التى لم نزرها من قبل فى إطار التعاون بين مصر وشقيقاتها من دول القارة.

وفى ختام الحوار، قال الرئيس، فى إجابته على سؤال عن التحدى الأكبر والخطر الأكبر، إن التحدى الأكبر هو وعى المصريين وتكاتفهم على قلب رجل واحد, مشيرا إلى أن كل المخططات ضد مصر لا تقوم على عمل خارجى وإنما تستهدف الدولة من الداخل, إلا أنه مثلما قال فى الجزء الأول من الحوار الشامل يؤمن بأن الشعب المصرى أكثر وعيا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسيء. وقال السيسى إن الزيادة السكانية هى الخطر الأكبر لأنها تؤدى إلى تآكل جهود التنمية, حيث يستوجب علينا الوصول بمعدل التنمية إلى 5.7% سنويا من أجل أن يشعر المواطنون بالتحسن.

فإلى نص الجزء الثانى من الحوار:

سؤال: سيادة الرئيس.. نبدأ هذا الجزء من الحوار بعلاقات مصر الدولية, فقد تحدثتم في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة يوم الخميس الماضي عن الدعائم التي تتأسس عليها سياسة مصر الخارجية.. لكن نلاحظ أن هناك محاولات للإساءة إلي علاقات مصر بدول عربية وإفريقية. كيف تنظرون إلي هذا الأمر؟

الرئيس: سياسة مصر مع العالم الخارجي تتسم بالاعتدال والتوازن والانفتاح واستقلال القرار الوطني, وإعطاء الفرصة للآخرين حتي يتعرفوا علينا. ونحن نعطي نموذجا جديدا في علاقاتنا الدولية, فنحن نعتبر الإساءة الإعلامية لأي أحد حتي من الدول التي ظلت تسيء إلينا خلال السنوات الثلاث الماضية, أمرا يتنافي مع البناء الراقي الذي نصيغه للشخصية المصرية الحديثة, والذي يقوم علي الالتزام والانضباط, وحسن الخلق, وسعة الصدر, ونكران الذات, والتجاوز عن الإساءة أحيانا. .. يصمت الرئيس قليلا ثم يقول: السياسة المصرية لها وجه واحد, نحن لا نتدخل في شئون الآخرين ولا نتآمر علي أحد, علاقاتنا قوية ومتينة مع دول العالم شرقه وغربه, لكن هناك من يضيق بما تحقق علي صعيد علاقات مصر الدولية, ويتمني لو نجح في عزلها وحصارها عن محيطها, ويريد تخريب علاقاتها مع أوروبا والخليج العربي وإفريقيا وإثيوبيا.

هناك فصيل لا يدور في رأسه سوي هدف تدمير الدولة المصرية, وهناك أبواق روجت أننا نتآمر علي إثيوبيا مثلا. فنحن لا نتدخل في شئون الآخرين ولا نتآمر علي أحد, فلا يمكن أن أضع يدي في يد أحد وأتآمر عليه. لقد قلت أمام البرلمان الإثيوبي: كان هناك خياران, إما التعاون, أو المواجهة واخترنا التعاون.
مرة أخري السياسة المصرية لها وجه واحد.

سؤال: كيف تلقيتم التحذيرات التي أصدرتها سفارات الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا لرعاياها من وقوع عمل إرهابي كبير يوم9 أكتوبر الماضي.. وثبت كذب هذه التحذيرات؟

الرئيس: لقد سألناهم عن هذه المعلومات. ولم نحصل علي إجابة. وقالوا إنها فقط تحذيرات في إطار التحسب.

سؤال: الرأي العام يلاحظ أن الموقف البريطاني ليس وديا مع مصر, بالنظر إلي قرار بريطانيا وقف الرحلات الجوية إلي مصر فور حادث الطائرة الروسية, ثم استمرارها في توفير الملاذ لعناصر الإخوان, وأخيرا إصدارها التحذير الأخير لرعاياها في مصر؟

الرئيس: كل دولة تتعامل مع أي دولة أخري بما يخدم أهدافها ومصالحها. ونحن نتعامل مع القضايا بما يخدم أهدافنا ومصالحنا وسوف ننجح ونعبر كل هذه الأزمات.
سؤال: التقيتم في نيويورك الشهر الماضي لأول مرة مع تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة, ما هي نتائج هذا اللقاء, في ضوء ما قالته ماي عن فتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية البريطانية؟

الرئيس: نحن نعطي الوقت والفرصة لأي قيادة جديدة حتي تتعرف علي سياساتنا ومواقفنا بدقة. ونعلم أن بريطانيا الآن تواجه تحديات ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي, ونحن نتحرك ونسعي لأن نطور علاقاتنا.

