قانون الانتخابات المحلية الحالي.. هل يفرز "مجالس مبارك" من جديد؟

  • 85
أرشيفية

تنتظر مصر عرسًا ديمقراطيًا لم ينطلق منذ أكثر من 6 أعوام، حيث جاءت ثورة يناير 2011 على نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك فأزاحته بحزبه الذي استولى على المحليات، ومن وقتها.. لم تجر انتخابات للمحليات، ولكن إلى الآن لم يتم الحديث عن تغيير للقانون بشكل جاد داخل أروقة مجلس النواب، فهل تفرز الانتخابات ذات مخرجات ما قبل الخامس والعشرين من يناير 2011؟.


من جهته، انتقد الدكتور صلاح هاشم خبير التنمية المحلية، إجراء الانتخابات المحلية بالقانون الحالي، مشيرًا إلى أنها من الممكن أن تعيد تشيكل محليات الرئيس المخلوع حسني مبارك التي استمرت 30 عامًا عقيمة، وبلا أي فائدة بل زاد الفساد بوجودها.


وأضاف "هاشم"، في تصريحات خاصة لـ"الفتح": "لكي تصبح هذه المجالس قوية وتستطيع أن تقضي على الفساد يجب إعطائها مهام حقيقية، ووضع سلطات تتناسب مع دورها في مكافحة الفساد، وتخويلها سلطات ليست شكلية، بل تكون مشاركة في اتخاذ القرار بصورة أفضل مما هي عليه".


وتساءل خبير التنمية المحلية، قائلًا: "هل مصر تسعى إلى  أن تصبح المجالس المحلية تخضع لسلطة المحافظ – كما في بعض الدول -  ولا تستطيع أن تكون مشاركة في القرار بل يكون رأيها استشاري فقط، وتكون منبثقة للأحزاب الموالية للنظام وتخضع للنظام، أو أن تكون الدولة مدارة عبر المحليات بشكل أساسي، وهنا المحافظ يكون ليس حاكمًا للمحافظة، وإنما الرئيس والحاكم للمحافظة هو رئيس المجلس المحلي للمحافظة، ويشارك بشكل حقيقي وفعال في رصد وحل الأزمات والمشاكل داخلها".


قال تامر محمد خليل، أحد الشباب المرشحين للانتخابات المحلية، إن المحليات في الأيام الفائتة خلال حكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك كانت ذات شكل موحد، لافتًا إلى أن حزب واحد هو الذي كان يسيطر عليها، ومن خلاله كان الشباب دورهم غير مفعل بشكل حقيقي، وكان من يمثل دائرة محلية يمر عبر الحزب الوطني.


وأكد "خليل" في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن الأحزاب الموجودة  تتعدى المائة، لكنها إلى حد كبير ليست موجودة في الشارع بين الناس، لافتًا إلى أن كثير من الناس لا تعرف إلا أسماء حزبين أو ثلاثة على الأكثر، وأغلب الأحزاب لا يتعدى تواجدها الشقة التي تدير الحزب من خلالها.


وأضاف: "منذ أيام حكم الرئيس محمد أنور السادات وتمثيل الشباب في المحليات ضعيف، لكن كلنا أمل أن نغير هذه الصورة السيئة عن المحليات، التي هي العمود الفقري للنظام الحاكم، وفي مصر طوال فترات الحكم فيها وهناك أنماط لا تتغير بتغير الأنظمة والمؤسسات والأشخاص، أحد هذه القواعد المرعي الاتفاق عليها أو المتكررة في كل حكم، والتي يمارسها أو يتركها كما هي عدم الاهتمام بالمحليات، لكن نأمل أن تكون الفترة الحالية أفضل بكثير".


وأشار المرشح المحتمل بالانتخابات المحلية، إلى أن كل ما يقال عن أن الدولة سيكون لها تواجد بصورة ما في الانتخابات المحلية، كتوجيه الدفة ناحية مرشح بعينه أو ائتلاف أو حزب أو غيره لم يره بشكل يقيني، مؤكدًا أن هذا مجرد كلام متداول له الكثير من الكواليس والأسباب أهمها السلبية وتبرير الابتعاد عن الحياة السياسية، وأنه كأحد المرشحين لا يشعر بذلك ولا يجده حتى الآن لا بشكل خاص ولا عام.