سؤال: في نيويورك, التقيتم عددا من الشخصيات الأمريكية وفي مقدمتهم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب, أو بالأحري التقيت مبكرا مع الرئيس الأمريكي القادم.. علي ماذا ركزتم في اللقاءين؟ وكيف تسير العلاقات المصرية- الأمريكية؟

الرئيس العلاقات المصرية- الأمريكية قوية ومستمرة في مختلف المجالات. أما عن اللقاءين مع مرشحي الرئاسة السيدة هيلاري كلينتون ودونالد ترامب, فكان الهدف منهما هو التعريف بحقائق الواقع في مصر, وعرض رؤيتنا لحقيقة الأوضاع في المنطقة, بما يحقق تفهما أكثر لها عندما يتولي الفائز في الانتخابات منصبه, فنحن ندير علاقاتنا بوعي وموضوعية. وقد استمعت من كل من كلينتون وترامب إلي تقدير كل منهما لما جري علي أرض مصر خلال العامين الماضيين.

سؤال: سيادة الرئيس.. تقابلتم مرات عديدة مع الرئيس الروسي بوتين, وقمتم بتدشين عصر جديد في العلاقات المصرية- الروسية, لكن الملاحظ تأخر عودة رحلات الطيران بين روسيا ومصر, وكذلك توقيع الاتفاق الخاص بمحطة الضبعة النووية.. ما السبب في ذلك؟

الرئيس: العلاقات مع روسيا قوية ومتميزة, ونحن نحرص عليها في إطار سياسة التوازن التي ننتهجها في علاقاتنا الدولية, والعلاقة وثيقة بيني وبين الرئيس بوتين, واتصالاتنا مستمرة ولا تنقطع, وقد التقيته أكثر من مرة في الفترة الماضية, آخرها خلال حضورنا قمة مجموعة العشرين بالصين.

أما بالنسبة لعودة رحلات الطيران, فهناك عمل مشترك مستمر بين الأجهزة المسئولة في مصر وروسيا, ونحن نأمل علي ضوء كل ما تم اتخاذه, أن تكون هناك عودة سريعة لرحلات الطيران. وفيما يتعلق بالمحطة النووية في الضبعة, فالمفاوضات وصلت إلي مراحلها النهائية, وقطعنا شوطا كبيرا للوصول إلي اتفاق نهائي, ومنتظر التوقيع عليه قبل نهاية العام.
سؤال: طالعتنا وسائل إعلام بخبر عن إنشاء قاعدة بحرية روسية في سيدي براني شمال غرب مصر.. وقرأنا نفيا مصريا للخبر. نريد أن نسمع منك حقيقة الأمر.
الرئيس: للأسف بعض وسائل الإعلام المصرية تناقلت الخبر دون أن تسأل وأن تتحقق, هذا الخبر لا أساس له من الصحة.. لا قواعد عسكرية لروسيا أو غيرها في مصر.. يا جماعة مصر مش كده. ما كانتش كده في أي فترة, ومش هتبقي كده.. ثم لا توجد أساسا قاعدة بحرية في براني!

سؤال: حضرتم قمة العشرين بالصين بدعوة من الرئيس الصيني بينج.. مادلالة هذه الدعوة؟

الرئيس: الصين دولة صديقة لمصر, وعلاقاتنا تاريخية وقوية, وأود أن أشكر الرئيس الصيني علي دعوته لي للمشاركة في هذه القمة, تعبيرا عن تقدير الصين لدور مصر ومكانتها. والحقيقة أن الموقف الصيني من مصر هو دعمها في مختلف المجالات.

سؤال: في الشهر الماضي.. قمتم بزيارة مهمة للهند, والتقيتم رئيس الوزراء ناريندرا مودي في مباحثات وصفت بأنها دشنت انطلاقة جديدة في علاقات البلدين.. كيف تقيمون نتائج الزيارة؟

الرئيس: هذه كانت الزيارة الثانية للهند, وقد اتفقت مع رئيس الوزراء مودي علي فتح مجالات جديدة للتعاون في مختلف المجالات, الاقتصادية والتكنولوجية والفنية وغيرها, وإنني أقدر بشدة رئيس الوزراء الهندي, وسعدت بأن أتعامل معه وأتعاون, وأنني علي ثقة من أن العلاقات المصرية الهندية ستشهد تطورا كبيرا خلال الفترة المقبلة.

سؤال: في الأسبوع الماضي.. استضفتم القمة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص, والتقيتم رئيس الوزراء اليوناني والرئيس القبرصي في اجتماعات ثنائية وثلاثية.. كيف تنظرون لهذا التعاون الذي انطلق لأول مرة في القاهرة منذ عامين فور توليكم منصب الرئيس؟

الرئيس: قمة القاهرة يوم الثلاثاء الماضي كانت هي القمة الرابعة للآلية الثلاثية للتعاون, والتي نعتبرها نموذجا للتعاون الإقليمي بين دول المتوسط. ونحن نرسي في العلاقة التي تجمع مصر باليونان وقبرص تعاونا إقليميا قويا مع دولتين لهما مواقف مشرفة وداعمة لمصر. وقد اتفقنا علي تعزيز التعاون بيننا في إطار التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي, وعلي تنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات السياحة والنقل البحري وزراعة الزيتون بسيناء والاستزراع السمكي. 

وناقشنا القضايا الإقليمية بالتركيز علي مكافحة خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية. واتفقنا علي عقد القمة المقبلة في قبرص خلال العام المقبل.

سؤال: العلاقات المصرية الإفريقية, شهدت مرحلة جديدة منذ حضرتم أول قمة في مالابو بغينيا الاستوائية بعد أيام من توليكم رئاسة الجمهورية.. كيف تري آفاق التعاون بين مصر ودول القارة؟

الرئيس: انتماء مصر لإفريقيا وعلاقاتها بدول القارة عماد رئيسي لسياستنا الخارجية. ومنذ توليت الرئاسة وأنا حريص باستمرار علي المشاركة في قمم الاتحاد الإفريقي, ونحن نبذل جهدا كبيرا في لجنة السلم والأمن الإفريقية التي نترأسها, وكذلك في اللجنة المعنية بالتغيرات المناخية التي أيضا نترأسها, وكنا صوتا مسموعا ومؤثرا لإفريقيا في المؤتمر الدولي للتغيرات المناخية بباريس, وكذلك نتبني قضايا القارة وهمومها ومطالبها في مجلس الأمن من خلال عضويتنا الحالية بالمجلس, ونحن نشارك في التجمعات الاقتصادية الإفريقية, واستضفنا بشرم الشيخ قمة التجمعات الثلاثة الإفريقية, كما استضفنا الأسبوع الماضي بشرم الشيخ أول تجمع مشترك للبرلمانيين العرب والأفارقة وضع أجندة عمل مشتركة عربية إفريقية, أما علي المستوي الثنائي فعلاقاتنا وطيدة مع جميع دول القارة, ونحن بصدد ترتيب زيارة لبعض الدول الإفريقية التي لم نزرها من قبل في إطار تعزيز التعاون بين مصر وشقيقاتها من دول القارة.

سؤال: نأتي للأوضاع في الوطن العالم العربي.... الموقف المصري من سوريا, كان واضحا بما لا يحتمل مجالا لأي لبس في الكلمة التي ألقيتها أمام قمة مجلس الأمن المعنية بالأزمة السورية الشهر الماضي في نيويورك.. والسؤال: لماذا صوتت مصر مع القرار الفرنسي- الإسباني, ومع القرار الروسي في الأسبوع الماضي؟

الرئيس: التصويت مع القرارين ليس موقفا متناقضا كما أوضحت في الندوة التثقيفية, فالعنصر المشترك للقرارين أنهما يدعوان إلي وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري, وهذا هو ما يهمنا كدولة وكمواطنين مصريين. لذا دعمنا القرارين وصوتنا في مصلحة كل منهما, وهذا هو الأساس بغض النظر عمن قدم القرار. فلماذا أقف ضد قرار يدعو إلي وقف نزيف الدم السوري وإدخال المساعدات للشعب.

سؤال: بعد التصويت المصري بدا أن هناك أزمة مع السعودية لاسيما بعد تصريحات المندوب السعودي في الأمم المتحدة, ثم توقف شركة أرامكو عن إرسال شحنة المواد البترولية المتعاقد عليها مع الشركة.. كيف تري الموقف؟

الرئيس: الموضوع يحتاج إلي المزيد من التنسيق بيننا وبين أشقائنا في السعودية حتي تكون الأمور واضحة. أما عن شحنة المواد البترولية فهي جزء من اتفاق تجاري تم توقيعه أثناء زيارة الملك سلمان لمصر في أبريل الماضي, ونحن عقب القرار أبرمنا التعاقدات اللازمة لتلبية احتياجاتنا. لا نريد للأمور أن تأخذ أكبر من حجمها, فالعلاقة الأخوية والإستراتيجية بين مصر والسعودية لا تتأثر بأي شيء ويجب عدم السماح بالإساءة لهذه العلاقات أو إثارة حالة من الشقاق في هذه العلاقات الإستراتيجية والتاريخية. وللإخوة في السعودية منا كل الشكر والتقدير علي ما قدموه لمصر خلال الفترة الماضية.

حتي يشعر المواطنون بالتحسن علينا الوصول بمعدل النمو إلي7.5% سنويا، المعاشات الضمانية وصلت إلي12 مليار جنيه بعد توسيع قاعدة المستفيدين من معاش الضمان واستحداث معاش كرامة وتكافل المعاشات التأمينية قفزت من46.7 مليار جنيه في2010 إلي163 مليارا العام الحالي بزيادة30 مليارا عن العام المالي الماضي لابد من الإصلاح لزيادة الإيرادات وخفض المصروفات من أجل تقليل العجز في الموازنة وخفض الاقتراض وتوجيه الدعم إلي مستحقيه

سؤال: إذن... هل هي سحابة في أجواء العلاقات وستمر؟

الرئيس: التناول الإعلامي وتداول الموضوع علي مواقع التواصل الاجتماعي هو الذي شكل هذه الصورة.. لكن لا توجد أي سحابة تعتري أجواء العلاقات المصرية السعودية.
سؤال: عملية السلام مازالت علي جمودها. نعرف أنكم بذلتم في الفترة الماضية جهودا كبيرة لتحريكها.. ما الذي تم في هذا السياق؟
الرئيس: قضية السلام ستظل هي الأهم والأخطر علي مستقبل المنطقة, ومصر علي مر السنين تعطي القضية الفلسطينية أولوية قصوي في سياستها الخارجية. ونحن نبذل جهدا كبيرا لتحريك عملية السلام, ومنذ شهور أطلقت أثناء زيارتي لأسيوط دعوة إلي الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني والقيادتين, لإحياء عملية السلام. ولعلكم تابعتم أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك, أنني خرجت علي النص المكتوب لكلمتي من علي منبر الأمم المتحدة, ووجهت رسالة مباشرة إلي الشعب الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية للبدء في إجراءات بناء الثقة, والدخول في مفاوضات سريعة من أجل الوصول إلي اتفاق سلام يقيم الدولة الفلسطينية المستقلة بجانب إسرائيل. وأنا في هذا الحوار أجدد هذه الدعوة لإنهاء النزاع وإحلال السلام, ونحن سنظل نلعب دورا رئيسيا ومحوريا في قضية السلام, ودائما نعمل في اتصالاتنا مع الجانب الفلسطيني علي توحيد المواقف وتحقيق المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية.

سؤال: نستأذنكم سيادة الرئيس للعودة من جديد للشأن الداخلي فبعد أيام ينعقد المؤتمر العام لشباب مصر في شرم الشيخ.. ما الذي تتطلع إليه من هذا المؤتمر؟

الرئيس: منذ أن دعوت إلي هذا المؤتمر الشباب المصري في يناير الماضي- الذي أعلنا فيه إطلاق عام الشباب- وأنا أتابع التقارير الدورية التي ترفع لي عن نتائج الحوار مع شباب مصر في أكثر من ألف مركز شباب علي مستوي الجمهورية, ولدينا في رئاسة الجمهورية الآن قاعدة بيانات شبابية تتيح لنا إجراء استطلاعات رأي إلكترونية لشريحة بلغت أكثر من105 آلاف شاب.

وكان هذا تمهيدا للمؤتمر الذي يتضمن حوارات مفتوحة مع ممثلي مختلف الشرائح والتيارات السياسية وورش عمل في كل الموضوعات, وسيضم المؤتمر3 آلاف مشارك, وأتصور أننا سنلتقي بممثلي القوي السياسية في إطار المؤتمر.

سؤال: هناك من يري أن القوي السياسية غائبة وليست فعالة في المشهد السياسي, هل تشاركهم سيادتك في هذا الرأي؟

الرئيس: القوي السياسية موجودة في الحياة السياسية, وداخل البرلمان, وتقوم بدور جيد, ونحن ندعم هذا الدور ونشجعه, وأطلب من الإعلام أن يدعموهم ويشجعوهم, فنضج التجربة الديمقراطية عملية مستمرة لأن التطور الإنساني لا ينتهي, ونحن نعلق آمالا كبيرة علي القوي السياسية, وهم يعملون داخل البرلمان بكل حرية, وكما يريدون.
سؤال: لاشك أنكم تابعتم أداء البرلمان في دورته الأولي, ما هي رؤيتكم لهذا الأداء؟

الرئيس: مجلس النواب حقق إنجازا غير مسبوق في أولي دوراته البرلمانية, وكان عليه عبء كبير في إقرار عدد كبير من القوانين والتشريعات والانتهاء منها. وأري أننا لا نعطي البرلمان حقه, ويجب أن نشجعه ونقدر ونحترم أداءه وقراراته, فهو يضم نخبة متنوعة تمثل المجتمع المصري بكامل طوائفه.

سؤال: قطاع كبير في الشارع المصري يري أنه لا يوجد ظهير سياسي واضح الملامح يقوم بدوره علي الساحة السياسية المصرية؟
الرئيس: هناك جدل كثير يدور حول هذا الموضوع. ومؤتمر الشباب فرصة للنقاش والاستماع إلي وجهات النظر في هذا الموضوع وغيره, حيث ستشارك الأحزاب والقوي السياسية, ودعونا ننتظر ما ستسفر عنه نتائج وتوصيات المؤتمر.

سؤال: بالنسبة لقضية محاربة الفساد, فقد شهدت نشاطا خلال الفترة الماضية من جانب أجهزة الدولة المعنية والرقابية.. لكن مازالت هذه الظاهرة تعوق الكثير من جهود الدولة وتؤثر علي المواطن في تعاملاته وفي الأسواق.. كيف تقيمون الدور الذي تقوم به أجهزة الدولة والمطلوب منها في المرحلة المقبلة؟
الرئيس: الدولة لا تتسامح أبدا مع الفساد, وأنا أدعم أجهزة الدولة المعنية دعما كاملا في جهودها, ولا مصلحة لنا في التستر علي فساد أو فاسد مهما يكن, نحن نشن حربا لا هوادة فيها علي الفساد لمنعه واجتثاثه. وبالمناسبة فقد تحسن مركز مصر في مؤشر الفساد لدول العالم, وارتفعت8 مراكز من المركز96 إلي المركز.88 غير أن علينا أن ننتبه لأن جزءا من تقييم الدول يأتي عبر رصد ما ينشر ويذاع في وسائل الإعلام عن حجم الفساد, وأحيانا يكون ما يتم تداوله غير مدقق.

سؤال: قلتم في حوارنا السابق معكم منذ50 يوما إن المهندس شريف إسماعيل من أكفأ رؤساء الوزراء. هل مازلتم عند رأيكم؟

الرئيس: طبعا, هذا الرجل يعمل في قلب محيط من التحديات, وأهم ما يميزه هو القدرة علي التنظيم والمتابعة والالتزام والإخلاص.
سؤال: ما تقييمكم لأداء المجموعة الاقتصادية, خاصة أن بعض وزرائها انضموا حديثا للحكومة؟

الرئيس: التحدي كبير أمام المجموعة الاقتصادية, ويجب علينا ألا نظلم الوزراء, فقد جاءوا في فترة قاسية, بعد ما يقرب من6 سنوات صعبة, كانت لها تداعيات بالغة التأثير علي أوضاعنا الاقتصادية.

وتعالوا نتحدث بالأرقام, حتي تعرفوا ويعرف الرأي العام حقائق الوضع الاقتصادي, وضرورات الإصلاح, ولماذا هي حتمية؟.

الإيرادات في الموازنة العامة للدولة للعام المالي(2017/2016) تقدر بنحو670 مليار جنيه, بينما المصروفات المطلوبة974 مليارا, منها228 مليارا للأجور و206 مليارات للدعم, و56 مليارا للبرامج الاجتماعية, و292 مليارا لسداد فوائد الدين, والمتبقي يخصص لمصروفات الدولة علي التعليم والصحة وغيرهما والاستثمارات الحكومية, والعجز بين الإيرادات والمصروفات يتم تمويله بالاقتراض, وبالتالي يزداد الدين كل عام حتي بلغ الدين الداخلي2 تريليون و572 مليار جنيه في30 يونيو الماضي, بنسبة تقترب من98% من إجمالي الناتج المحلي, ومن ثم ترتفع مخصصات فوائد الدين كل عام حتي بلغت نسبتها32% من مصروفات الموازنة العامة الحالية, وإذا استمرت الأوضاع بالصورة الراهنة, فلن نتمكن من الوفاء باحتياجات المرافق والخدمات والنفقات اللازمة, وستكون النتيجة علي حساب المواطن ومستقبل أبنائه. لذا لابد من الإصلاح لزيادة الإيرادات وخفض المصروفات من أجل تقليل العجز في الموازنة وخفض الاقتراض, وتوجيه الدعم إلي مستحقيه.
ولنا أن نعلم أن المخصص للبعد الاجتماعي من الدعم والبرامج الاجتماعية كان يبلغ99 مليار جنيه عام2010, ووصل الآن إلي262 مليارا, وأن مخصصات الإسكان الاجتماعي وتطوير العشوائيات والقري الأكثر فقرا كانت صفرا عام2010, وهذا العام خصصنا لها64 مليار جنيه, وأن المعاشات الضمانية كانت14 مليار جنيه, وبلغ المخصص لها هذا العام12 مليار جنيه بعد زيادة معاش الضمان الاجتماعي والتوسع في عدد المستفيدين منه, واستحداث معاش كرامة وتكافل ومد مظلته لتصل الي مليون أسرة في ديسمبر المقبل.

أما المعاشات التأمينية فقد زادت من467 مليار جنيه عام2010, لتصل الي134 مليار جنيه في العام المالي الماضي, وتمت زيادتها هذا العام بنحو30 مليار جنيه لتصل إلي163 مليارا, بعد رفع المعاشات بحد أدني125 جنيها وأقصي323 جنيها, وزيادة الحد الأدني إلي500 جنيه تزداد سنويا بمبلغ125 جنيها. ويكفي أن تعرفوا أن المتوقع للمعاشات بعد5 سنوات أن تتضاعف الاعتمادات المخصصة لها لتصل الي324 مليار جنيه. أما عن الدعم المخصص للسلع التموينية فقد ارتفع من168 مليار جنيه إلي44 مليار جنيه, وقفز الدعم المخصص للمزارعين من362 مليون جنيه إلي52 مليار جنيه.

هذا ملخص للصورة, نحن نريد الإصلاح من أجل مستقبل البلاد, ونريد توجيه الدعم إلي مستحقيه, وألا يستفيد منه من لا يستحق علي حساب الأحق.
سؤال: ما الذي لا تتسامح فيه مع المسئول؟

الرئيس: الفساد والمحسوبية والمجاملة علي حساب العمل, هذه أمور لا أتسامح معها أبدا.

سؤال: هل تؤمن بإعطاء فرصة ثانية لمسئول لا يحالفه التوفيق؟

الرئيس: دائما أعطي الفرصة للمسئولين من أجل العمل, ولا أتعامل مع أي مسئول بالقطعة, لأن التحدي ضخم جدا, والوزراء يتحملون عبئا كبيرا, ولذلك أتعامل معهم علي مجمل الأداء. وفي الوقت نفسه أحترم الرأي العام, لكن في بعض الأحيان لا يكون حكمه دقيقا, لأنه لا يري الصورة كاملة, بينما أنا علي اتصال مباشر بالمسئولين, وأجلس معهم كثيرا. وعلي سبيل المثال, تعرض الدكتور محمد شاكر بعد توليه منصب وزير الكهرباء إلي هجوم شديد, أثناء فترة انقطاعات التيار الكهربي, لكن بمضي الوقت شعر الناس بحجم الإنجاز الذي تم, وأصبح موضع ثناء من الرأي العام.
سؤال: هل شعرت مرة بخذلان من مسئول؟

الرئيس: أحيانا. فهناك أناس ماهرون في الترويج لأنفسهم, ويتسمون- بالتعبير الدارج- بـ الفهلوة. ويتعاملون مع الإعلام بما يعطي انطباعا غير حقيقي عن أدائهم.

سؤال: ما الفرق بين آلية اتخاذ القرار في المؤسسة العسكرية وقد كنت قائدا عاما, وفي القطاع المدني وقد أصبحت رئيسا للجمهورية؟

الرئيس: الفرق بين آلية القرار العسكري والقرار المدني, هو في الفاعلية والانضباط ودقة المتابعة ومسئولية الأداء.
سؤال: هل يمكن أن تتحسن آلية القرار بالقطاع المدني؟

الرئيس: بالتأكيد, قد تأخذ بعض الوقت, لكنها قابلة للتطور, وإلا كيف تتقدم الدول!

سؤال: من خلال تجربتك وزيارتك دول العالم.. ما هو الشعب الذي أثار إعجابك؟

الرئيس: تبهرني الشخصية الصينية والشخصية اليابانية, لأنهما استطاعتا تحقيق قفزات عملاقة لبلديهما.

سؤال: من هو أكثر زعيم سياسي تأثرت به؟

الرئيس: أعتبر محمد علي وجمال عبدالناصر وأنور السادات من الزعماء الذين قدموا بإخلاص لبلدهم.

سؤال: من هو أكثر من تفتقده علي المستوي الشخصي والمستوي العام؟

بدا التأثر علي الرئيس وقال: والدتي رحمها الله.. فهي التي علمتني.. كانت سيدة راجحة العقل, شديدة الحكمة والإخلاص والتجرد والرضا, وأفتقد والدي فقد كان رجلا صاحب همة وعبقريا بالفطرة.

سؤال: هل تجد وقتا للقاء أصدقاء العمر.. وماذا يقولون لك في هذه اللقاءات؟
يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي, فى الجزء الثانى من الحوار مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث الأهرام والأخبار والجمهورية، عن تقييمه لأداء الحكومة الحالية.


يضحك الرئيس وهو يقول: كلهم ينصحونني.. وأعمل إيه؟.. بقعد أسمع!

سؤال: هل تهتم بتدوين يوميات أو مذكرات عن أحداث مرت أو تمر بك؟

الرئيس: شاءت إرادة الله أن أكون صاحب ذاكرة قوية.. فأري الأحداث الماضية وكأنها تدور أمامي, ودائما استدعي التجارب والقراءات والأحداث في دول العالم الأخري.

سؤال: أخيرا سيادة الرئيس.. ما التحدي الأكبر الذي يواجه مصر وما هو الخطر الأكبر عليها؟

الرئيس: التحدي الأكبر هو وعي المصريين وتكاتفهم علي قلب رجل واحد, فكل المخططات ضدنا لا تقوم علي عمل خارجي وانما تستهدف الدولة من الداخل. وكما قلت وأقول فإن الشعب المصري أكثر وعيا مما يتصور كل من يحاول أن يشكك أو يسيء.

أما الخطر الأكبر, فهو الزيادة السكانية, فإذا لم نضبط معدلات الزيادة, فإن جهود التنمية سوف تتآكل. وعلينا أن نصل بمعدل النمو إلي ما يفوق75% سنويا, حتي يشعر الناس بالتحسن.